ثقافة الامس لازالت برؤوس المسؤلين !!!!/عباس عكله

Sun, 28 Jul 2013 الساعة : 17:00

لقد دمرتنا ثقافة الحكومات السابقة والتي كانت ناجحة في وقتها ومكنتهم من القبض على العراق وأمنه بيد من حديد من خلال تحشيد الجيوش بوجه أي تهديد لنظام الحكم أنذاك او لمؤسسات الدولة مع العلم ان الاعلام كان مساندا لتلك الحكومات فالتفاز لاينطق الا بمايريدون ان يشيع او يفتضح بين الناس وكذلك عدم توفر وسائل الاتصال التي أصبحت وبال علينا من باب ورحمة من اخر لاسيما الانترنيت والموبايل .
كل تلك المؤهلات قادت بالأنظمة السابقة الى دائرة الاستقرار الامني للبلاد فالثورة الشعبية في 2/3/1990 تم تقويضها بالكامل رغم أنها أنتشرت في تسع محافظات فتلك الثورة الجماهيرية العارمة لم تبقي لحظة نضوجها أي مقوم من مقومات النظام الدكتاتوري المقيت المتمثل بصدام حسين وبعثه المرير أنذاك لكنها سرعان ماأنتهت وتم السيطرة على البلاد وظهر التاييد الشعبي الخائف لنظامه من جديد وعلى مضض حيث قبع أبناء تلك الثورة بالسجون بعد أن طالت الاعدامات الالاف المؤلفة منهم ولم نحصل الا على القلة القليلة من مقاطع الفيديو حول تلك الحادثة بينما اليوم نجد ان كل مواطن عراقي أصبح قناة تلفزيونية متنقلة تنقل الحدث أولا باول من خلال أمتلاك المواطنين للهواتف النقالة المصممة بكاميرات فيديوية والانترنيت واللذان يعرقلان من عمل الحكومة التنفيذي من خلال توجيه الانظار ضدها من حقوق الانسان والرأي الدولي ومايستمد من مبدأ الانتهاك للحقوق ومحاربة طائفة دون أخرى ..
على المسؤولين الامنيين في حكومة اليوم التماشي مع معطيات المرحلة من خلال رفد الاجهزة الامنية الحالية بكل مبتكرات العلوم والتكنولجيا من كاميرات مراقبة وأجهزت كشف وسونارات حديثة وهو مامعمول به حاليا في الدول المتقدمة أمنيا لاسيما أوروبا وأمريكا ولايبقون قابعين بأفكار التحشيد العسكري المرئي الذي لايجدي نفعا سوى جعلهم أهداف سهلة لعدو اليوم الذي أصبح يحاربنا بالعلم والتكنولجيا من خلال زرع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي تمر على قواتنا الامنية بسهولة ويسر دون كشفها أو رصدها ..
لانريد تجنيدا لجنود أو تطويعا لشرطة بقدر مانقف على نوعية حرب اليوم ... فالجيش الامريكي حينما دخل العراق وتعرض لخسائر في الارواح والمعدات نتيجة العبوات الناسفة باشر بالاسراع بأبتكار أجهزة كشف العبوات عن بعد وتم ربطة بألياتهم حين المسير بشوارع العراق وذلك دليل على أن المواجهة الحديثة تتطور بتطور يفوق أمكانيات العدو ...فنحن اذا بقينا بالمنوال الكلاسيكي في المواجهات مع أعدائنا سوف نقدم لهم النصر على العملية السياسية الحالية والبلاد على طبق من ذهب فقول الله جل وعلا (وأعدوا لهم ماأستطعتم ....) يؤمرنا بالاعداد والاعداد خاضع للتحديث والاستطاعة متوفرة في ميزانية فاقت ال(100 مليار دولار) ولكم القرار ياأصحاب القرار.

Share |