تخرج في مدينة الناصرية كل ليلة تظاهرة للعشرات من المواطنين الذين تهتف حناجرهم لأجل تحسين واقع الكهرباء المتردي منذ اكثر من عقد ، و هؤلاء بعددهم القليل فأنهم لا زالوا مستمرين بمطالبتهم الحقوق الاساسية , اما باقي مئات الآلاف يقفون متفرجين كأنهم ليسوا من هذه المحافظة التي تعاني من الازمة ، او كأنهم يستهزؤون و يسخرون بمثل هذه التظاهرة ، لكنهم حينما يسمعون بمجرد ان شخصية دينية قد تعرضت للتطاول بالسب والشتم نراهم يخرجون بمظاهرات حاشدة تجوب كل شوارع المحافظة مرددين الهتافات الثورية , واصلا هم غير مطبقين لتعاليم الدين ، اما لأجل حقوق خدمية اساسية يسخرون و يبخلون بوقوفهم الى جانب مجموعة مواطنين صالحين يشعرون بالمسؤولية العامة ، عبد الزهرة شيال الرجل السبعيني الذي قاد تظاهرة الناصرية مع مجموعة من العشرات الواعين لاجل المطلب والحق الشرعي ويرفعون شعارات مناهضة ضد الحكومة و وعودها الكاذبة التي وعدت ذي الى رفع حصة الكهرباء للمحافظة وتجهيزها ب 16 ساعة باليوم لكن الواقع يؤكد كذب وعود الحكومة خاصة الوعود التي اطلقها حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة والنفط , حيث انه وعد بتجهيز كامل للطاقة الكهربائية "وتصدير الفائض منها" لكنه اثبت عكس ذلك . وعبد الزهرة و رفاقه العشرات قد خابت آمالهم بفعل موقف الذي قاريون الذين خذلوا هذه الوقفة التي تطالب بحقهم المشروع . واعضاء مجلس المحافظة الذين انشغلوا بمصالحهم الخاصة و الحزبية و تنافسهم من اجل المناصب و تركهم للمواطن يصارع همومه و متاعبه الكثيرة . فالحكومة المحلية من الواجب عليها ان تشكل لجنة من داخل مجلس المحافظة للنظر لمطالب المتظاهرين والاستجابة والاستماع لهم لا ان ينظروا اليهم باللا مبالاة ، و إلا فإن هذه التظاهرة الصغيرة سوف تتسع و تأخذ حيزا اكبر بالشارع و تتفاقم المشكلة بين المواطنين والحكومة .