رمضان فوق براكين/ابو الحسن العقيلي

Mon, 22 Jul 2013 الساعة : 12:34

    نعيش هذه الايام تحت هلال شهر رمضان المبارك (شهر الله ) و الحمد لله لأن بركته لازالت تنعم علينا رغم جشع التجار و الغلاء الفاحش لكل شيء يستهدف قوت الصائم فاذا كان المواطن متوسط الحال ونراه بالكاد يتدبر امره ولو لم ( يحوش كم فلس ) قبل رمضان لم يقدر على ملىء سفرة الفطور بخيرات هذا الشهر الفضيل ( وسالفته ما تسولف ) فكيف الحال بالنسبة للفقير ؟ . و في حقيقة الامر اتفاجئ علىينا نحن العراقيين هذا الشعب الذي لم تفرغ بطنه في يوم من الايام بل حتى في زمن المقبور ( حفظه الله في اسفل قعر جهنم ) فما باله اليوم ! فنحن عكس شعوب العالم الاخرى التي تتشوق لهذا الشهر الفضيل لان كل الاسعار تهبط هبوطا كبيرا فيه حتى انهم يشترون الكثير من المواد الغذائية و الحاجيات الاخرى من الملابس وغيرها ليدخورها للشهور التي تلي هذا الشهر المبارك وبالتالي فهو يحل الكثير من المشاكل المالية بالنسبة للعائلة وليس عبئا ماليا عليها رغم ان كل النظريات الاقتصادية تصب لصالح اسواق تلك الدول ويعبر عنه اقتصاديا بــ( الزيادة في الطلب تقلل الاسعار والعكس صحيح) الا في العراق العظيم لا تنطبق هذه النظرية بل على العكس تماما من ذلك وخير دليل على ذلك انظر ارتفاع الاسعار مع اقتراب العيد و خصوصا الالبسة التي سيكون عليها طلبا منقطع النظير حتى بات العيد مؤذيا للكثير من العوائل العراقية التي لاتستطيع شراء الالبسة لاولادهم لغلائها المتوحش و بالتالي يحطمون قلوب اولادهم بصخرة الواقع المؤلم الذي سيلحق حزن اطفال هذا العيد باحزان الاعياد السابقة ليتحول العيد الى مناسبة حزينة للفقراء , و الى متى تستمر هذه المشكلة؟ والجواب طبعا ليس بحوزتي بل لدى حوزتنا العلمية و طلابها الذين لم يمارسوا دورهم بصورة صحيحة رغم ان السواد الاعظم منهم يعيش فوق بركان هذه المشكلة ( وهذه الطامة الكبرى ) وسأترك بقية الكلام للمتلقي لانتقل الى السادة الاعضاء المنتخبين المنتجبين ( حماهم الله وسدد خطاهم ) سواء تحت قبة البرلمان او مجلس المحافظة ام تحت قبة الوعود والاحلام الوردية التي وعدوا الناس بها , فهل لهم دور غير التفرج وانتظار فترة الرفاهه لتنتهي ليقولوا لنا ( انتخبونا نحقق لكم مانريد ... عفوا اقصد متريدون !!!) وانا متاكد من جوابهم بان الفكرة متاخرة فرمضان سينتهي عما قريب وسيرحل هذا السؤال الى السنة القادمة ولكني افضل ان تحل مشكلة العام السابق من الان و كذلك اي مشكلة سنقع بها في المستقبل ( فالرأس لا يتحمل مزيدا من الفؤوس ) نعم فعلينا التفكير بصورة صحيحة لخدمة المواطن العراقي الذي لا يزال يستنشق غبار الحروب ودخان المزابل . و في الواقع ان شهر رمضان الكريم في العراق نحسب نعد له العدة ونحسب له الف حساب ( نشيلهه الف هم وهم ) لكونه يتربع على الكثير من البراكين ناهيك عن بركان تموز ( شهر الثورات الملعونه ) وبركان الارهاب ( الذي لعب بنا جقة شبر ) وبركان الكهرباء ( وبعد سنة من الوعود النهائية و الاموال الطائلة المصروفة يهرب المسؤليين وراء نقودهم بدون حياء وغي أبهين للشعب الذي اوصلهم لمناصبهم ) وبراكين اخرى لايعلم عددها الا الله والراسخين بالعلم 

Share |