مرشحون مع سبق الاصرار والترصد ومنتخبون بالجرم المشهود/مظفر العوادي

Wed, 17 Jul 2013 الساعة : 0:10

قد تكون صفة الحكام والسلاطين والملوك الذين تعاقبوا على هذا البلد ومنذ الاف السنين هي الضحك على عقول الشعب ومحاولة اعطاءه صفة السذاجة السياسية حتى للكفاءات الاجتماعية والادبية والعلمية منه .
وان اول خطوات التسلط لهؤلاء الحكام دائما ما تبدا بتضعيف هذا الشعب ومحاولة اذلاله باي طريقة كانت سواء العسكرية البوليسية او الاقتصادية والتجويع خاصة اذا ما تهيأت الظروف كلها للحكومة وبسطت سيطرتها فيصير من الكفر ان تعدو برايك وان لم يكن معارضا لكن دون ان تستشير الحاكم وهيئاته لان الراي ممنوع والكلام ممنوع والحلم ممنوع دون اخذ الموافقات القانونية بحسب التسمية اللاقانونية للحكومة هذا اذا ما فرضنا ان ما يسمى العصر القديم والنظام السابق قد ولت صفاته مع سقوط آخر صنم لهذه السلسلة المتعاقبة المسماة (( صدام )) لكن هل انتهى اسلوب الهلفتة والفبركة والكلاوات السياسية ؟ سؤال قد لا اجيب عليه بأسلوبي لأنه يصبح ممل لكنه واضح المعالم والتفاصيل .
ومع بزوغ فجر جديد من الدولة المدنية والديمقراطية والمؤسساتية بزغت رؤوس غريبة عجيبة قد تكون تتحين الفرص بنا من زمن او قد تكون من صنيعة نظام راح دون رجعة او صنع في دول جوار واقليمية , المهم في الامر لاحت تلك الرؤوس بمسميات جديدة مثل الحزب الديمقراطي والديني العلماني والاشتراكي الرأسمالي والقومي والعربي والتركماني والمسيحي والشيعي والصابئي وحتى عشيرتي صار فيها بعض النفس الفئوي للتحزب لكن الطامة الكبرى هي الغلبة للشخصيات الفظة الغليظة لهذه التنظيمات وفروعها يعني شقاوات أيام زمان ((مع الفارق )) !
وقد برر بعض المصفقين واللاهثين ورائهم والغاوون ان المرحلة تحتاج عمل والعمل يحتاج رجال بهذه الشاكلة وكأن لدينا حرب البسوس لا حكم لأعرق شعب عرفته الدنيا واحفاد اول كاتب وعالم ,وهذه الثقافة التبريرية تطورت وانتشرت لتبرر كل خطأ ممكن ان يرتكبه هؤلاء بل الأكثر مصيبة محاولة البعض ان يعطيهم صفة القدسية والشرعية في كل عمل يؤدوه وبأختام مدورة وأخرى صغيرة وغيرها .
وما يحصل في الانتخابات ومنها الاخيرة ان ينزه كل حزب وكل جهة مرشحيها ليصلو بهم الى عنان السماء ومصاف القديسين فما بالك بالذي تصدر فيه أوامر قضائية بتهم شتى( لو كان الفساد الاداري فقط ) لقلنا اخطاء ودوافع سياسية لكنها تعدت لتشمل كل أنواع الجنح والجنايات ومع صعود بعض هؤلاء المتهمين فان الخبر السار لهم هو اسقاط كل شيء عنهم حتى الفرائض الدينية بموجب أوامر فقهاء السلاطين الجدد, المضحك في الامر ان الايمان لمعظم هؤلاء مفقود فمنهم من باع دينه ومنهم من باع نفسه ومنهم من باع قاعدته الشعبية ومنهم من باع كتلته وغرد خارج السرب فصار خائناً (بمنطق كتلته) بين ليلة وضحاها بعد ان دنى او تدلى من مرتبة الصالحين فضلاً عن الكثير من اصحاب التواريخ الغامضة ومحاولات للتكفير عن خطايا العمر والتاريخ .
هذه المؤشرات كلها تتطلب منا فهم واحد والتفاته خطيرة والا فان الوضع اليوم سيبقى كما هو عليه ثلاثون سنة والله المستعان ..

Share |