الجريمة (ليس بتقسيم العراق).. بل (بقاء العراق المسخ)..العراق كدولة موروث سني وليس شيعي/جعفر جاسم هلال

Mon, 22 Jul 2013 الساعة : 12:21

الجريمة ليست بتقسيم دولة بني امية (العراق).. ولكن ببقاء دولة بني امية (العراق).. فالعراق موروث سني.. اسس على اساس سني.. حكمه زعماء سنة.. قتل الشيعة فيه بالجملة.. وما زالوا.. ولن يتغير شيء من هذه المعادلة (حتى لو شارك حفنة من الشيعة بالحكم بالعراق) وتاريخ قبل وبعد عام 2003 شاهد على ذلك.. (فدماء الشيعة سوف تستمر تستنزف ، ثرواتهم تهدر.. ومعاناتهم بسوء الخدمات بالتدني اكثر واكثر)..

فالا يدرك الشيعة ضرورة تمزيق خرائط الاستعمار القديم.. ووضع موروثهم الشيعي بتاسيس دولة لشيعة العراق من الفاو لشمال بغداد. فمتى تعون ان استقلالكم بدولة خاصة بكم بمنطقة اكثريتكم من الفاو لشمال بغداد هي طود الانقاذ الوحيد لديكم.. متى يعي شيعة العراق ذلك.. متى يصلون لمرحلة النضج السياسي.. التي تبين لهم (بان الشيعي الذي يدافع عن بقاء هذا العراق كدولة مسخ .. كم يدافع عن بقاء دولة بني امية)..

و الاقسى ان التفجيرات بالجملة كل يوم.. توقع المئات بين شهيد وجريح.. ويخرج من يخرج من السياسيين والاعلاميين الممسوخين.. عبر وسائل الاعلام (يتكلمون عن خوفهم على وحدة وثنهم العراق ؟؟ وليس في قاموسهم الخوف على الدماء التي تفجر وتستنزف كل يوم).. فكل شيء مباح (لبقاء العراق الممسوخ).. هذه الدماء التي تستنزف عبر عقود منذ تاسيس العراق كدولة مصطنعة مركبة .. لتنتج دولة فاشلة بكل المقاييس..

فلمتى يستمر احساس الشيعة بمنطقة العراق.. بالعبودية للإرث السني.. الا يعلمون ان ضعف شخصيتهم وراء ضعفهم.. وعقبة امام بروزهم بدولة مستقله لهم..

ونضع امام شيعة منطقة العراق (مراة).. يشاهدون بها انفسهم بحقائق واضحة .. :

اولا:
عدم الثقة بالنفس لدى شريحة من الشيعة بالعراق وخاصة بالطبقة السياسية منهم.. نجدها تتعثر بخطواتها.. بسبب ان اي خطوة لا يخطونها الا تحت مقولة (خاف السنة لا يرضون عن ذلك ؟؟ خاف الكورد لا يقبلون بذلك.. خاف المحيط العربي والجوار لا يرضى بذلك ).. في مسائل تخص شيعة العراق انفسهم.. وفي مسائلهم الداخلية.. ولا نجد ذلك لدى السنة العرب والكورد.. متناسين هؤلاء الشيعة (بان الحق يؤخذ ولا يعطى).. وان اعداءهم والطامعين بهم.. والساعين للعودة للتسلط على رقابهم.. بالتاكيد لن يقبلون اي خطوة يكون فيها قوة لصالح شيعة منطقة العراق وخاصة فيدرالية وسط وجنوب.. بالمقابل الكورد اخذوا حقهم بتاسيس اقليم خاص بهم بكوردستان.. رغم رفض المحيط الاقليمي والجوار .. والنتيجة حصل الكورد على احترام حتى اعداءهم.. في وقت شيعة العراق بقوا البطن الرخوة في بلاد الرافدين ويستمر مسلسل نزيف الدم ضدهم.

ثانيا:
الاحزاب التي اسست بنهاية الخمسينات وتطرح شيعيا في حقيقة برامجها السياسية كحزب الدعوة هي نسخ طبق الاصل من احزاب سنية.. (الاخوان المسلمين المصريين).. باعتراف قادة سابقين في هذه الاحزاب كضياء الشكرجي الناشط السابق بحزب الدعوة.. بل قادة هذه الاحزاب في كثير منهم كانوا منضمين لاحزاب سنية واجنبية.. (حزب التحرير والاخوان المسلمين).. ومتأثرين بشخوص سنية اجنبية (سيد قطب والبنا) المصريان.. بمعنى ان البيئة التي اسست فيها هذه البرامج السياسية هي بيئة خارجية وليست شيعية.. وكما اكد احد رموز احد الاحزاب المطروحة شيعيا في برنامج (الملف).. على قناة الحرة الفضائية.. علي الاديب.. من الدعوة.. (بان حزبه انطلق من منطلقات خارجية اقليمية)..اي ليست من قضية الدفاع عن شيعة العراق..

وهذا يبين اسباب (انسلاخ) الطبقة السياسية فكريا وثقافيا وسياسيا عن مصالح شيعة منطقة العراق.. حالهم حال الاحزاب القومية الشمولية الفاشية التي صدرت للعراق عبر الانقلابات العسكرية والتي هي احزاب خارجية ومن بيئات اجنبية كالناصرية والبعثية من سوريا ومصر.. والتي تكشف سبب فشلها بالعراق.. وتسببها بالتاريخ الدموي الذي مر ويمر به العراق حاليا.

ثالثا:
ان العبيد في مراحل تاريخية لا يشعرون (بعبوديتهم) بل يعتبرون (رضى من يملك رقابهم كبعيد.. هو رضى لله).. وهي قمة ما يطمحون اليه.. فيصبح مبادئ من يتحكم برقابهم بمرور الزمن.. هي مبادئهم.. حتى يظهر بينهم من يبين لهم معنى الحرية وضرورة التحرر وان تكون لهم قضية يدافعون فيها عن انفسهم وخصوصيتهم.. بعيدا عن هيمنة (المتسلطين).. وان لم يظهر بينهم هذا المحرر.. فعند ذاك يبقون عبيد من حيث لا يعلمون... الا اذا وصلوا لمرحلة اعلى بالنضج.. بتقني قضية يدافعون عنها جميعا.. تنطلق من همومهم ومصالحهم.. وتدعو لوحدتهم وبروزهم بقوة مستقلين بمنطقة اكثريتهم.

رابعا:
شيعة منطقة العراق عبر مئات السنين خضعوا لامبراطوريات ودول حكمها السنة .. بطشا ورعبا وقتلا بشيعة العراق.. فتولدت اجيال.. تتبنى (اهداف الحاكمين وما ثقفوا به العبيد عبر عقود).. من (الوحدة القومية والدينية الشمولية واخيرا الوطنية ذات الصبغة القومية) والمقصود بها (تسقيط الاكثرية الشيعية بربطها بالمنظومة العربية السنية).. من اجل ابقاء العبيد وراء قضبان (العبودية الفكرية) ليكونون تحت سيطرة السنة حتى لو لم يعد السنة بالحكم..

وامثال هؤلاء الذين انتخبوا مرشحين للقائمة السنية من مناطق الجنوب والوسط.. ليتحكم بهم امثال النجيفي والمطلك والهاشمي والزوبعي والدليمي وغيرهم.. وطرحوا العوبتهم علاوي كواجهة (العوبة)... تحت غطاء (الوطنية) وهلم جر.

خامسا:
ان شيعة العراق (اكثرية) غير معترف بأكثريتها من قبل غيرهم.. وبنفس الوقت هم اقلية بالمحيط العربي السني والاقليمي والجوار.. بل هم (اقلية باقليم كوردستان. . واقلية بالمثلث السني).. وفقط اكثرية (بمنطقة اكثريتهم من الفاو لشمال بغداد)..

لذلك فيدرالية وسط وجنوب بل استقلال الشيعة من الفاو لشمال بغداد بدولة خاصة بهم.. هي ضرورة لحماية شيعة العراق وكيانهم من الابتلاع من دول الطوق حولهم.. ومن اطماع المحيط الاقليمي وعدائية الجوار العربي السني.. وخاصة ان العراق عبر تاريخه لم يكن دولة.. بل تعريف لمنطقة جغرافية.. في حقيقتها ثلاث دول.. بل حتى الله مقسمها (.. لمنطقة كوردية امتدادها الجغرافي جبلي.. منطقة سنية عربية امتدادها الجغرافي صحراء.. منطقة شيعية امتدادها الجغرافي سهل رسوبي واهوار).. فالعراق الواحد اكذوبة كبرى.. والعراق مقسم بلا تقسيم.. وتقسيم المقسم ليس بتقسيم والعراق الواحد نزيف دائم.. وكل المصائب والكوارث التي حصلت بالعقود الماضية ولحد اليوم جرت وتجري بظل العراق الواحد وليس في ظل الفدرالية او التقسيم.

سادسا:
بل نؤكد (بان بقاء العراق كدولة).. هو ضمان (لبقاء كيانات سياسية سنية تهيمن على الشيعة بالخليج والمنطقة).. واستقلال شيعة منطقة العراق بدولة لهم بمنطقة اكثريتهم.. (تعني طوفان الحرية الشيعية.. بتاسيس دول شيعية جديدة بالمنطقة).. هذا الطوفان سوف يوقف نزيف الدم الشيعي.. ويردع المتجاسرين عليه.. والاكثر (مثلما سوف يردع الهيمنة السنية على الشيعة.. سوف يصدع النفوذ الايراني ايضا).. فايران تعلم كلما حصل الشيعة على حقوقهم اكثر كلما ضعف نفوذ ايران بينهم اكثر.. (مثال جمهورية اذربيجان الشيعية) التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي ولم تقبل الخضوع لنفوذ طهران..

سابعا:
دليل العبودية.. التي ركن اليها شريحة من شيعة العراق.. هي (خروجهم المسلح) ضد القوات الامريكية التي اسقطت البعث وصدام وحكم الاقلية السنية التي كانت مهيمنة على رقاب الشيعة منذ تاسيس الدولة العراقية .. فاعتبر هؤلاء سقوط حكم البعث والصنم الصدامي عام 2003.. هو (احتلال).. في وقت هو تحرير بكل معنى الكلمة.. فامريكا لم تعتبر العراق (جزء من أراضيها).. ولم تعتبر العراقيين (جزء من الشعب الامريكي).. كما فعلت جيوش الاحتلال (العمري).. بزمن عمر بن الخطاب .. او كما فعلت امبراطورية بني العباس وبني امية وبني عثمان.. التي احتلت العراق.

ثامنا:
ان العراق اساسا شكل من ثلاث مكونات متنافرة لا يجمعها جامع.. وبينها صراعات دموية عبر التاريخ.. وفوق ذلك هي ذات امتدادات جغرافية مختلفة.. فالشيعة امتدادهم الجغرافي (سهلي).. والسنة العرب امتدادهم الجغرافي صحراوي.. والكورد امتدادهم الجغرافي اساسا جبلي... وتولد عن كل ذلك .. حقيقة تاريخية وهي (ان العراق الواحد نزيف دائم منذ تاسيسه لحد يوما هذا)..

تاسعا:
كل الاطياف بالعراق (متنوعة بين ليبرالية وعلمانية واسلامية وشيوعية...الخ).. سواء لدى السنة العرب او لدى الكورد.. ورغم ذلك نجد وحدة القضية لدى الكورد.. ترتبط بكوردستان العراق.. ووحدة الهدف لدى السنة العرب بالهيمنة على العراق مجددا... اذن لا يثبت التنوع بين الشيعة (بانهم يمثلون الشعب العراقي)..

عاشرا:
ان عدم فوز اي مرشح سني بقوائم شيعية بالمناطق السنية.. دليل بان السنة يرفضون ان يكونوا ضمن (حاضنة شيعية).. اما فوز بعض المرشحين الشيعة بقوائم سنية من وسط وجنوب.. فدليل بان هؤلاء الذي جميعهم بعثيين سابقين.. اي كانوا ضمن حاضنة سنية.. حكمت العراق بالعقود الماضية من حكم صدام والبعث.. ولا تستطيع ان تحرر من ثقافة العبودية للسنة. وهذه الفئة هي فئة المنسلخين الذين ربطوا انفسهم بالانظمة القمعية التي حكمت العراق واصبحوا جلاوزة ضد ابناء طيفهم.. لارضاء اسيادهم من المثلث السني ومن جهات خارجية اقليمية.. وهؤلاء هم نفس فئة (محمد حمزة الزبيدي) الذي كان يتقرب لنظام حكم البعث وصدام..بدماء شيعة العراق كما في انتفاضة اذار المباركة..

احد عشر:
الموروث السني .. وهو براثم الانظمة والحكومات والدول والامبراطوريات التي حكمت رقاب شيعة العراق ومناطقهم.. اصبح (ارث) يفتخر به العبيد المتمثل بشريحة من من المحسوبين على الشيعة.. فمثلا نرى هناك شيعة يدعون الالتزام بالمذهب الشيعي وطقوسه.. بدل ان يطالبون بجعل (مدينة الكوفة) عاصمة الامام علي عليه السلام عاصمة للعراق مثلا.. كبديل عن ببغداد التي هي رمز الطغيان السني بامبراطورية بني العباس التي ذاقت شيعة العراق كل الظلم والطغيان.. نجدهم يتمسكون بالارث العباسي السني.. ونرى اخرين يتغنون بالطاغية صلاح الدين الايوبي الذي اباد دولة شيعية من الوجود.. فامثال هؤلاء اقل ما يقال عنهم (اراذل العبيد)..

اثنا عشر:
ان شيعة العراق عاشوا في مناطقهم بوسط وجنوب التي خضعت لامبراطوريات مستعمرة لمناطقهم عبر تاريخهم.. ومنها (دولة العراق الحديثة) التي اختزلت الحكم فيها (بالسنة العرب).. فكانت مناطق الشيعة تعتبر (خراج لقريش وبعدها لبني امية ولبني العباس وللعثمانيين).. وللفئة السنية الحاكمة بعد ذلك منذ عام 1920.. وكان في جميع تلك المراحل يفضل الغرباء على اهل العراق (فالعرب الغير عراقيين بزمن عمر بن الخطاب .. فضلوا على اهل جنوب ووسط.. ثم فضل الشاميين في زمن الامويين.. ثم فضل الفرس والترك في زمن العباسيين.. لتصل لدولة العراق الحديثة التي فضل الفلسطيني والمصري والاردني والسوداني وغيرهم.. حتى صدر من صدام قرارا بتفضيل المصري على العراقي بقوله للمصريين (العراقي الذي يضرب مصري كانما يضرب رئيس جمهورية العراق ومن يقول للمصري اطلع من العراق فللمصري الحق بطرد العراقي من العراق).

علما جلب المصريين للعراق ضمن مخطط للتلاعب الديمغرافي ضد شيعة العراق اساسا..وكبديل غير مشروع عن شباب ورجال الشيعة الذين ساقهم البعث وصدام للحروب والسجون والجبهات الحروب والاعدامات والمقابر الجماعية وقطع نسل مئات الاف منهم بمقتلهم..

ثلاثة عشر:
احدى عشر : لا ننسى الحالة النفسية المرضية.. التي اكتشفت بالثمانينات.. خلال عملية خطف طائرة من قبل فلسطينيين باوربا.. فوقعت احد مضيفات الطائرة في حب احد الارهابيين الفلسطينيين الخاطفين.. فتبين خلال البحث العلمي ان هذه المضيفة حبت الارهابي في عقلها الباطن من اجل حماية نفسها.. وفي عقلها الظاهر طرحتها (كحب) للارهابي. . وهذه الحالة المرضية يعيشها شريحة من شيعة العراق الذين قبعوا تحت الطغيان السني لقرون.. بعلاقتهم مع السنة اليوم.
............................

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق).... بعشرين نقطة.. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع)

Share |