رمضانيات اليوم السابع عشر/د. محمد ثامر السعدون الحسيني

Sat, 27 Jul 2013 الساعة : 1:49

سبب فساد الناس
د. محمد ثامر
روي انه سئل امير المؤمنين (ع) عن احوال العامة (( فقال انما هي من فساد الخاصة وانما الخاصة لينقسمون الى خمس. العلماء وهم الادلاء الى الله , والزهاد وهم الطريق الى الله , والتجار وهم امناء الله , والحكام وهم رعاة خلق الله , والغزاة وهم انصار دين الله , فاذا كان العالم طماعا وللمال جماعا فبمن يستدل ؟ واذا كان الزاهد راغبا ولما في ايدي الناس طالبا فبمن يقتدى ؟ واذا كان التاجر خائنا وللزكاة مانعا فبمن يستوثق ؟ واذا كان الغازي مرائيا وللكسب ناظرا فبمن يذب عن المسلمين ؟ واذا كان الحاكم ظالما وفي الاحكام جائرا فبمن ينصر المظلوم على الظالم ؟ فوالله ما اتلف الناس الا العلماء الطامعون , والزاهاد الراغبون , والتجار الخائنون , والغزاة المرؤون , والحكام الجائرون , وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )).
المجتمع ( البشر ) والدولة ( المؤسات ) سلسة مترابطة , يجب على الكل ان يقوم بدوره على اتم صورة, فان تقاعس احد او تراجع او حاول ان يستغل ما هو فيه من مكنة او ما لديه من نفوذ وان كان ادبيا تهاوى الصرح على الكل ولم ينجو من هزيمة الدولة احد ولم يفلت من انقضاض بنيانها احد .
واذا كان البعض يحاول ان يسوغ لنفسه الاستئثار بميزة من ميزات الدولة مدعيا انها لا يمكن ان تنال من الدولة لانها صغيرة فالحقيقة انها تؤثر وتفتح الباب واسعا امام اكبر منها فالدولة يمكن ان يهدها تاجر بسيط لا يعمد الى الصدق . والدولة يمكن ان تجي فوائد من وراء تاجر بسيط صادق .

Share |