فزتُ و رّب الكعبة/قاسم خلف جبر

Mon, 29 Jul 2013 الساعة : 18:17

أولاً - غيضٌ من فيض حياته : فزتُ ورب الكعبة هذه الكلمات البليغة كانت ردة الفعل على السيف الغادر الذي فعل فعلته النكراء في رأس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و هو في وضع السجود في الركعة الثانية من صلاة الفجر في محراب مسجد الكوفة عاصمة الدولة الاسلامية سنة اربعين للهجرة في اليوم التاسع عشر من شهر رمضان و استشهد و هو ابن ثلاث و ستون سنة و كان مولده في الكعبة المشرفة من ابوين هاشميين و كانت حياته كلها فضائل من تربيته في حجر الرسول و السبق الى الايمان و الهجرة و نصرة الرسول في جميع معاركه و بذله النفس في المبيت و العلم بالكتاب و التنزيل و الجهاد في سبيل الله و الورع و الزهد و القضاء و الحكم و الفقه و العلم و احاديث الرسول بحقه و منها ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) .
ثانياً- غيض من فيض صفاته : قال ضرار بن ضمرة و كان من خواص الامام عليه السلام ... كان و الله بعيد المدى ,شديد القوى , يقول فصلاً , و يحكم عدلاً , يتفجر العلم من جوانبه , و تنطق الحكمة من نواحيه , يعجبه من الطعام ما خشن , و من اللباس ما قصر , و كان و الله يجيبنا اذا دعوناه , و يعطينا اذا سألناه , و كان و الله على تقريبه لنا و قربه منا لا نكلمه هيبة له و لا نبتدئه لعظمه في في نفوسنا , يعظم اهل الدين و يرحم المساكين .
ثالثاً – غيض من فيض كلماته : خيار العباد الذين اذا أحسنوا استبشروا و اذا اساءوا استغفروا و اذا اعطوا شكروا و اذا ابتلوا صبروا و اذا اُغضبوا غفروا .
الدنيا دار صدق لمن صدقها و دار عافية لمن فهم عنها و دار غنى لمن تزود منها و هي مسجد احباء الله و مصلى ملائكته و مهبط وحيه و متجر اوليائه اكتسبوا فيها الرحمة و ربحوا الجنة .
رابعاً – غيض من فيض زهده : لم يلبس في ايامه ثوباً جديداً , و لا اقتنى ضيعة ولا ربعاً و لم يترك صفراء ولا بيضاء . الا مصحفه و سيفه و مائتين و خمسون درهماً من عطائه اراد أن يشتري بها خادماً لأهله .
خامساً – غيض من فيض وصيته : دعا و لديه الحسن و الحسين عليهما السلام و قال لهما :
اوصيكما بتقوى الله وحده و لا تبغيا الدنيا و ان بغتكما و لا تأسفا على شيء منها , قولا الحق و ارحما اليتيم و اعينا الضعيف و كونا للظالم خصماً و للمظلوم عوناً , ولا تأخذكما في الله لومة لائم , كنت بالامس صاحبكم و اليوم عظة لكما و غدأً افارقكما , إن افق فانا ولي دمي و ان مت فالقيامة ميعادي و العفو اقرب للتقوى الا تحبون ان يغفر الله لكما و الله غفور رحيم .

Share |