الحكومة المحلية وعبق التأريخ/مالك العظماوي

Mon, 22 Jul 2013 الساعة : 12:51

فور إعلان نتائج الانتخابات وتشكيل حكومة ذي قار المحلية واختيار الأستاذ (يحيى الناصري ) محافظا لها ، وأنا أتساءل عن جدية الرجل وإمكانية تغيير واقع المدينة نحو الأفضل . ولكونه ينتمي إلى اسرة عريقة لا يخفى بريقها - فأنا لا اعرفه معرفة شخصية على الرغم من معرفتي الكاملة بعائلته - فلهم تاريخ علمي وجهادي لا يستطيع احد نكرانه أبدا، فهم رجال جهاد وتضحية من اجل الآخرين . فجده (آية الله الشيخ عباس) وهو غني عن التعريف ومواقفه النضالية والجهادية والعلمية معروفة للجميع ، وكذلك جده من ناحية أمه – على ما اعتقد – (آية الله الشيخ حسن ) ويكفيه فخرا إذ حول منطقة بأكملها من بؤرة للفساد إلى نقطة إشعاع للعلم والدين والأخلاق . أما أبوه ( آية الله الشيخ محمد باقر الناصري) فهو عالم جليل القدر . فأنا اجله واقدره لعلمه ومكانته وجلالة قدره ، من جهة ، ومن جهة أخرى لأجل العلاقة التي تربطه بوالدنا (الحاج يوسف آل سلطان رحمه الله) شيخ عشائر آل بوعظم الذي كان يكن له وافر الاحترام ويحثنا على ذلك بقوله : ( انه صاحب علم ) – ويعني بذلك الشيخ الناصري - ، وأشير هنا إلى أن الصحافة العالمية عندما تتحدث عنه تصفه بـ ((كبير علماء الجنوب)). وكم حمل هموم الأمة متنقلا بين الدول لحضور الاجتماعات والمؤتمرات التي كانت تناقش محنة الشعب العراقي أبان الحكم الديكتاتوري ، فكان محاميا ومدافعا عن حقوق العراقيين كافة ويعرض ماساتهم التي يعيشونها ونضالهم ضد الظلم والتعسف من نظام فاشي لا يعرف الرحمة قط . والآن تصدى سماحة الشيخ (محمد مهدي الناصري ) لتكليفه الشرعي ومسؤوليته الأخلاقية كعضو في البرلمان العراقي وكان أهلا لها واخذ على عاتقه الكثير من المبادرات البرلمانية – إن صح التعبير - لأجل صيانة حقوق الأمة .
وأنا تربطني علاقة زمالة دراسية مع الأخ العزيز (محمد رضا ) إذ كنا معا في متوسطة 30 تموز ، وكيف كان وديعا مبتسما – وهذا كان في بداية السبعينيات – وعندما حكم النظام البائد على الشيخ (محمد باقر الناصري) واسرته جميعا بالإعدام في نهاية السبعينيات تقريبا ، شاءت إرادة السماء أن تنقذهم من براثن النظام العفلقي وغادروا إلى المنفى ، لم استطع أن أرى (محمد رضا) وكنت أتحسر ويعتصرني الألم حينما أمر بالشارع المؤدي إلى دارهم ، لكني اعلم أنهم أهل للمسؤولية وسيرفعون اسم العراق عاليا في المنتديات العالمية والتجمعات الثقافية والعلمية.
فهذا البيت الذي حمل لواء الجهاد عاليا ، وخفقت بسواعدهم راية العلم ، وحملوا رجالاتهم هموم الشعب ، قادرون أن ينجبوا ليثا هماما كـ (الأستاذ يحي) ليكمل المسيرة الجهادية التي بدأها الأولون من آبائه واجداه ، وأنا على ثقة تامة أن يغير الكثير من واقع المحافظة بعون الله وهمة الغيارى من أبناء الناصرية النشامى .
وقد أعجبتني الخطوات التي بدأها وهي تذكرني بالأعمال التي قام بها أبوه (رعاه الله) من تأسيس المبرات والجمعيات الخيرية واحتضان الأيتام فضلا عن المدرسة الدينية والحوزات التي تدرس الفقه والعلوم الدينية ، فقد خطى على ذلك النهج إذ أمر بإنشاء المجمعات السكنية للفقراء ، وانتهاج خطة طوارئ لحي الفداء ، والأفضل من ذلك كله حسه ألامني إذ أمر بتطوير العنصر ألاستخباري للقوات الأمنية وهو عين الصواب من اجل المحافظة على امن وسلامة المواطنين .
وهنا نأمل من جميع السادة المسؤولين في مجلس المحافظة التكاتف والتعاون فيما بينهم من اجل الوصول إلى أنجع السبل للارتقاء بواقع المحافظة نحو الأفضل والله ولي التوفيق .  

Share |