شاهد على التاريخ/صبيح الكعبي

Sat, 20 Jul 2013 الساعة : 14:27

كانت بداية سفرتي لزيارة كربلاء عند مرقد الامام ابا عبد الله الحسين ومن ثم عرجنا لاخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام , رغبة جامحة عارمة في نفسي تدفعني لمعرفة المجهول والتعرف عن كثب حقيقة ماسمعته عن واحدة من شواهد تاريخ مضى الاان صرخاته لازالت تسمع , آليت على نفسي ان لااكتفي بالسمع والسرد القصصي عن هذا الشاهد لان فضول الكاتب يبقى غير محدود للاطلاع على الحقيقة بام عينه كما هي
وكانت مثلما اردتها برفقة احد الاخوان من الساكنين بجوار سيد الشهداء , قادني لمنطقة شبه
مسكونة هنا بعد ان سمعت عنها الكثير ,حركة دواليب عجلتي باتجاه منطقة طويريج التي تبعد مسافة عن مركز مدينة كربلاء عدة كيلومترات حتى وصلنالاطراف ارض تبلغ مساحتها( 100) دونم متروكة مهجورة لامن دبيب يذكر او نفسا يسمع عبارة عن منخفض تغمره المياه الاسنه التي تبعث روائح كريهة تزكم الانف , حاولت
أن أجد لي منفذ لاءصل لمسافة عميقة بهذا المستنقع الخرب الا انني لم افلح لانها خالية من طريق سالك أوخضرة تسر العين أو شجرة مثمرة يستظل بها الانسان , حرقتها عقوبة آلهيه بعد ان استباحت دماء طاهره واجساد زكيه وانفاس روحانيه في محرقة الحقد والكراهيه بعد ان لسعتها سياط الظلم والجبروت والاستهتار بالقيم السماويه السمحه وتعتريك اصوات لايعرف مصدرها او قد يكون خوفا مدفون والم مخزون وجراح نازفة لم يقف نزفها
لان الشفاء فارقها , تشعر انك امام ارض طمست بافعال ظلمها ورائحة نتنة تنبعث من بين ارجائها , هلع وخوف
لايفارقني منذ ان وقعت عيني عليها , الفضول دفعني ان اسأل لماذا هذا الاهمال والحمد لله حكومتنا كما يقولون (منه وبينه) ؟ , لم اطرح هذا السؤال على صاحبي منتظرا لحظة فعل قد يبوح لي بما في نفسه لانه الذي رغبني لزيارة هذه المنطقه , بقيت حائرا تاهئا في افكاري مع وجود الخوف الدفين بين ثنايا اضلعي , لااعرف السبب
ولكنها الحيرة , لان المكان موحش مقفر رهيب يأخذك الوجل يمينا ويسارا , التفت لصاحبي مستفسرا عن هذا
الاهمال الكبير لهذه المنطقة , سحب نفسا عميقا واجاب بلوعة , ان هذا المكان خططت الحكومة المحلية له ان
يكون مكان لايواء العجلات وبطوابق متعدده وبدأ العمل بسحب المياه الاسنه التي تغطيه, واستمر العمل لاشهر ولم يفلح المشروع بالنجاح وترك العمل فيه ,بعد مضي فترة اتخذ قرار آخر بأن
يكون مستشفى وبعمل متواصل لخمسة اشهراخرى عجزوا على ان يسحبوا المياه الاسنه منه واعلنوا عدم
استطاعتهم الاستمرار بالمشروع لاسباب مجهوله وانتهى المشروع , ظلت الحيرة تلازمني والخوف يلاحقني
وفضول يدفعني ان اعرف السبب لهذا الانكفاء وهذا الاصرار على مسخ الارض هذه وماحل بها , وبقيت
أسأل لمعرفة الحقيقة عن سبب وحشة المكان والهلع الذي يصيبني منه . وياليتني لم اسمعه لانه شاهد اخر على
جريمة مضى عليها 1400عام عندما استخدم هذا المكان ليكون معسكرا لعمر بن سعد قبل الاعداد لفعلته الشنيعه
بقتل الحسين واصحابه عليهما افضل الصلاة والسلام , وهنا بطل العجب وخفت وطأة الخوف بعد ان عرفنا
الحقيقة انها بداية لنهاية عصر من الجرائم وانتهاك الحرمات , مكان انطلاق شرارة الشر على فعل الخيرومعاقبة
الثائربافعال الخسة والرذيله , لذلك بقي المكان شاهدا على تاريخ اسود ممرغ بدماء الابرياء من الشهداءوالبرره
ندعواأدارة العتبه العلويه والعباسيه والحكومة المحلية بان يكون هذا الموقع دليل لجريمة العصر من خلال تنظيم
برامج سياحيه والتعريف به للزوار من اصقاع العالم لان الكثير لايعرف عنه شيء وخاصة العراقيين واوصي
نفسي والاخرين ان فعل الشر يمحق باهله وكما يقال (( دار الظالم خراب )) .

صبيح الكعبي

Share |