يوم القدس ... ما زلت تحيا ؟/محمد علي العمري

Thu, 1 Aug 2013 الساعة : 12:52

يوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس الشريف (بالفارسية: روز جهانی قدس) ، هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس , انطلق من الجمهورية الاسلامية الايرانية عندما دعا الامام الراحل الخميني (قدس) يوم السابع من أب عام 1979 ، بإعلان الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك ، يوما عالميا للقدس ، وبهذه الدعوة اعاد الهيبة فيها لأهلنا في فلسطين والامة الاسلامية , الامة التي تناست ان هناك مدينة قد اغتصبها الصهاينة في ليلة ظلماء , وكان بعض العرب ايامها حاضرين في تلك الليلة لــــيشهد التاريخ ان هناك خونة في أمتنا ( العورابية ) .
ان يوم القدس العالمي يتمثل بحشد المظاهرات المناهضة للصهيونية في العالم اجمع , خصوصا في الجمهورية الاسلامية الايرانية , لأنها صاحبة الفضل في ذلك على الامة الاسلامية , بدلاً من ان يكونوا رعاة الاسلام (العرب) هم السباقون في هذه الدعوة ( الدعوة الى تحرير القدس من الارجاس ) .
ان يوم القدس يمثل دعوة المظلوم على الظالم ، يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين , فقد قال سماحته رضوان الله عليه : إن " يوم القدس يوم عالمي ، ليس فقط يوما خاصا بالقدس ، و إنما يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين و يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم أمريكا و غيرها ، للقوى الكبرى .. انه اليوم الذي سيكون مميزا بين المنافقين والملتزمين ، الذين يعتبرون هذا اليوم ، يوما للقدس و يعملون ما ينبغي عليهم . أما المنافقون ، هؤلاء الذين يقيمون العلاقات مع القوى الكبرى خلف الكواليس (( امثال تركيا وقطر والحبل ع الجرار )) ، و الذين هم أصدقاء لـ «إسرائيل» ، فإنهم في هذا اليوم غير ابهين ؛ بل و يمنعون الشعوب من إقامة التظاهرات ".
يوم القدس ليس يوم عطلة إسلامية دينية ولكنه حدث سياسي مفتوح أمام كل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وبالتالي الاحتفال ليس واجبا في الإسلام.
موكب الاحتفال بهذا اليوم نشأ لأول مرة في إيران بعد ثورة 1979 الإسلامية , الاحتفال اقترح من قبل آية الله الخميني، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آنذاك، في آب / أغسطس من ذلك العام حيث قال:
(( وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين )).
وخلال السنوات الأخيرة ، فقد انتشرت هذه المناسبة بين المسلمين والبلدان غير الإسلامية حتى في الولايات المتحدة , في أيامنا هذه المشاركة لا تقتصر على العرب أو المسلمين، ولكن بعض غير المسلمين أيضا يشاركون فيها بما في ذلك اليهود الأرثوذكس المعادون للصهيونية .
وأقل ما أقوله في ختامِ حديثي هذا هو كلاماً لأبينا , اية الله العظمى , محمد اليعقوبي  ( دام ظله ) , إن اقل ما نقدمه لإخواننا في فلسطين هو الاهتمام بقضيتهم والتفاعل معهم والدعاء لهم بالنصرِ والتثبيت خصوصاً في مظان الاجابة ومنها هذه العشر الأواخر من شهر رمضان ، وليس هذا قليلاً في الحقيقة اذا كان عن اخلاص وصدق فان الدعاء سلاح المؤمن قال تعالى: ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) .

 

Share |