الدبلوماسية العراقية. إخفاقات لا تغتفر/علاء حسين الشاهين

Sun, 21 Jul 2013 الساعة : 1:06

قبل عامين أو اقل نشرت احدى الصحف الدنماركية ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً للسفير العراقي في الدنمارك خلال حضوره احدى المناسبات العامة هناك، وعند مشاهدتي للصور لم اصدق ما رأت عيناي، فسيادة السفير كان يرتدي زياً هو اشبه بزي الممثل الكوميدي القديم شارلي شابلن، بقبعته والعصا التي يحملها بيده، وعند ترجمة الخبر وقراءة تفاصيله اتضح بأن سعادة السفير كان يقصد ان يرتدي زي موسيقار!! لأنه وطوال الحفل كان يتحدث للحاضرين عن ولعه بالموسيقى الكلاسيكية ودراسته لها. فجاءت مطالبات من بعض التيارات والقوى السياسية العراقية بإقالته ولا علم لي اين اصبح مصيره الان.
في هذه الايام عادت إلى مسرح الاحداث اخفاقات جديدة ومفارقات مضحكة مبكية ابطالها دبلوماسيو العراق ايضاً..وبخصوص هذا الموضوع اورد الاخ الاعلامي محمد الحسيني في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) امثلة جميلة. نذكر منها ان موظفو السفارة العراقية في ماليزيا(وهم معظمهم من الاخوة الاكراد) لم يكونوا يعرفوا ان في العراق هناك محافظة اسمها ذي قار، وذلك عندما راجعهم مجموعة من الشباب من ابناء ذي قار سألوهم واين تقع هذه ذي قار هل هي قرب الانبار!!! تخيلوا موظف دبلوماسي لا يعرف محافظات بلده، والادهى من هذا ومن ذاك تصريح السفير العراقي الجديد في بيروت رعد الالوسي عند زيارته للرئيس اللبناني صرح للصحفيين بعد انتهاء اللقاء: كان اللقاء ودي. وتناولنا طعام الغداء!!! ومع الدلائل الخطيرة التي تحملها هكذا تصرفات من دبلوماسينا إلا أن ما صرح به الرجل الثاني للسفارة العراقية في الرياض محمد العبيدي هو الجنون والاستهتار بعينه، فأي دبلوماسي هذا الذي يسب ويهين شعبه في الخارج؟ ولأي درجة أمن هذا الرجل العقاب ليتفوه هكذا كلام؟ الجميع سمع وقرأ ما جاد به ممثل بلده فماذا ستكون عقوبته؟ وكيف ستعامل كاكا هوشيار معه ومع امثاله ممن يسيئون إلى سمعة العراق الدبلوماسية؟
الصراحة تقال، لم تكن اخفاقات الدبلوماسية العراقية على مستوى الشخوص فقط، بل كنهج دبلوماسي بشكل عام. فلم نرى نجاحات دبلوماسية تحققت افادت مصالح البلد العليا.
الحكومة العراقية الان بحاجة إلى وقفة جدية وسريعة لمعالجة الهفوات الكبيرة التي لم تكد وزارة الخارجية تخرج من احدها حتى تقع في الاخرى، كما انها مطالبة بتهيئة جيل جديد من الدبلوماسيين مهني اكثر منه حزبي وطائفي وسياسي لتبطل الحجة القائلة بأن الكفاءة الدبلوماسية لا تتوفر إلا دبلوماسيو البعث، كما يجب عليها الاسراع بتنظيف سفارات العراق من ابناء واقارب المسؤولين اللذين باتوا يمثلون وجه العراقي الخارجية بين ليلة وضحاها.
وقبل الختام اود ان اهنئ اخوتي العراقيين بأن سفيراً جديداً سيباشر عمله في احدى الدول العربية. باركو معي للأخ الفاضل علي الدباغ منصبه الجديد
 

Share |