عصر المليون جحا/سعد شهيد الركابي
Tue, 16 Jul 2013 الساعة : 22:59

بما أننا في شهر رمضان فلا بأس بطرفة ظريفة من طرائف جحا نبتديء بها حديثنا وهي أنه دخل جحا أحدالمحلات التي تبيع الحلوى والفطائروطلب من البائع أن يعطيه قطعة من الحلوى التي لم تعجب جحا.......فطلب من البائع أن يستبدلها بقطعة من الفطير.....
أخذ جحا قطعة الفطير......وإنصرف دون أن يدفع ثمنها فنادى البائع على جحا وقال له: لم تدفع ثمن الفطيرة يا جحا؟!!!
فقال جحا : ولكنني قد أعطيتك قطعة الحلوى بدلاً منها
فقال البائع : ولكنك لم تدفع ثمن الحلوى أصلاً!!
وقال جحا: وهل أخذت الحلوى وأكلتها حتى ادفع ثمنها؟؟؟!!!
قريبا من أجواء الابتسام التي تهدينا إياها هذه الطرفة يبدو أن ابتساماتنا لا تريد ان تقف عند حد ..
فكل شيء ممكن في عصر المليون جحا الذي لم يعد مجرد شخصية اسطورية مضحكة تهدينا الابتسام وتكشف عن مواطن الفكاهة في واقع ملبد بالانشغال والجدية ..
بل صار شخصية أجبرنا على التعايش معها بل وقبول أعاجيبها والتصديق بافتراءاتها والاذعان الى ما لا يمكن الركون اليه من حذلقاتها ومناوراتها.
فالحصة التموينية ومفرداتها الزاهرة لازالت حديث المسؤولين في وزارة التجارة الذين يتباهون باشتمالها على كذا وكذا ...
لكننا اليوم نقترب من نهاية الثلث الاول من الشهر الفضيل ..فاين هي الحصة ومفرداتها الترفيهية !
اما الكهرباء ومشتقاتها فهي الاخرى حديث الساعة ...فبعد ان وعدنا أكثر من جحا بان العراق سينتل جيرانه بفائض كهربائه في نهاية هذا العام وان رمضان سيكون شهر النتل الكبير ..
ها نحن امام الواقع الصادم نفسه والاكاذيب التي تتكرر ذاتها ...فلاحياة أمنة رغم ملايين الخطط الامنية والاجراءات والمؤتمرات ..ولا كهرباء وطنية تكفي للجم لسان الصيف المندلع من جهنم ولا حصة ولا ....ربعه ..ولا نصه !
لهذا السبب حدثتكم عن جحا ..عن حكاياته الظريقه ...عن مهاراته العالية ..وعن قدراته اللامتناهية في اصطياد المفارقات الكبيرة في بدن الحياة ..
وعن قدرته على ارباك الاخرين ...وخداعهم ايضا !
فهل نستحق ما يجري لنا لاننا نصدق كل الوعود وتنطلي علينا كل الحيل والالاعيب !
ام ان قدرنا ان نعيش في عالم يشاركنا فيه مليون جحا !