مرة أخرى نكتب عن المدرسة ( المستغلة !!) من قبل مجلس المحافظة المؤقر بعد أن كتبنا مرات عديدة على هذا الموضوع طيلة فترة المجلس السابق لكن دون جدوى . والذي جعلنا نعيد الكرة ثلاثة أمور يمكن إيجازها بـ :
أولا- انتخاب المجلس الجديد : في الوقت الذي نتمنى للسيد رئيس وأعضاء المجلس الجديد كل التوفيق بإدارة محافظتنا العزيزة ، ونحن إذ نشد على سواعد المخلصين منهم ، آملين أن لا تذهب أصواتنا سدى وكلنا ثقة بأنهم أهل لهذه الثقة التي أعطيت لهم من قبل أبناء الناصرية الكرام . كما نأمل من السيد الرئيس المحترم أن ينتهج سياسة جديدة تبتعد كل البعد عن التقليد والسير بنفس الخطى للمجلس السابق فلابد من التغيير والاستفادة من الهفوات التي حدثت في الدورة السابقة – إن وجدت – حتى تكون ملامح المجلس الحالي واضحة المعالم لأبناء الناصرية الذين ينتظرون خطوات جادة وملموسة في التغيير وهو ما نأمل به كما ذكرنا في مقالة سابقة عن السيد المحافظ المحترم.
ثانيا- قرار مجلس الوزراء المؤقر والقاضي بإخلاء المدارس من شاغليها خلال فترة لا تتجاوز الأسبوع الواحد ، وهو بالحقيقة قرار يحسب للحكومة وأنها فعلا شعرت بما يعاني منه واقع التعليم في العراق نتيجة لقلة الأبنية المدرسية وازدواجية الدوام الدراسي لأكثر من ثلاث مدارس في البناية الواحدة ، وهذا بدوره سبب إرباكا كبيرا في المسيرة التعليمية التي بدورها ستؤثر سلبا على التطور العلمي وهو مما لا يختلف عليه العقلاء والعاملون في العملية التربوية الذين هم أكثر تماسا من غيرهم. وللأمانة ، لابد أن نعترف بأن الحكومة المتمثلة بمجلس الوزراء شعرت بوطنيتها وتفانيها وإخلاصها لهذا البلد من خلال سنها هذا القانون الذي يعتبر ملزما للجميع ، بأنها شعرت بالخطر الحقيقي من وراء إشغال المدارس لغير هدفها التي شيدت من اجله وهو عين الصواب ، ومن هنا نقدم شكرنا – نحن أبناء محافظة ذي قار – إلى مجلس الوزراء ، على الرغم من أن القرار لا يخص الناصرية خاصة ، بل لأنهم شعروا بمعاناة التربية والعملية التربوية وما يترتب على ذلك من استهداف للواقع العلمي في عموم البلاد ، وهي نظرة تدل عن وعي وثقافة وشعور من سن هذا القرار ولا اقصد شخصا بعينه كي لا احسب على هذا الطرف أو ذاك ، لكن الحق يقال للأمانة والتاريخ .
ثالثا- تصريح احد أعضاء مجلس المحافظة في هذا المنبر الشريف قبل اسبوع واصفا القرار أعلاه بغير المعقول !! لان مجلس المحافظة سيبقى يشغل المدرسة لثمانية أشهر على اقل تقدير ! ولا نعلم إن هذا الكلام رأي السيد عضو المجلس الشخصي أم الرأي الرسمي لمجلس محافظة ذي قار ؟ فان كان رأيه الشخصي فنقول له شكرا لك يا سيدي على ما تفضلت به ، شكرا لاهتمامك بالعملية التربوية وشكرا لاهتمامك بالمستوى العلمي للبلد ، ولكل رأيه ورأيك محترم.
ولكن الحديث إذا كان هذا هو الموقف الرسمي للمجلس ، فنحن نناشد الأستاذ المهندس هلال رئيس المجلس المحترم باسم المسؤولية وباسم التكليف الشرعي والأخلاقي وباسم الناخبين الذين جددوا لك العهد ثانية أن تستمع إلى صوت الشعب الذي هو أمانة في أعناقنا جميعا – وخصوصا أنت مشارك في الدورتين للمجلس – وان تفكر بجدية حقيقية من اجل إخلاء المدرسة ومن الآن ، لان ذلك سيذكره التاريخ لك ولزملائك في المجلس ، والتاريخ (لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا احصاها) ، فالأمر محسوب لك أولا ثم وفاء لناخبيك – ونحن منهم – ثانيا ، ولمستقبل البلد ثالثا . قد يستغرب بعضهم من قول مستقبل البلد ، لكن الحقيقة هي كما نقول ، قد لا تكون الصورة واضحة الآن ولكن آثارها سنجنيها من حيث لا نشعر والمسؤولية الشرعية والأخلاقية سوف لن يفلت منها احد مهما برر من أسباب. وبودنا أن نتساءل هل إن القرار الذي صدر من مجلس الوزراء (غير معقول) حقيقة ؟ فهل أصبح المعقول في هذا البلد غير معقول وغير المعقول هو المعقول! وإذا كان القرار واقعيا ومعقولا ، فمن المعقول والمنطقي أن يطبقه المسؤول قبل الرعية ، وفي حالة عدم التطبيق لقرار مجلس الوزراء من قبل مجلس المحافظة سيكون لنا العذر – نحن البسطاء – أن لا ننفذ ما يصدر من قرارات سواء من مجلس الوزراء أو من مجلس المحافظة ؛ لان لنا فيكم أسوة حسنة وسوف لن تلومونا على عدم التنفيذ مستقبلا . نحن بصراحة اسبشرنا خيرا عندما تسنم الأستاذ هلال رئاسة المجلس والأستاذ يحيى الناصري المحافظة بان يعيدوا مدرستنا لنا ولا يجعلونا نشعر بأننا في بلدنا وفي مدينتا وابسط حقوقنا تغتصب ومن أبناء جلدتنا ، فهل تعلم سيدي الرئيس إن المربع المحصور من (المايكرويف ) غربا حتى ( العيادة الخارجية قرب جامع الشيخ حسن) شرقا لا توجد فيه أي مدرسة متوسطة او إعدادية للبنات؟ وهل تعلم معاناة بناتنا عندما يذهبن الى مدرسة الكاظمي – قرب المعارض سابقا – ويعدن الينا بعد آذان المغرب ؟ فإذا كان والحال هذه فهل يوجد عذر لكل ذي لب ؟ عندما كنا نناشد المجلس السابق كانوا يردون علينا انه سـ(نجد) قطعة ارض وسـ(نبني) فيها وسـ(نخرج) من مدرستكم وطيلة الاربع سنوات لم تنفذ (اي سين ) مما وعدونا به. هناك بعض من الإخوة يتساءلون معنا عندما نتحدث عن موضوع المدرسة ، يقولون لا يوجد مجلس في العالم (يغتصب ) مدرسة من أبناء مدينته من اجل أن ينعم هو بالدعة والاسترخاء! والكثير من مجالس المحافظات الأخرى يطالبون بإنشاء مدارس لإيواء الطلبة وحتى لو تكون على شكل (كرفانات) ومجلسنا ينتشل منا مدرسة شيدت من قبل المنظمات الإنسانية ولم يصرف المجلس فلسا واحدا لإنشائها حيث كان يشغل مديرية الماء والمجاري آنذاك ولا يعلم من شيدها أصلا ، فنتمنى أن تكون بناية مخصصة للمجلس اسوة بمجالس المحافظات ، وببرلمان الإقليم وله خصوصية وانفراد بالشخصية ، لا يبقى كما هو الحال يعيشون أعضاء المجلس بأنهم قد فعلوا شيئا ولا يستطيعون مواجهة أبناء مدينتهم . إننا نتوسم خيرا بالأستاذ هلال وبالسيد المحافظ أن يخلوا المدرسة هذا العام الدراسي ولا تأخير لـ(ثمانية أشهر) او حتى أكثر من مهلة مجلس الوزراء ليثبتوا لنا أنهم أبناؤنا الذين يشعرون بنا ويشعرون بمستقبل بلدهم وان انتخابنا لهم كان عين الصواب .