أرحم من في الارض/صبيح الكعبي
Mon, 22 Jul 2013 الساعة : 12:55

مشكلتي تكمن بان الكآبة تعتريني وضيق النفس والالم يلازماني عندما ادير مفتاح سيارتي لغرض التسوق وشراء الحاجات الضرورية وخاصة في مثل هذه الظروف الامنية التعسه التي يمر بها البلد وايام شهر رمضان الكريم , والزحام على أشده ,اين اضع سيارتي , والاجراءات الامنية على اشدها , دلفت مسرعا لايوائها باحد البيوت القريبه للسوق والتي تعود لاحد اقاربي , , اخذت وقتي للبحث عن الضروريات في حر الصيف اللاهب
وايام رمضان مرة امام الفكهاني واخرى عند بائع الخضرة والقصاب وبائع التوابل مرورا ببائع السمك والدجاج
انتظار اتعبني بين تدافع وضيق شارع والكلام عن عدم النظافة والذوق لايمكنني حصره او اجماله في هذه العجالة من مقالتي واخر عن المشاكسات التي تتعرض له بعض النساء من كلمات الاطراء والتحرش من
قبل الباعة لايمكنني ان اجملها بعبارات او جمل يصعب احصائها , والافطار العلني لعامة الناس في مثل
هذه الايام الكريمه, عموما لفتت نظري امرأة تجاوزت الخمسين من العمر ولكن لازالت جميلة مكتنزة الجسم تغطيها مسحة حزن وكآبة لاحظتها من بعيد واثارني منظرها وهي تدور لاتعرف ماذا تريد , تركت كل
كل شيء على حاله وانا انظرلتلك المرأة الجالسة والحزن يكتنفها
دققت مرة اخرى النظر اليها وهي تفترش الارض لاتعرف ماذا تريد والى اين تذهب , احسست ان قلبي ينعصر لمرآها , تخطيت الزحام بعد ان تسمرت قدماي واتجهت اليها , لااعرف ان قوة آلهية شدتني اليها ,
وهي جالست حائرة لاتعرف ماذا تفعل مالمشكلة اختي سألتها , نزلت دموعها كالسيل الجارف وهي تندب حظها
ووحدتها , جلست عندها وكأنني اعرفها منذ زمن بعيد وبدأت تسرد قصتها , دموعها لم تجف وهي تتكلم عن
قصتهاالحزينة على مسامعي وانا متلهف لسماعها بكل جوارحي تصورتها اختي اومن معارفي اي سيئ من اواصر القرابة او الانسانية يربطني بها , انا ارملة ولي ولد واحد تزوج من احدى القريبات وانجبت منه
اربعةاولاد اكبرهم في المتوسطه , بعد فترة وعلى اثر مرض عضال ذهب لجوار ربه , امهم تركتني واياهم وتزوجت من اخر , تحملت مسؤولية رعايتهم ونسيت نفسي وكما ترى حالي , الحقيقة ان الجيران والاحبة لم يقصروا معنا بما تجود به اياديهم من الفائض عن حاجتهم من مأكل او ملبس
ولكن هذه الحالة بين مد وجزر , وما الحيرة التي انت فيها الان سألتها اختي العزيزة ؟ اجابت انا
في يدي خمسة الاف دينار ذهبت لبائع الخضروات وجدت ان سعر الطماطه الف وخمسائة دينار والباذنجان بكذا
اما الفاكهة والاشياء الضرورية كاللحم والدجاج والسمك فقد نسيناها منذ زمن , حسبت المبلغ الذي بيدي وما احتاجه لايكفي ولففت كثيراعلى ان اجد ارخص من ذلك ولم اجد , اعياني التعب والبحث وبقيت حائرة في يومي وزماني , تركت كل شيء وجلست منتظرة فرج من الخالق يأتيني , بكيت لمنظرها وتناولت ماتسوقته واعطيتها اياه ولم انم تلك الليلة . وتسألت مع نفسي كم عائلة مثل هذه في وسطنا تعيش ولم نبحث عنها او نمد يد العون والمساعدة لها . ونحن نعيش هذه الايام في شهر الطاعة والغفران علينا ان نتذكر اننا في وسط العوز وقصر اليد
للكثير من الاقارب والمعارف والجيران والاصدقاء فمثلما نشعر بجوع نهاره علينا ان نشارك الاخرين جوع
يومه ونتقاسم معهم الخير الذي منحنا اياه الخالق الجليل ليكون لنا رصيدا في يوم تشخص فيه الابصار .
وتذكرت (( ارحم من في الارض يرحمك من في السماء))