/مراحل متقدمة في التآمر الغربي ومتطلبات الوقوف بوجة ذلك التآمر/عبد الامير محسن ال مغير

Mon, 22 Jul 2013 الساعة : 3:42

بعد افتضاح عوامل واهداف ما يجري بمنطقة الشرق الاوسط وتحديدا في ربوع الوطن العربي وقد وصلت (بدعة) ما سمي بربيع الثورات الى مراحل متقدمة في ذلك التآمر في تحرك وزير الخارجية البريطانية (هيك) الى باكستان وعلل بعض المحللين تلك الزيارة باتجاه التقرب من طالبان لتمهيد سحب القوات الغربية من افغانستان تهيأة لما يحفظ ماء وجوه الساسة الغربيون جراء الهزيمة النكراء التي تعرضوا لها عسكريا في ذلك البلد وقد تناقلت وكالات الانباء ايضا وطبقا لما ورد على لسان (هيك) بان تلك المفاوضات تناولت المسألة السورية وعلل بعض المحللين ذلك في التمهيد لنقل مجاميع من طالبان الى سوريا وهذا ما اكدته وكالات الانباء اخيرا من ان قسم من تلك العصابات وصلت الى شمال سورية بتمويل في النقل والتسليح من قبل السعودية وضمن التخطيط الامريكي وان خطوة (هيك) هذه لم تكن بعيدة عن ما خلفه (بلفور) لاحفاده من اوجه الخبث خصوصا وان الانتكاسات المتوالية للمخططات الغربية في الوطن العربي باسقاط نظام مرسي في مصر وهزائم العصابات التي يعد لها ويهيئها ويسلحها ال سعود ويدفع بها الى داخل الاراضي السورية وبذلك فان العرب اصبحوا الان امام صفحة جديدة وخطيرة من ذلك التآمر عبرت عنها تصريحات رئيس اركان الجيش الامريكي بقوله (بان خطة التدخل في سورية قدمت لاوباما) ومزاعم فايبوس بعدم ارسال فرنسا اسلحة فتاكة الى عصابات جبهة النصرة في سوريا وتصريح (هيك) ايضا بخشيته وفق ما يقول من استعمال الاسلحة الكيمياوية في سورية فهؤلاء الساسة يعبرون في حقيقة الامر عما تنطوي عليه مخيلتهم التي بنيت على الخبث والرياء فكل تلك التصريحات هي من قبيل رش الرماد في العيون وتغطية لتحركات السعودية باستضافة كيلو والجربة ليصبحوا مرتبطين كليا بمدير الاستخبارت العسكرية السعودية في حين يزعمون بانهم قد انتخبوا من قبل ما يسمى بائتلاف الدوحة وبدلا من توجههم في السعي لما يوقف نزف الدم السوري نراهم يركضون وراء مزاعم التآمر الغربي الذي وضح ومنذ بدء الفتنة في سورية بالسعي لامتصاص طاقات الشعب والجيش العربي السوري وما استجد هذا الاسبوع المواجهات المسلحة في شبه جزيرة سيناء بين عصابات ارهابية والقوات المسلحة المصرية يقابل ذلك ما سمي بدولة العراق والشام الاسلامية في شمال سورية وتهديد اوغلوا المسلحين الاكراد بعد سيطرتهم على منطقة رأس العين في الحسكة شمال سورية والانذار الذي وجهته الحركة الكردية لحكومة اوردكان بتنفيذ تعهداته ازائها يضاف الى هذه الاحداث توعد السلطات الامريكية لموظف المخابرات السابق في الولايات المتحدة (اسنودن) بتسليم نفسه للقضاء الامريكي في حين هدد بفضح تلك المخابرات بالتجسس على خصوصية افراد المجتمع الامريكي وما يتطلب من مواجهة ذلك المجتمع للطغمة الحاكمة في الولايات المتحدة التي تشكل في حقيقة الامر على ما يبدوا مافيات سرية اضحت لا تستطيع العمل تحت اشعة الشمس وانما في اقبية مظلمة وهذه احدى العلامات التي تدلل على دنوا امبراطورية الشر ببدء افولها وربما اهم ما افرزته الاحداث الاخيرة هو ما يدور حول سيناء ذات الموقع الهام جدا بالنسبة لمصر باعتبارها تقع على ممرات مائية تربط بين بحرين هامين وذات ثروة معدنية وتاريخ عريق وطبيعة (طوبغرافية) يصعب السيطرة عليها بحكم تضاريس الارض مما مهد لعصابات ارهابية تغطي تواجدها ضبابية تامة حيث اخذت اخيرا بمهاجمة القوات المسلحة المصرية وقد ساعد تواجد تلك العصابات تحجيم الجيش المصري في سيناء بحكم بنود معاهدة كامديفد وما تناقلته وكالات الانباء يعكس وضعا معقدا ومحيرا للغاية لدى الباحثين فهؤلاء يرون بان ما يجري في سيناء لا يقل تعقيدا عما يجري في سورية ويؤكدون على ان الايادي التي اشعلت نار الفتنة في سوريا هي نفسها التي تحاول ان تشعل تلك الفتنة في شبه جزيرة سيناء ويقول احد قادة تلك المجاميع والذي ظهر في احد القنوات الفضائية المصرية بعد عودته الى مصر تاركا انخراطه بتلك العصابات يؤكد على ان اغلب تلك المجاميع تمول من قبل اسرائيل في حين وعلى اثر مقتل عشرة من افراد تلك العصابات يوم 17/7/2013 على ايدي افراد القوات المسلحة المصرية نقلت قناة (معا) الفلسطينية بقولها (بان استشهد عشرة من الجهادين في سيناء) وهنا تطرح وجهات نظرا متعددة حول ما يجري في شبه جزيرة سيناء فالبعض يرى بان تلك العصابات تدفع بها اسرائيل تمهيدا لفصل سيناء عن مصر كليا وطبقا لهذه الرواية يخطط مستقبلا بنقل سكان غزة الى سيناء ويدللون على ذلك بعدم تعرض تلك العصابات للامن الاسرائيلي في حين يرى رأيا اخر بان تلك المجموعات على صلة ببعض الفصائل الفلسطينية في غزة ويعطون الدليل على ذلك بوجود الترابط بين تلك المجاميع وقطاع غزة من خلال عدد الانفاق التي تربط بين قطاع غزة وسيناء ويذهب رايا ثالثا بان للسعودية وقطر كعملاء للغرب دورا في هذا التواجد لتلك المجاميع على الاراضي المصرية تمشيا مع التوجهات الامريكية لتشتيت الجهد العربي وكان تصريح وزير الدفاع الصهيوني اخيرا بان المنطقة المحيطة باسرائيل ستتحول الى مجاميع مسلحة ومدربة تحيط باسرائيل وان تفوق اسرائيل الكتنلوجي يضمن حمايتها في المستقبل ومثل هذا التصريح يكشف عن سرا بدأت ملامحة تظهر الان حيث استهداف كل من مصر وسوريا والعراق ودفع العصابات المسلحة بالنيل من امكاناتها الامنية والعسكرية وتأمين كلف النقل لتلك العصابات بواسطة ال سعود وقطر واخذ اخيرا يغلب الطابع الاجنبي بدعم هذه العصابات بمجاميع اجنبية اخرى في المنطقة اتية من مختلف الاصقاع في الارض وتلك كاحتياطي اعدته القوى الغربية لتنفيذ مخططها الحالي فيما تسمية بالشرق الاوسط الكبير وان ما يجري في سيناء في حقيقة الامر هو ضمن هذا المخطط ولا يختلف عما يجري في كل من سوريا والعراق واذا كان حزب الله كقوة شعبية هزمت الجيش الصهيوني في جنوب لبنان وهو الجيش الذي قيل بانه لا يقهر وفعلا كانت هزيمته لاول مرة على يد مناضلي ذلك الحزب كما ان غزة وبعاصفة الصواريخ التي اقضت مضاجع الصهاينة الا ان اولئك المناضلين اخضع بعضهم للترويض كمنظمة حماس ومحاصرة منظمة الجهاد الاسلامي طبقا لما يسعى اليه ال سعود واسيادهم الغربيين بادخال حزب الله في قائمة المنظمات الارهابية ومسألة شيوع عصابات ارهابية خطط لها ان تفكك وحدة المجتمع العربي وفي دولها الرئيسية كسوريا ومصر والعراق ليس بالامر الجديد فهنا التاريخ يعيد نفسه كما يقولون فاخر موجة قادمة من الغرب الى بلاد المشرق العربي وتحديدا الى الارض الفلسطينية تركت هذه الاصقاع مفككة ويقاتل اهلها بعضهم البعض ثم غطتها موجة الاستعمار العثماني كاستعمار متخلف وهو ما ساد الوطن العربي فترة ما سمي بالحقبة المظلمة لما بعد القرون الوسطى حيث يخشى الغرب هذه الامة لعوامل لم تعد خافية على احد بالنسبة لتاريخها وموقعها وثرواتها وهذه العوامل هي التي دفعت بالغرب بايجاد اسرائيل كقاعدة متقدمة لحماية مصالحه وما لم يسعى العرب والمسلمين بالتخلص من النفوذ الامريكي مثلما تخلص العراقيون والمصريون من النفوذ البريطاني والسوريون واللبنانيون من النفوذ الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية لا يمكن ان تنعم هذه المنطقة بالاستقرار والسلام وكل ما نسمعه من زياراة (كيري) الى الارض المحتلة ووضعه اساسا لاستئناف المفاوضات وفق مزاعمه وبقاء ذلك سرا كل ذلك هو من قبيل الالهاء والضحك على الذقون فالغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة يسير بخطى حثيثة لتنفيذ مخططة لتفتيت المنطقة العربية مستخدما اوردكان وال سعود وامارة قطر كادوات لهذا الغرض ففي يوم 15/7/2013 عقد اجتماع في الرقة حضره ضباط قطريون وسعوديون واتراك برؤساء مجاميع من جبهة النصرة واستهدفتهم مدفعية الجيش العربي السوري وتم القضاء عليهم وعندما نخلص الى القول بان المؤامرة لا زالت مستمرة واهدافها واضحه بتفتيت المنطقة العربية وتمكين اسرائيل منها وبالاستعانة بالانظمة العميلة فالعلاقات بين ال سعود والاخوان في تركيا ليس بنت اليوم وانما منذ امد بعيد ويتطلع الطرفان الى اعادة هيمنة الدولة العثمانية من جديد على الوطن العربي واخطر ما تناقلته وكالات الانباء هذا الاسبوع وكما ذكرنا هو عودة الولايات المتحدة الى وليدها الذي تربى باحضانها متمثلا بعصابة طالبان وبتمويل سعودي لجلب مجاميع من تلك العصابة للقتال في سورية ومن كل ذلك يتأكد لنا بان الغرب وعملائه في المنطقة يسلكون كل السبل للنيل من اماني العرب المشروعة وعندما عجزت العصابات الوهابية التكفيرية واحابيل الهكسوس الامريكان واحفاد سايكس بيكو والعصابات الصهيونية فان الساسة الغربيون تفتق ذكائهم الاجرامي دفعهم بجلب عصابات طالبان الى شمال سورية وتذكر الانباء كما ذكرنا بان قسم من تلك العصابات ستتوجه الى سيناء ايضا فمثل هذا الاسلوب الخبيث بالدفع بالعرب والمسلمين بان يقتلوا بعضهم البعض وانهاك قدراتهم الاقتصادية والعسكرية تمكن الصهاينة من تحقيق نبوءة هيرتزل بان تكون دولة اسرائيل من الفرات الى النيل وعلى العرب والمسلمين ان لا يستمعوا لمزاعم الساسة الامريكان حول ايجاد حلا للقضية الفلسطينية لان الولايات المتحدة اعجز من ان تستطيع ان تفرض على الصهاينة ايقاف الاستيطان وان يكون اساس التفاوض وفق حدود عام 1967 والحصيلة وما ذكرنا هو اننا في ذروة المخطط الغربي الان وعندما انسحبت اخر موجة بشرية اتت الى شاطئ فلسطين قبيل الموجة الصهيونية بانتهاء اخر موجة صليبية تركت المشرق العربي خاويا ودخل حقبة من الظلام الدامس مع ان هذه الامة هي التي نقلت سلسلة الحضارة الانسانية الى الغرب عبر جامعات الاندلس ولكنها في المشرق تعرضت لطمس معالم التحضر كما ذكرنا وسيستمر استخدام سبل النفاق والخبث والتآمر واستخدام الامكانات المادية لدى ال سعود وقطر وموقع اوردكان لملاحقة تنفيذ ذلك المخطط وكل يوما يمر تتكشف اوجه كالحة لاولئك العملاء لتدمير هذه الامة حيث يوم 17/7/2013 هوجم المصلين في جامع ابي بكر الصديق في ناحية الوجيهية بانتحاري يحمل حزاما ناسفا وفي نفس اليوم لا بل في نفس الساعة هوجمت حسينية في القرية العصرية في بابل وبنفس الاسلوب والجميع يعلم بان هذا الاسلوب هو اسلوب زمرة القاعدة والتي يرومون بها اثارة حرب اهلية بين العراقيين طبقا لما تبناه المقبور الزرقاوي ضمن رسالته الموجه الى كل من ابن لادن ومحمد عمر في افغانستان ومثلما تم جر الشعب السوري الى مواجهة طائفية عززت بالعصابات الاجنبية هناك من مختلف اصقاع الارض تستهدف تدمير المجتمع السوري وهو ما سيجر له كل من مصر والعراق لان الدول المستهدفة هي هذه الدول التي تشكل ثقل المواجهة التاريخية مع اعداء هذه الامة من حيث الموقع والكثافة السكانية والارث التاريخي والقدرات الاقتصادية والعسكرية لهذا وجدنا ايجاد اخطبوط مكثف مكون من المد الصهيوني الامريكي والعثماني السعودي ويرى بعض المحللين بالوقوف بوجه ذلك الاخطبوط التوجه لايجاد نوع من الاتحاد بين الدول الثلاث مصر وسورية والعراق والاعتماد على روسيا الاتحادية لثبوت صدق نواياها مع العرب واعادة النظر بتكوين الجامعة العربية فالمشكلة لم تنتهي باستهداف فلسطين فحسب فوجود العصابات الصهيونية في هذه الارض هو حلقة من ذلك التآمر حيث استغلت حركة (هيرتزل) ونشوء تلك الحركة في ظل الصراع القومي بسبب المصالح واكتمال الوحدات القومية الاوربية فنشأت تلك الحركة مدعومة من قبل الدول الغربية الكبرى واستثمرت هزيمة الدولة العثمانية واعد الغرب العدة لثروات الوطن العربي وموقعه ولتعرض مجموعات يهودية لاضطهاد في بعض الدول الاوربية لمواقفها بجانب دول اوربية اخرى ضد اوطانها في اوربا ونقلت تلك العصابات التي واوتي بها الى ارض فلسطين وهي تحمل (النفس الفاشي) التي عوملت به بعامل رد الفعل لتفرغة بشعب اعزل في فلسطين واذا ما اراد العرب الوقوف بوجه هذه الهجمة والحيلولة دون نفاذ المخطط الغربي فنرى وكما يرى اغلب المثقفين والباحثين العرب ان يتم توحد للدول الثلاث وباسرع ما يمكن لتلافي نتائج وخيمة قادمة .

Share |