الهلال ونزاعات الرؤية الشرعية ../حسين ناجي الطائي

Mon, 22 Jul 2013 الساعة : 3:09

لا يزال حديث الهلال ورؤيته محلا للنزاع الاجتماعي والديني والطائفي , كونه يمثل مصدرا لمعرفة مبتدأ الشهر الهجري ومنتهاه وما يتبع ذلك من أداء للطقوس المفروضة على الأفراد شرعا , (( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ))... (( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته )) إلى غير ذلك من الدلالات الدينية التي وردت ضمن الأدلة الشرعية المنصوص بها..
المهم هنا هو هذا الاختلاف في التفاصيل واستغلالها للاختلاف والشجار والتباغض الديني والاجتماعي الذي يحصل عيانا ولا حاجة فيما يبدو لنا للاستدلال عليه (فالعيان يكفيك عن البرهان ) فما أن يحل علينا شهر مبارك فيه بركات ورحمات إلا وترى المتفيهقون – كما وصفهم رسول الله (ص) – يملأون المجالس سبا وشتما لمن تأخر وتقدم على هذا الاختلاف , وهذا الأمر نفسه يتكرر عندما يحل علينا عيدا من الأعياد وأكثرها تأثيرا هو عيد الفطر المبارك وبنظرة بسيطة لو نظرنا إلى مستويات ثقافتهم- من يستغل هذه المناسبات لإثارة هذه البلبلة والقلقلة- ودرجات تفكيرهم دينيا وعلميا لهالنا تلك الضحالة والتدني الكبيرين , إلا أن المشكلة هي نفسها فأنت تتعامل مع أناس جهلة ويجهلون ذلك الجهل ( كما قال الخليل بن احمد : لايدري ولا يدري أنه لايدري فذلك جاهل فارفضوه ) وهؤلاء يعبر عنهم- كما في الاصطلاح المنطقي - بأصحاب الجهل المركب ....
ليست دلالات الاختلاف إلا سنة كونية وجعل الهي أرادته المشيئة الإلهية (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم )), فالحري بأصحاب المعرفة والفكر والثقافة والدين أن يوسعوا هذا الفهم وان يبينوا للناس سماحة الإسلام وتنوع مدارسه ومذاهبه وان الاختلاف لايفسد في الود قضية – كما قيل - ... إني لأتصور أن هذا الأمر ليس بالصعب المستحيل كما انه يقع في نطاق الواجبات الدينية – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- والإنسانية المتحضرة , نسأل الله أن يفرج عنا ويرفع في هذا الشهر جهلنا !! 

Share |