هربنا بديننا....ا مصداقها السيد شريف/ ابو عقيل

Sat, 3 Aug 2013 الساعة : 1:07

اليك ياسيدي
يامن تنطبق عليك كل صفات النبل والاخلاق
يامن كانت مجالستك دافئة وصوتك هادئ وكلامك قليل
كنت تحب الناس كل الناس
وكنت تتمنى الخير للجميع
كنت تحب العراق حباً كبيراً بحيث فراقك له جعلك تفارق الحياة
نعم في مثل هذه الايام رحل عنا السيد شريف السيد برغوث
في مخيم رفحاء في المملكة العربية السعودية
كان ذلك يوم خميس وكان صائماً ولم يشكو من شئ الا انه كان يشكو من فراق الوطن
كان يتألم عند سماعه الاخبار التي كان مدمناً عليها
دخل فراقه للعراق عامه السادس كان يردد دائما ( كيف صبرت كل هذه المدة كنت اذا سافرت عشرة ايام قلبي ينفطر) وبقي يحن للعراق وينتظر الساعة التي يعود فيها مرفوع الرأس وينتظر سقوط الطاغية الا ان الامل اخذ يبتعد
وطال الوقت بنا في صحراء رفحاء
ولم يخطر ببالنا اننا سنصبح أيتاماً في ارض الغربة حيث فقدان الخيمة التي كنا نستظل بها
كان رحمه الله يصبر علينا دائما ويردد هذه العبارة التي سمعها منه اكثر الناس الذين عرفوه الا وهي ( نحن هربنا بديننا) كانت عبارته المشهورة التي يتصبر بها
عندما تمر به ازمة او عندما يتذكر الديار
وكانت له عبارة قالها في ايام الانتفاضة الشعبانية المباركة في تشييع جثمان ولده الشهيد السيد بدران السيد شريف وكان التشييع كبير جدا وترك الناس وذهب ببندقيته وصعد السيارة قيل له سيدنا كيف تترك الناس وهي جاءت لمواساتك وابنك لم تواري جثمانه لحد الان قال رحمه الله ( اما ولدي فقد ادى دوره ولبى داعي الله وجاهد واسقط واجبا عن نفسه ولم يسقطه عني وانا اريد اقوم بواجبي واذهب الى الله وهو راضياً عني )
نعم رحل عنا وتركنا في لوعة وحسرة وندم نعم انه مهاجراً شهيداً محتسباً هنيئا له ولكن الحسرة والندم انه رحل في بلادالغربة بعيدا عن الاهل والديار وكان يرغب ان يرى سقوط النظام وهو يردد هنيئاً لمن يطول عمره ليرى كيف هي نهاية هذا الطاغية الذي لم يعرف التاريخ مجرما بهذا الشكل كان يقول دائما ( الحجاج ميصير فراش عند صدام)
بعد اكثر من (17)عام وعندما اتذكر ذلك اليوم الحزين تجري دموعي وتخنقني العبرة انها الغربة والبعد عن الاهل والديار وتفقد عزيزاً اي شعور ينتابك وانت في صحراء لاتعرف اسم الحنان صحراء قاحلة لاتعرف اسم العاطفة ولاتعرف عاداتك وتقاليدك ولاتعرف حتى عقائدك
في الصحراء في وقتها تساؤلات كثيرة منها:-
اين يكون الدفن واين يكون مجلس العزاء ومن اين سيكون التشييع !
نحن نعرف انه كان يريد دفنه في النجف عند امير المؤمنين علي عليه السلام فهل هذا ممكن؟
كان يريد التشييع من باب داره في سوق الشيوخ فهل نستطيع ذلك؟
كان يريد مجلس العزاء في دياره وديوانه فهل تسمح الظروف ؟
هذه الاسئلة جميعها وهذه الهموم والاحزان سرعان ماخفت عندما حضر الالاف من المهاجرين في مخيم رفحاء وغص بهم المكان وكان للشعراء دور في التعبير عما يدور في خلجاتنا وماكنا نتمناه كانوا يرسمونه على شكل لوحات شعرية يتعاطف معها الجميع
وكان لحضور هذه الجموغ الغفيرة اثر بالغ في التخفيف عن ابناء السيد وعائلته ومحبيه
كان للاخوة في رفحاء فضل لاننساه ماحيينا فقد استمروا بمواساتنا ويوميا يتواجدون معنا وهم في حزن شديد شعرنا اننا بين اهلنا وبين عشيرتنا وبين اخوتنا .

مايخفف الخطب ان السيد رحمه الله رحل عنا ولم يترك الا الاثر الطيب والحب والاخلاق العالية التي عبر عنها احد الاخوة الذين كانوا معنا في رفحاء وهو يؤبن السيد قال ( كان السيد شريف يحمل اخلاقاً لم نسمع بها الا عند رسول الله) والاهم من هذا وذاك كله انه وافته المنية وهو صائم ومهاجر في سبيل الله
نسأله تعالى ان يتقبله مع الشهداء والصالحين
اللهم اغفر للسيد المجاهد المهاجر السيد شريف السيد برغوث واسكنه فسيح جنانك بحق محمد وال محمد
 

Share |