ابناء العهر السياسي/عبدالله الجيزاني
Sat, 3 Aug 2013 الساعة : 0:08

مر بلدنا بفترة كُلها جحيم، حيث كان صعب على العراقي أن يبقى إنسان، بكل ماللمفردة من معاني، إلا لمن أمتطى صهوة الحرية بصدق وقدرة، وممن قالوا ربنا الله ثم أستقاموا.
فقد كانت خيارات العراقي أما ترك البلد بيد مغتصبيه من البعثيين الصداميين والطائفيين، أو الإستعباد الكامل من خلال الحمد والتسبيح بسجايا القائد الوهمية، وهكذا كان العراق بلد المقدسات، الكثرة والأغلبية كانت للمسبحين.
وماتبقى أما أختار طريق الغربة بكل مافيها من ذُل وهوان، أو عاش هدف لرجالات البعث الصدامي يسومونه العذاب في كل لحظة، يحاربونه حتى في أنفاسه، ومنهم من أستحق الشهادة فنالها على يد البعث الصدامي.
هذا الوضع أستمر سنوات طويلة جداً على كل الشعب العراقي، لكنها كانت أطول على من حارب ليبقى إنسان، فقد نبذه حتى أهله وعشيرته المقربين.
حتى منت السماء على هذا الشعب من خلال تسخير أعتى قوة في العالم لتطلق رصاصة الرحمة على النظام البعثي الصدامي، بعد أن تهاوى أو كاد تحت ضربات المجاهدين في أهوار العراق وغيرهم، عندها تم فرش السفرة فأمتدت الأيدي عليها.
وكانت أيدي أبناء العهر السياسي هي الأطول، وبدأت عملية تقاسم الغنيمة بينهم، فمن كان يعيش في بلاد ألعم سام، على المُساعدات والإعانات التي تقدمها تلك الدول، عاد وهو يشكوا زوراً من الغربة وما عاناه فيها، لكنه ترك أسرته هناك تعاني..! ولم يأتي بها إلى العراق لتعيش ولو جزء من مأساة هذا الشعب، وعاد هو من المطار إلى المنطقة الخضراء ليحصل على نصيبة.
وكذا فعل من كان يتراقص في صالة السلطان في داخل العراق، وخاصة وكلاء الأجهزة القمعية ممن أدوا أقذر الأدوار ضد أبنا هذا الشعب، ومثلهم كبار البعثيين ممن أستقبلوا المحتل ليمارسوا مسح الأكتاف مهنتهم التي أجادوها، فمنحهم حصانه ومناصب مفصلية في العراق الجديد، والبعض الآخر اتكأ على نسيب أو قريب من ساسة العهر ليمنحهم حصانة، ويعيده إلى نعيم الحكم من جديد، ومع مرور عمر العراق الجديد أقتضت مصلحة الحاكم تقريب هؤلاء ومنحهم المواقع المهمة لأنهم الأقدر على شرعنة الفساد والإفساد، ومسح الأكتاف والرقص أمام الحاكم، لإشباع النقص الذي يُعانيه أمام الموقع الذي تولاه.
وحدهم أبناء القهر ممن أفتدوا العراق بكل مايملكون، حُرموا من الحصول على حقهم في بلدهم الذي بنوه بعرقهم ودماء أخوانهم، وتم ركنهم على جانب ومن طالب منهم أتُهم بكل التهم التي عانى منها، انه الزمن الأغبر الذي سلط ساسة البين من جديد على أحرار هذا البلد.
والمؤلم أن قادة درب أبناء القهر ، بعد أن ملوا من تصحيح الوضع إستسلموا لإرادة أصحاب العهر وبوئوهم مواقع تسلطوا من خلالها على المخلصين والمضحين، بعلم أو بدونه أن الغد سوف يجعل هؤلاء ينقلبون على من سلطوهم، لانهم بدأو بحملة لاستئصال المخلصين، ليضيع المشروع الذي سقته الدماء الزكية، فالوسائل يجب أن تكون من جنس الغايات وإلا كل مايطرح شعارات لاتغني ولاتشبع..