أرومُ المدحَ يعجزُني بيانـــي...!/كريم مرزة الاسدي

Wed, 31 Jul 2013 الساعة : 3:13

فكرة..وقصيدة ...أيها العراقيون ، لماذا ؟!!

يقول المتنبي العظيم في مدح الإمام :
وتركتُ مدحي للإمام تعمّداً ****** إذ كـــــــانَ نوراً مستطيلاً شاملاً
وإذا استطالَ الشيء قامَ بذاتهِ **وصفاتُ ضوءِ الشمسِ تذهبُ باطلا

ويقول أبو العلاء المعري الرائد الثاني في أدبنا العربي:

وعلى الدّهْرِ مِن دماءِ الشّهيدَيْـ *** نِ علِيٍّ وَنَجْلِه شاهِدانِ
فهُما في أواخرِ اللّيْلِ فَجْرا **** نِ وفي أُولَيـــاتِهِ شَفَـقَـانِ
يا ابن مُسْتَعْرِضِ الصّفوفِ ببدْرٍ**ومُبِيدِ الجُمُوعِ مِن غَطَفَانِ
أحدِ الخَمْسَةِ الذينَ هُمُ الأغْـ***راضُ في كلّ مَنْطِقٍ والمَعاني

يحير المرءُ ، لماذا لا تكون هذه ، الشخصية الإسلامية السامية الرفيعة ، التي حظتْ برضا كل الطوائف والمذاهب الإسلامية من المسلين ، بل وغير المسلمين ، وقدّسها بشكل ملفت للنظر أصحاب المذاهب: الإمام جعفر الصادق (ت 148 هـ) أبو حنيفة النعمان (ت 150 هـ) ، مالك بن أنس (ت 179هـ) ، والشافعي (ت 204 هـ) ، وأحمد بن حنبل ( ت 241 هـ) ، ناهيك عن أئمة آل البيت ، وأصحاب الطرق الصوفية، وهذه الشخصية الإمام الذي أتخذ العراق موطناً ، والكوفة عاصمة ، والنجف مدفناً ولأبنائه مراقد ، رمزاً لوحدة العراقيين * كلّ من زاويته ، واجتهاده ، ومذهبه ، ودينه ، وقوميته ؟ ! ولماذا ؟! متى يتفكر القوم ، ويتعقلون ؟!
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم *** ولا سراة إذا جهالهمُ سادوا !
إذا لم يوحّدكم أعظم شخصية إسلامية،يحتضنها ترابكم المقدس،مَن سيوّحد قلوبكم وسيوفكم ؟!!

من (الوافر) بمناسبة استشهادالإمام علي (ع)

كريم مرزة الأسدي

علي الدرُّ يبقى والإمـــــام ُ***وكيفَ الشمسُ يحجبُها الظلامُ

وما شمسٌ!سوى جرم ٍصغير *** وفيه الكونُ ينطقُ والأنــامُ

أرومُ المدحَ يعجزُني بيانـــي *** وكيف المدحُ يرهبُني المقـامُ!

وقدْ عجزَ الأوائلُ من قديـــم ٍ*** وما نحنُ سوى بشـــــرٍ تلامُ

ولا أنسى إذا أنسى عليـــــــاً*** ألا أقرأ على الدنيا ( السلامُ)

ألا للّهِ من نفس ٍ تســــــامتْ*** عن الدنيا وذي الدنيا حطــامُ

فأنتَ النورُترشدنــــــا سبيلاً*** وبعدكَ لجَّ عالمَنــــــــا القتامُ

وأنتَ شعاعُ كلِّ عظيم ِ نفسٍ ***ومنكَ سما عباقرة ٌ عظـــــامُ

وسعتَ العلمَ بحراً في حدودٍ *** وماذا لو أميط َ لك اللثــــــامُ

مجالاتُ اتســــاعِكَ كلُّ أفقٍ *** بليغ ٌ أو تقيٌّ أو همـــــــــــامُ

ولو كانتْ سجيّة ُأيِّ فــــردٍ *** بواحدةٍ لحلَّ له القيــــــــــــامُ

بهرتَ الناسَ ما عرفواعظيماً ***بندِّكَ حاروا في الدنيا وهامــــوا

فقالوا :ربُّنا ملكَ المنــــــايا *** وقالوا :بأمرهِ سارَ الغمـــــامُ

وحاشاكَ الذي يرضى بإثم ٍ *** فحولُ الفذِّ يشتدُّ الزحــــــــامُ

يلوذُ بكَ الدعاة ُ لكلِّ حــقٍّ *** وملجأ ُ كلِّ مظلوم ٍ يضـــــامُ

ومنْ ينهضْ لإصلاحِ البرايا ***ولا تهديهِ ينقصهُ التمــــــــامُ

فقامتْ باسمكَ الدولُ إتساعاً *** وخرَّ لكَ الجبابرة ُ الضخــامُ

وكانَ الناسُ في جهلٍ شتاتاً *** فوحّدَ صفـَّهم ربٌّ فقامـــــوا

ولولا احمدُ المبعوثُ فيهمْ ***وأنتَ الفذ ُّ ما صلـّوا وصاموا

فنــاداكَ النبيُّ لابن ِ ودٍّ **** فحدُّ الحقِّ يحسمُهُ الحســامُ

وكمْ في عصرنا من ْابن ودٍّ *** ولكنْ أينَ حيدرة ٌ فسـاموا!

ولمْ تشرعْ قتالاً دونَ داعٍ ٍ *** ولمّا بادروا صُرعَ الطغـامُ

ولمّا قدْ ظفرتَ بابنِ عاص ٍ *** أنفتَ لسوأةٍ وهو اللطــــامُ

فكمْ أصفحتَ عن خصم ٍ عنيدٍ *** ولا يسمو مروءتكَ الخصامُ

ولولا أنْ كرهتَ الغدرَ ظلماً *** لكنتَ من الدهاةِ ولا تـــرامُ

فكانتْ منكَ ترتجفُ المنايا *** فبئسَ الدهرُ يلهمُكَ الحمـامُ

أبا الحسنين عفواً فالرزايا *** لقدْ حلـّتْ وعاثَ بنا اللئــامُ

ولم نألفْ لغيرك في دمانا *** فذابَ الوجدُ -عشقاً - والغرامُ

انا ابن الكوفةِ الحمراء ِنبعاً ***ومنْ ذراتِ تـُـربتكَ الهيـــــامُ

سقمتُ وما الزمانُ سوى سقام ٍ***وأنتَ اللوذ ُ إنْ حلَّ السقـــامُ

أبا الحوراءِ يشفعُ لي قصيدي*** بيومِ الحشر ِ إنْ نفعَ الكلامُ

إذا كبتِ الليالي مدبـــــــراتٍ *** فمنكِ الحقُّ يعلو يا شآمُ (1)

الى النجف ِ الشريفِ ومنهُ بدأي***وأرجو أنْ يكونَ به الختامُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نظمت القصيدة في دمشق الشام 1996                        
 

Share |