لا يمكن ان يكون ابن آوى حاجا تقيا وورعا/عبد الأمير محسن ال مغير
Sun, 28 Jul 2013 الساعة : 17:17

ابن آوى حيوان عرف بالمكر والخداع تناقلت سماته كثيرا من كتب ادب الاطفال كسبيل لتربية النشئ على الفضيلة وهذا ما اورده امير الشعراء احمد شوقي في ديوانه تحت ذلك العنوان وما فعمت به روائع الادب العالمي كالاديب الهندي صاحب مؤلف كليلة ودمنة وفي مناهجنا المدرسية فيما مضى حكي ان ابن آوى استقل زورقا وارتدى ملابس النساك زاعما توجهه الى الحج فانخدعت به بعض الطيور وركبت معه متوقعه بصدق نواياه وفي احد ليالي ترحالة ظهر على حقيقته وافترس اولئك المساكين ان مقدمة مقالي هذا افتتحتها بهذه الرواية البسيطة لمحاولة ان اجد الجواب عن ما يصدر عن الساسة الامريكيون وفي خلال اقل من اسبوع تتقلب تلك السياسة بين النقيض ونقيضه ففي ما نقل عن الكونكرس بانه طلب من اوباما بعدم تسليح المعارضة السورية الا بعلمه ولم تمر سوى يومين حتى خول ذلك المجلس اوباما بجميع صلاحيته للتسليح ونحن طبعا لا يمكن ان نتصور غير ذلك من مكين وزمرته اما رئيس اركان الجيش الامريكي فصرح بان خطة التدخل العسكري في سوريا وضعت امام الرئيس اوباما في حين بعد التقاء كيري بأيتام الغرب (الجربة وكيلو وادريس) اخبرهم كيري بان لا يوجد حل للمسألة السورية الا الحل السياسي فاين من هذه الاقوال يصدقها العرب هل المؤسسة التشريعية ام المؤسسة العسكرية الامريكية سيئة الصيت ام رئيس الدبلوماسية الامريكية كيري الذي اقام وليمة افطار بمناسبة شهر رمضان المبارك وهو يرتدي ثياب التقوى وتجسد بمظهر ابن اوى مع انه يختزن في طياته جميع اللوان المكر والخداع ولا يمكن للعرب وبعد مرور اكثر من قرن مر عليهم تحت الهيمنة الغربية ان يصدقوا احابيل اوباما وهو يتوسل بالصهاينة معلنا جميع ما لديه من امكانيات لحماية اسرائيل او يصدقوا كاميرون الذي يصرح في قطر بان النفط الليبي يوظفه لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط او هولاند الذي يحارب الارهاب في مالي ويقدم المساعدات للإرهابيين في سوريا فالعرب تواجههم ثلاثة تحديات الان وهي متشابكة وما لم يؤخذ بها متزامنة فان الاخذ بمفردة واحدة وترك الاخريات لا يمكن هذه الامة من ان تتجاوز محنتها فضعف العرب الان هو تفرقهم وهيمنة بعض الحكام منهم على مقدرات وثروات شعوب معينة في الوطن العربي وخصوصا في الخليج لتنفيذ البرامج الغربية من خلال اولئك العملاء وقد سمعت الاجيال العربية في ما مضى ابان القرن الماضي مقولة (ان العرب اتفقوا على ان لا يتفقوا) وكيف يتفق العرب وفيهم نبيل اللا عربي وسعود الفيصل هؤلاء الذين وظفوا طاقات العرب الممثلة بمنظمة اقليمية وثروات طائلة لخدمة البرامج الاستعمارية الامريكية الصهيونية ومن خلال ذلك فان ما مطلوب من الشعب العربي ممثلا بحكامه الوطنيين وشعوبه بان يتجهوا الى الاتحاد اما التحدي الثاني فهو انه وبهيمنة الاستعمار العثماني المتخلف وطيلة 550 عام وتبعه النفوذ الغربي وطيلة قرن كامل وتولي نماذج من الحكام في اوطاننا جسدت الظلم واستندت على اشاعة الجوع والحرمان مما افقد ابناء هذه الامة الكثير من مقوماتها التي أشاعت فيما مضى روح العدل بين مختلف امم الارض فلا بد لاي حاكم عربي اذا اراد ان يكسب رضى الله والشعب ان يكون عادلا في توزيع الدخول اما التحدي الثالث فان الشعب العربي حرم وطيلة 600 عام من تنسم رحيق الحرية فالعرب وحتى في عصورهم الجاهلية وقبل الاسلام فطروا على نزوعهم نحوا الحرية وعدم الرضوخ للطغاة وما على الذين يريدوا ان يتأكدوا من ذلك ان يعودوا الى مخاطبة الشاعر عمر بن كلثوم لملك الحيرة ابي قابوس النعمان بن المنذر ولكن اماد الاذلال والانقطاع عن ينبوع الصدق والشمم الذي فطر علية العرب جعلهم ضحايا ينخدعون للأسف الشديد بأحابيل الاجنبي وبعض حكامهم العملاء فالهجمة الغربية اتت بطليعتها العصابات الصهيونية والتي يقول عنها (جون كندي) ان اسرائيل واحة الديمقراطية في صحراء الشرق المظلمة وهذه المقولة هي التي يخدع بها الصهاينة الراي العام العالمي ونسوا بان العصابات الصهيونية كان في طليعتها (عصابات الهاغانه) التي داهمت شعبا اعزل بريء وقتلت الشيوخ والنساء والاطفال وهجرتهم من ديارهم ومكن الغرب تلك العصابات من ارض فلسطين ومن يعتقد بان العصابات الارهابية الممثلة بجبهة النصرة وما يسمى بدولة العراق والشام الاسلامية المؤتلفة جميعها تحت منظمة القاعدة تمويلها فقط يأتي من ال سعود وقطر وحتى كاميرون واوباما وهولاند فهو واهم فتلك العصابات مخطط لها وتمول من قبل المؤسسات المالية الصهيونية فتقول الضابط في مركز الاستخبارات الامريكية (سوزان لانداور) في مؤلفها كيفية تفجير ابراج نيويورك تقول ان نسبة كبيرة ممن نفذوا الهجوم على ابراج نيويورك كانوا من المغفلين الذين خدعتهم مخابرات الموساد الاسرائيلية والتي كانت تتعامل معهم بشكل مزدوج والا بماذا يفسر العربي والمسلم قيام (صقار) بشق صدر احد الشهداء الجنود السوريين والتهام قلبه الا ان ذلك يقصد به تشويه سمعة العرب والمسلمين بانهم يظهرون وكأنهم وحوش كاسرة تلتهم لحوم البشر وقد تناقلت هذا الاسبوع وكالات الانباء قيام السعودية بشراء أسلحه إسرائيلية لما يسمى بائتلاف الدوحة بمبلغ (50) مليون دولار كما ان اسرائيل فتحت مستشفياتها لجرحى العصابات الارهابية في الجولان فأذن ما تواجهه امتنا الان اخطبوط لا بد من تحديد ابعاده ومواجهته بتخطيط وعقلانية فابن آوى هذا لا يأتي لنا مما نواجهه من الاجنبي فحسب وانما من بعض ابناء أوطاننا فكم ترى الان من هو يرتدي ثوب المسوح وهو يبطن في طياته نزوات ابليس واذا اختلى لنفسه يسخر حتى من اتباعه الذين يتصورونه كالقدسيين في تقواه وورعه الا يعقل المسلمون والعرب ان يسمعوا من الاتحاد الاوربي قراره بالوقوف بوجه الاستيطان الصهيوني وكان ذلك القرار من الاتحاد جاء تمهيدا لخطوت كيري بما اسماه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الجديدة والتي يسخر منها نتنياهو نفسه حيث يقول ان مفاوضاتنا لا تكون الا مع القوي ويعلن عن بدء مشروع مد خط سكة حديدية بطول 470 كيلومتر تشمل الضفة الغربية وترتبط بكافة المدن الاسرائيلية والاردن وتمتد الى سوريا فيما بعد ومثل هذا المشروع يكشف لنا مسالتين الاولى تتعلق بالكونفدرالية التي تربط الاراضي الفلسطينية والاردن باسرائيل وتضم لها شبه جزيرة سيناء والمسألة الثانية تعكس مضمون المخطط الغربي لما يجري في الشرق الاوسط وتحديدا في سوريا ونحمد الله ان الكثير من العرب اكتشفوا ابعاد خطورة ذلك المشروع حيث اتضحت نوايا الاخوان الاوردكانيين حيث يوجه اوغلو انذارا للاكراد في سوريا كما قبض على 809 بندقية قد جلبت من تركيا الى الاخوان في مصر وبدء انتفاضة الشعب العربي في تونس بوجه الاخوانيين هناك وقد صرح وزير الداخلية التونسي نفسه بان عضو مجلس النواب التونسي البراهمي تم اغتياله بنفس قطعة السلاح التي اغتيل بها بلعيد من قبل تكفيري متشدد يدعى ابي بكر وهنا تكمن الخطورة لدى هؤلاء التكفيريين حيث لا يفهمون سوى ما تربوا عليه من التعصب والضغينة والحقد ولا يفهمون معنا للمواطنة حيث يقول الفريق السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية حاولت وبشتى السبل ان افهم محمد مرسي ان يضع بين مفاهيمه السياسية مكانا لمفهوم الوطن والدولة وكما قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بان الاخوان يتاجرون بمفهوم الدين وقد وجدنا كونهم اصبحوا اخيرا مطية للولايات المتحدة واسرائيل وقد ظهر علينا الامريكان اخيرا ودونما حياء بانهم يضعون شروطا باستمرار تقديم المساعدة لمصر بشروط واوقفوا ارسال الطائرات اف 16 الى القوات المسلحة المصرية وهذا ما يفضح تحالفهم الاستراتيجي مع الاخوانيين في عهد مرسي وخلاصة القول واذا اردنا لامتنا ان تبدء بداية صحيحة وموفقة علينا ان نتجه نحو التوحد وان نضع البرامج والخطط لإيجاد اجيال جديدة يحسم لديها الولاء للوطن وتربى على التسامح وقبول الراي الاخر وان نباشر من الان بمحاربة النفوذ الامريكي فطالما ان هذا النفوذ له تواجد في الوطن العربي لا يمكن ان نأمل ان نوجد مجتمعات معافاة فها نرى كل ما بناه العرب طيلة القرن الماضي تهدم ضمن ما سمي بربيع الثورات زيفا ونرى ممن هم قد عرفوا كعملاء للاجنبي يركضون كأيتام طالبين مساعدة اوباما وكاميرون وهولاند ولا ندري في المستقبل كيف يواجهون الشعب العربي في سوريا ولا بد هنا ان ننوه عن مسألة ذات اهمية قصوى بنظرنا وهو ما يبثه الاعلام الغربي من سموم لتسميم افكار النشئ فقناة الحرة الذي اعتدنا ان نرى فيها قناة مهنية ومنظمة تزعم بقولها يوم 23\7\2013 بان سوريا تطلعت قبل عام من الان لأنشاء دولة علوية وهو نفس ما نشرته قبل شهر قناة العربية بقولها بعد سقوط مدينة القصير افتتح الطريق بين حمص ودمشق واللاذقية ذات الاكثرية العلوية ان مثل هؤلاء الافاقين الذين يجدفون الكذب والرياء يرون بأم اعينهم ومنذ بدء الفتنة في سوريا ولحد الان كيف ان الدولة والشعب السوري والجيش العربي السوري ناضل ويناضل ودونما هوادة لحفظ وحدة الوطن السوري فبرامج قناة الحرة والتي اتسمت بعبارة (التغطية مستمرة) عندما تغطي احداث تونس وليبيا ومصر مع بدء ما سمي بالربيع العربي ابقت هذه العبارة الان فقط لما يجري في سوريا لان المخطط الغربي لم يكتمل بعد بالنسبة للمؤامرة الصهيونية الامريكية في سوريا ونحن نعلم جيدا ان قنوات العربية والجزيرة والحرة عن جهات تمويلها وادارتها والمهام الموكولة لها ومع عدم الاستغناء عن وسائل الاعلام الا ان الاجيال العربية يجب ان تتسلح بالوعي اما الاعلام العراقي هناك الكثير من التخرص الظالم والضار بمسيرة هذا الوطن حيث بعض القنوات تجنح نحو الكذب المتعمد فقد نقلت البغدادية يوم 26\7\2013 وفي مقابلة مع رئيس مجلس انقاذ الانبار السيد حميد الهايس نقلت في تلك المقابلة اقوالا كذب فيها المذيع في البغدادية (عماد) حيث يقول عن وزير العدل عندما ظهر في قناة الحرة يوم 24\7\2013 بانهم استعملوا بضرب السجناء بالهروات ولم يصدر مثل هذا الكلام عن وزير العدل وانما قال ان سلاح السجانين هي الهروات اما حماية السجن فهي معهودة للشرطة والجيش وهم الذين يسمح لهم بحمل السلاح فقط وعماد هذا كثيرا ما تعمد الكذب ولم يتقيد عند نقل الاقوال عن المسؤولين بدقة الكلام ومثل هذا يفقد الوسيلة الاعلامية أمانتها ويفقد المستمع والمشاهد الثقة فيها.