يسألونك عن الأهلّة-عقيل الموسوي ـ المانيا

Tue, 26 Jul 2011 الساعة : 11:38

جزى الله علماءنا الافاضل كل خير, فقد بذلوا مابذلوا من اجل توحيد كلمتنا واعلاء شأننا بين الامم , ولكننا حقا لم نقدر جهودهم المبذولة تلك , فبقينا متفرقين متناحرين , وبقيت كلمة اعدائنا هي العليا رغم دعواتنا ليل نهار بأن يحفظ الله علماءنا ويجعل كلمتهم هي العليا , في ثمانينات القرن الماضي حين كنت طالبا في قسم الفيزياء تحدثت مع استاذي المرحوم فياض النجم عن امكانية جدولة الاهلة والركون اليها في المناسبات الحساسة وغير الحساسة , فأجابني انهم اعتمدوا هكذا جدولا في احد المؤتمرات العلمية المنعقد في تونس العام 1967 , ولكن مشايخنا حفظهم الله ـ والكلام لا زال للمرحوم النجم ـ لا يعترفون بالمنطق العلمي في مواعيد الاهلة ويعتمدون الرؤية المجردة , تلك الرؤية التي كانت ولا تزال مثار جدلٍ في اكثر من موقف , فحينما يولد الهلال مثلا في مكانٍ ما ولا يمكن رؤيته في مكانٍ اخر ربما بسبب الطبيعة او الموقع الجغرافيين , فهذا امر قد يبدو من البديهيات المسلّم بها , اما ان يُرَ الهلال قبل ولادته فهذا امرٌ اكثر من المحال , ولكنه وللاسف هذا ما كان ولا يزال يحدث في بعض الاحيان , فقد رأيت وبأم عيني في تلك الفترة ايضا ولسنتين متتاليتين يطل علينا الاستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي وهو حي يرزق ليخبرنا بأن الهلال وحسب الحسابات الفلكية سوف يولد في اليوم الفلاني عند الساعة الفلانيه ولا يمكن رؤيته الا في اليوم التالي , ثم نتفاجأ بالاعلان عن ثبوت الرؤية الشرعية في اليوم الذي ينفي العلم رؤيته فيه , كنا نعتبر مايجري في تلك الفترة ضمن الاغراض السياسية المرتبطة بالأسلام السياسي وما تتطلبه طبيعة المرحلة التي عشناها وما دار فيها من صراعات سياسية القت بظلالها على الحياة بصورة عامه ومنها الشعائر الدينية طبعا , من ناحية اخرى ذهب البعض ولايزال في ذهابه في بعض الاحيان ايضا الى التطرف البعيد والتزمت الذي ادى الى توالد ايام الاعياد ليكون لكل منطقة يوم عيد خاص حتى وصل الى ثلاثة ايام , الامر الذي يذيب الفرحة بالعيد لدى كل الاطراف , فضلا عن الحرج الذي ينتاب البعض منهم والذي قد يؤدي بالمتعصب منهم الى مصادمات غير محمودة العواقب .
اقول ان الهلال واحد وان ولادته هي ولادة واحدة وليس لها علاقة بهذا البلد وتوقيته او تلك المنطقه , فلماذا ياترى تتعدد تأثير تلك الولادة بتعدد المناطقية اذن ؟؟ , من ناحية اخرى وعندما يقول علماء الفلك بأن كسوفاً للشمس او خسوفاً للقمر سوف يحدث في يوم وساعة معيّنَين فأننا نرى السادة علماء الدين الافاضل يتسابقون في تذكير الناس بهذه الحادثة الكونية ووقت حدوثها معتمدين الحسابات الفلكية التي لاتقبل الخطأ لغرض اداء صلواتها الواجبة , وهم بذلك يمنحون الثقة التامة لعلماء الفلك وحساباتهم تلك ,فلماذا لايأخذون نفس المصداقية في الحسابات لولادة الأهلة لتثبيت بدايات موحدة للاشهر القمرية تغنينا عن المساجلات والأطاريح التي تؤدي الى الفرقة والتناحر , وحسب علمي المتواضع ان هناك حديث نبوي شريف اعتمد عليه اهل الخبرة في الركون الى الحساب الفلكي ونصّه ( فأن عُمِّيَ عليكم وفي رواية اخرى فأن غُمِّيَ عليكم فأقدِروا له ) وهي اشارة واضحة للحساب العلمي , أذكر هذا بعد ان بعث لي صديق عزيز مشكورا بترجمته الشخصية لما نشره موقع الياهو ومفاده ان الحسابات الفلكية تعتبر ان غرة شهر رمضان المبارك ستكون يوم 1 اب , واول ايام عيد الفطر سيكون يوم 31 اب ان شاء الله تعالى , وانا على يقين تام بأن تلك الحسابات هي حسابات دقيقة لم يراد منها مناصرة طائفة ضد اخرى , لأن موقع الياهو ليس تابعا الى هذا المذهب او ذاك , ولكنه يتبنى الحقائق العلمية الثابته , وبما ان مواعيد الاهلة والاعياد هي اطمئنان قبل ان تكون خاضعة للفتاوى او التقليد , لذا فأني لا أرَ اطمئناناً اكثر من الاطمئنان المبني على حسابات علمية دقيقية لا تقطع الشكَّ الا باليقين , ولأن علماءنا الشرعيين الافاضل رحمهم الله وشكر سعيهم في كل خير ارادوا به وجهه الكريم لم يستطيعوا التوصل الى موقف موحد تجتمع عليه الامة , فأن المواقيت التي نشرها موقع الياهو ستظل بمثابة دعوة لتوحيد المسلمين يمكن رؤيتها بالعين المجردة في كل بقاع العالم سألتزم بها شخصيا وبذلك امرت وأنا من المسلمين

Share |