فزت ورب الكعبه/الدكتور يوسف السعيدي
Mon, 29 Jul 2013 الساعة : 18:11

هو اليراع..قد وضع حروفه الثقيله..على اديم السطور وعلى جثث الافكار...وهو يتلوى في بحور الصياغات..والبلاغات..يفتش عن طهارة الكلمات ليدخل بها صومعة الشهادة العلويه..على اعتاب ذكرى رحيل ابي تراب..ها انا اطرق بابك يا علي بأرتعاشة قلب...(اخلع نعليك..انك بالوادي المقدس طوى)...ومع يراعي المدمى اتشرف بالولوج الى واحة الولاء المحمدي احمل على كتفي مداد الموالين بخطى متعثره..وانا اسمع صوتا هادرا من اعماق التأريخ (يا دنيا غري غيري)....انت يا علي يامن نسجت للوجود قميصا..على غير النول الذي حيك عليه قميص (عثمان)...وصنعت للدين الحنيف حساما كان من غير معدن سيف عشيق (قطام)...المرادي ابن ملجم...ذلك السيف المسموم الذي قضم جذور العفن المتشعبه في بطون التأريخ...لكن فؤادي ويراعي عشقا ذكراك ..وحارت الافكار في معناك منبهره....عجز القلم والقرطاس وهما يلملمان الالفاظ والمعاني والصياغات....وتكسرت الكلمات والحروف على السطور خجلا من ان توفيك حقا...من معاجز الكلم..فللسطور حنين زادت يراعي شغفا حتى غدا طيفها في فؤادى المدمى ...مسجى غير ذي حراك...وحيث تعثرت انغام الكلمات في قيثارة السطور...وانا ابحر من شواطيء حزني ...تزجيني ايدي الاهات في موج متلاطم ...وسطوري تشع في حدق الليالي زهوا وهي مثقلة بيوم حصادها في ذكر الشهاده...ويراعي يرهف السمع عله يلقى رجعا يعالج صخب الاقوال...اقوال المرجفين...وحملة مصاحف (صفين)...وشهادة في محراب الكوفه...امثولة قدسية الابعاد والمعاني...وبكل ما في الدرب من وعورات...وبكل ما في الجهاد من اثقال......وبكل ما في العمر من اوصاب...لانها الرسالة التي ترعرعت في ظل قلبك...وغرقت من فيض حجاك ...ستظل ترتبط بمحامل سيفك ذي الفقار ...نياط مفاوزها...لانك لها...اذ تغور بها الرحاب....وحيث ابت صياغات اللغات...وبلاغات الالفاظ...الا ان تلتحم مع انين المداد الممتزج بحشرجة اليراع المتمدده على اديم السطور..لتعيد نفسها ..دما احمرا قانيا...على بساط المحراب العلوي...هي ذات الحروف والكلمات والسطور الحزينه..التي ابت الا ان تكون ...مرثية...دائمه...تتربع على مراثي ال البيت المحمدي....
مدادي أضحى دم الجرح...مرتمياً على صحيفة الهموم ..صارخاً...يا علي..وجمرة الأسى في صميم الحشا ..توجرت..وتكسرت عبراتي ..بين مآقي العيون ...وندى دمك الزكي ...فار كما (فار التنور)..حاملاً غصصي وشهقاتي بين الجوانح النائحة...والشرايين الصائحة...وارتجف اليراع بعاصف الأقدار جزعاً...لوجد الفراق ..وعتب يراوح في خلجات النفس..يكدر صفوة السنين ...وشجى ناقوس الذكريات ..وادلهمام سجف الليالي الباكيات ...ابحث عن دروب الصبر...وأغفو على وسادة الحزن..واستيقظ بتمتمة الدموع..والأنين..ولوعة الفراق..الفراق الذي شابت منه ذوائبي...وجرح الشوق الغائر ...ينزف ..دون محطات وقوف ..ومن كل جفن ينبوع ..فاض ..وتفجر...فناحت نسائم الدهر ...ورسمت اكف الحزن ..سواد الليل البهيم..وسحائب من الآلام خيمت على الوجود...انشر حروفك ..أيها القلم المدمى ...فليلي مسهد...وبدرك يقظ...وصمتك مخترق...واجم وجوم المعابد ...والخلوات...وصيحة الكرار (فزت ورب ألكعبه)....وأمواج من الدموع...طافحة في دار العصمة العلوية...وتفجر بركان الأحزان ..وها أنا اليوم أتوكأ على عصا الهموم ...وامشي على الجمر ..حائراً بين الدهر...ولوعة الجرح....وجمرة في القلب مستعرة...حين اقبل الناعي وطرق سمعي ناعيته...فاشتعلت بين جوانحي ..نار...وهاج الأنين لفقد زوج البتول ...وارتجفت الأيام...ووقف كون المعالي تحت منبرك ..في محراب الشهادة االهاشميه....هنا تربع أمس...بانتظار غد.... تعتكف فيه الشفاه..هنا صدحت بخطابك ...وكل الأكوان صامته...بأسم الولاية...وكأنك اختطفت الموت....صرفاً...ونحواً...
الدكتور
يوسف السعيدي