لماذا فعلها لي كوان ولم يفعلها المالكي/عدنان الرومي
Mon, 29 Jul 2013 الساعة : 18:19

شدَّ انتباهي ما عرضته الشاشة الصغيرة على قناة (MBC) في برنامج خواطر عن التطورات التي حصلت في اندونيسيا تلك الدولة التي بدأت مشوارها في الحياة العالمية عام (1965) بمجموعات عرقية وديانات مختلفة ومتقاتلة ، منها الصينية والهندية واليابانية والماليزية .. الخ والتناحر الطائفي كان السمة البارزة والتخلف كان يسود شعوب هذه الطوائف الى ان جاء الزعيم السنغافوري لي كوان يو ليزرع الامل ويحذو بهذه الامة الفتية التي لم يصل عمرها لحد الان القرن ليصل بها الى مصاف الدول المتقدمة وبمعدل دخل سنوي للفرد قفز من مائة دولار قبل أكثر من ثلاثين عام إلى مايقارب الأربع وعشرين ألف دولار عام 1997 ليقفز بعد ذلك ويصل إلى خمسين ألف دولار حاليا من فكرة منطلقها بسيط اكثر مما يتصور الشخص وباختصار كافح الاختلاف باللغة بفرض اللغة الانكليزية ليوحد لغات الطوائف ، ثم بدأ بتطبيق مبدأ العقوبات على كل مخالفة بسيطة لحد رمي (العلكة) لتصل عقوبتها 300 دولار سنغافوري اما عقوبة الاعتداء على المال العام فانه عقوبته اشد لتصل الضرب بالهراوة لست ضربات امام الملأ ليكون عبرة لمن اعتبر حتى ان السنغافوريين يتذكرون حادثة ذلك الفتى الامريكي الذي قام بتلطيخ بعض السيارات بالوان من رشاش للصبغ بيده ليكون مصيره عقوبة بالسجن اربعة اشهر والجلد بالعصا امام الملأ رغم تدخل الرئيس الامريكي كلينتون لدى رئيس الوزراء السنغافوري لاعفاء المواطن الامريكي من العقوبة الا ان اصرار الشعب السنغافوري على عقوبة الفتى الامريكي جعلت القانون يطال كل من يسيء الى المال العام . اما مكافحة الفساد الذي كان يستشري بجسد هذه الدولة الفتية الى حد ما كان بوسع احد الوقوف امامه الا ان الزعين السنغافوري وقف له بالمرصاد الى حد ان وزير الدفاع السنغافوري قدم الى المحاكمة لتلقيه رشوة عن احدى الصفقات في فرنسا وخضع هذا الوزير الى المحاكمة بكل ادب واحترام ونال جزاءه ... وعلى الصعيد الاقتصادي- الاجتماعي اوصل الشعب الى درجة انهم اطاعوا زعيمهم الذي انتخبوه للفترة 1965-1990 عرفانا منهم لما ابداه من تفاني في سبيل رسم هوية لهذا البلد وتجرده من عرقه الصيني لينصهر بالعرق السنغافوري الذي وضع لبنته بيده بكل امر يصدره لحد انه وضع قانون يمنع العلكة لسببين رئيسيين رمي اعقاب العلكة بعد المضغ يؤدي الى بقع على الارض تكلف الدولة اموالا في معالجتها والتكلفة الماليه التي يخسرها البلد دون مبرر لمجرد مضغ العلكة والسبب الاخر انه يؤدي الى امراض تكلف العائلة اموالا للعلاج .. واصر الشعب على انتخابه مرة اخرى الا انه قرر التنحي لان افكاره اصبحت قديمة والعالم تطور بمحض ارادته ... فياسيادة رئيس الوزراء (المالكي) انك تقود شعب عريق تمتد حضارته لالاف السنوات، ودياناته توحيدية متقاربة فهل تستطيع ان تفعل كما فعل الزعيم لي كوان يو ام لا ...