مهلا ..... فائق الشيخ علي/محمد علي مزهر شعبان
Fri, 19 Jul 2013 الساعة : 13:21

" قرأت كثيرا ممن يكتبون عن عماتهم ، وكم في الوطن من عمات وامهات ثكلى "
الى من يريدون احتجاز نضالات الشعب ، ومن سقط في نواحيها وقصباتها المجهولة وميادينها على ساحتي الجبهات ومديريات الامن والمخابرات في زمن الطاغيه . الى من فقد الفرصة في ان يتسنم منصبا ، ويحتج بماضي وكأنه انفرد به فهو واهم . كل من ابتلعته الفيافي والمفاوز والقبور من اجل قضية وطن ، اشرف مني ومنك لاننا لازلنا نتعلق بعطائهم . نعم هم صفحة مشرقة لحاضرنا ، وهم رصيد مشرف لوجودنا ، لكن لا نجعل من تضحياتهم الا السمو والعلو والرفعة والافتخار في بناء وطن ، وليس ركوب المناصب ، والا اعدمنا لحظة الايثار المشرق لاولئك ، من فتحوا لنا ابواب الحياة الكريمه ، وصبروا وصابروا واحتسبوا الوطن عزا وكرامه وموقفا ، وهم لم يملكوا من حطام الدنيا المملوكة للطغاة ، غير الموت المعلن في ميادينه المتعدده ، ومن تعداه الموت تابعته صحبة الاعتقال .
الطامة الكبرى بعد تلك الجسيم جدا من التضحيات ، ظهرت وطغت على الساحة اسماء وائتلافات ضمتها اللحظة الراهنة بيد المحرر نفسه ، الذي ارادها في ان يختلط الحابل بالنابل ، واتى بتلك الرايات في العهد الجديد لتنضوي في جلباب المحاصصة . فاهل تاريخ القتلى ماعوا مع القاتلين لذويهم ، وانبرى للساحة ممن اخذوها غفلة ، يسطرون علينا ايات المجد في الوطنية وخنجر الذبح لا زال في ايديهم . راهن الجميع ان القدر الرحيم الذي انهى حكام الموت بعد ان عجزوا في الخلاص منه ، وان الشيء المريع هو القدرة في الوصول اليه ، والتخلص منه والتحلق باجواء الحرية ، وازالت هذا الثقل الهائل ، مرهون بالاقوى والاعتى فمضوا الى حيث نقف اجلالا لهم . هذه غاية اولئك اللذين تسلقوا اصلاب المشانق ، او دفنوا في مقابرها الجماعية . فلا يزايد احد على اخر برصيد من قال ابي . شعب أنبثق الماضي والحاضر أمامه بسجله الدموي، إلتقى الأمس القريب بالبعيد، صفحة تاريخ قاني , لقد ذابت التواريخ والأسماء في مجرى الدم والمحرقة التي تلفع بها الملايين . ولو قدر للحقيقة على ضوء هذا المعطى ان يحكم المظلومون المهمشون المقتلون اللذين كانوا ولا زالوا ، لاصبح هؤلاء هم الحكومة ، لانهم الاغلبية العظمى ممن يستحق هذا التواجد . وهذا من حيث المنطق ، لا بد من ممثليين حقيقين لهم ، واذا بممثليهم بين دعي وحقيقي ، وبين اصيل ذي تاريخ وبين طاريء ، في تشاحنات بينهم ما انزل الله بها من سلطان ، نعم هؤلاء هم ممثلوا التاريخ المدمي المقهور ، مشهد تناحري قد يفضي ليقول الاخر لننتظر انها لم تذهب منا ، ليس بعد .
رجل واشباهه الكثير ، ممن فقد فرصة ان يكون سفيرا ، واخر انتظر من مدحه للحكومة ردحا ، لينال قسطا وربحا ، وحين تذهب تلك الفرصة ، تقوم الدنيا سخطا وقدحا . مهلا ايها الاخوه أنقضى زمن التأوهات والمرهون بالمنازلات التي تحصد مناجلها الرؤوس وولائمها أشلاء أجساد في مهب الريح , واستبشرنا خيرا بالسقوط . مرة أعوام عشرة هي حاسمة في تاريخنا على اننا قد فارقنا الموت ، كل عائلة تعلقت أذهانها بالأحلام ، والحلم غذاء شهي لبعض الناس التي استكانت للصبر ولهم في الصبر ذخيرة لا تنفذ . ولكن وكاننا بذات الدوامة . الناس في حلوقهم شجى يتناولون الموت على جرعات، ويتجرعون السم على أنتظار آملاً في نهاية هذا الدهليز المعتم مع اخوة في هذه الارض ماجوريين لاجندات في قتل وطن . خلال هذه السنوات، فواجع غدر تلاحقها نكبة ثاكلات، إذ لم ينقطع صوت الحرب في معسكر شركاء العملية السياسيه، ، هكذا عشرات تجثو فوق العشرات ، مشرحة جثث على أديم الأرض، المطرز بأعضائهم وأحشائهم بأبشع ما أستطاعت الرسوم أن تجسد مجزرة على أرض الواقع .
ايها الرجل ومن انضوى في هذه الخيمة .. نقدا ولعنا وشتما ، خيمة المدى والزمان والشرقية والبغداديه ومنصات اللافي والعلواني ، وصراخ فائق الشيخ علي والعقابي وعدنان حسين وفخري كريم ، وخناجر الخواصر من ذات البيت الاقسى والاكثر ايلاما على الحكومة .. اقول لكم والله انتم لم تستطيعوا ان تقودوا سرية من الشرطه . واتحدى أبسلكم ان يقف في سريع اللطيفية ليلا ، او في شارع من مؤديات سريع الفلوجة وتحت درجة حرارة فوق الخمسين. اكتبوا ما شئتم ولكن في بناء وطن اذا كنتم من ابناءه . والمنصب هو تشرفك حين تضمن سلامة البقية ممن رحلوا .