بين الإمتيازات .......والمطالب/سامي العبودي

Tue, 30 Jul 2013 الساعة : 20:44

لعل الشارع العراقي وبالذات في هذه الفترة ألحرجه والذي يشهد احتقانا سياسيا وطائفيا ولعلها أصبحت مجتمعة كلها تجاه السياسة الفاشلة والتي تسير بالبلاد إلى المجهول حيث بدأت فيه مؤشرات الصبر على تخبط الحكومة تقترب من عدادات الصفر(طفح الكيل وبلغ السيل الزبى).
استياء جماهيري يعم اغلب مدن العراق تجاه التخبط السياسي والاقتصادي وتردي واقع الخدمات الأساسية لاسيما إن أكثر من نصف العراقيين يعيشون تحت خط الفقر.
عشرة سنوات مضت من القتل والتهجير وسوء الأوضاع المعيشية والانهيار الاقتصادي للمواطن ناهيك عن المفخخات والتي أصبحت ديدن كل عراقي مما أثار حفيظة الشارع وسخطه على قادة البلد وسياسيوه الفاشلون.
ومن الأمور المخجلة فان المسئولين في جميع مفاصل الدولة يتمتعون بامتيازات لايكادون يحلمون بها، والتي (مأنزل الله بها من سلطان ) وهم يفرون بها خارج البلاد هربا من حر الصيف ومفخخات الشوارع ويتركون ابنائها يعانون الأمرين ولا يعلم أي النارين اشد لهبا (المفخخات أم حرارة الشمس الملتهبة) متناسين بذالك صعدوهم على أكتافهم دون تقديم أي خدمة تذكر.
كل ذالك جعل من المواطن العراقي ينقب ويبحث ويتساءل ويعيد حساباته تجاه المكاسب والامتيازات للبرلمانيين والرئاسات الثلاث، وبالمقابل ما هو الناتج والحاصل الفكري والسياسي والتشريعي الذي يؤديه هذا النائب أو ذاك مقابل كل هذه الامتيازات ،ولم ينتهي الأمر إلى هذا الحد فقد اقروا رواتبهم التقاعدية (بدون استحقاق ) مع علمهم بأنهم غير مشمولين بقانون التقاعد والذي ينص على الخدمة لمدة 30 عام .
والأدهى من ذالك اصبحو هم سبب المشكلة للبلاد بحد ذاتها بدلا من أن يصبحوا جزءا من الحل ،وذالك بوضعهم العراقيل والمعوقات وتعطيل تشريع وسن القوانين المهمة والتي تمس حياة المواطن بشكل أساسي ،وتعطيلها لأسباب واهية وترحيلها إلى الدورة التي تليها ، من الأفضل لهم أن يسموا برلمانهم ب (مجلس ...النوام ) .
آن الأوان لينزلوا على رغبة الشعب ويظهرون ولو القليل من الاعتذار إلى هذا الشعب المظلوم تكفيراً عن فشلهم وتخبطهم والتنازل عن رواتبهم التقاعدية والتي اقروها لأنفسهم بدون أي وجه حق .
وان ارادو أن يثبتوا للشعب بأنهم عراقيون ومن أبناء هذا الشعب فليبرهنوا وليثبتوا ذالك ولينزلوا على إرادة شعبهم.
ثم إنهم سوف يسمعون صرخة الشعب العراقي بوجه السياسات الفاسدة وتصحيح المسارات الخاطئة وتقويم الاعوجاج من أمور الدولة ، إن خروج الشعب في تظاهرة مليونية لإلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء (مجلس النوام) إنها خطوة أولية سوف تتبعها خطوات أخرى لإلغاء امتيازات الرئاسات الثلاث وتتبعها امتيازات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ،لكي يعلموا إن الشعب هو مصدر القرار وليست قراراتهم الفاسدة .
سوف يعلمون بأنهم هم خدمة الشعب والشعب هو أعلى سلطة في الدولة وكفاهم تجبراً واستهجاناً واستهتاراً بمشاعر العراقيين .
نصف كيلو من العدس للفرد العراقي هدية شهر رمضان (والله عيب عليكم ومستحقات البرلماني خمسون مليون دينار بالشهر الواحد أو ما راضي) .

Share |