مـــديـــريــــة الـــتــربـــــيــــة في خمـســة فصول -: محمد حسن جياد
الفصل الأول ...
احكام عامة
مديرية التربية من اخطر أنواع المؤسسات وأدقــهـا , كونها تهدف لإيصال الكلمة الطيبة التي هي كشجرة طيبة وتختص بالبشر الذين لكل واحد منهم أراده مستقلة وهوى متنوعة , . ولأجل هذا يجب على المدير التربوي أن يبدأ بتعليم نفسه وتهذيب روحه كي يسيطر على أرواح الناس لا على أبدانهم فقط.
أما القواعد النافعة والأصول ألعامه التي يجب مراعاتها من قبل المدير للوصول إلى الهدف المذكور فهي كثيرة نذكر منها :
1- الإيمان بالله , يقول الله عز وجل في كتابه المجيد :
"ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لايحب كل خوان كفور" والسر في ذلك هو ان الإيمان الحقيقي بالله يستدعي فضائل أخلاقيه وصفات جميله تستجلب رضا الناس وتعاونهم مع الشخص الواجد لتلك الصفات .
2- الصدق في الكلام يوجب النزاهة في العمل , كون النجاة في الصدق .
3- مكافحة السعاية , السعاية هي محاولة أهل الحسد والبغي في إسقاط العاملين ذوي الكـفـائـه واللياقة من عين المدير ولاشك ان هذا الأمر يؤدي إلى ضعف نظام الاداره ويخيب آمال الكفوئــين في الفكر والعمل .
4- اعتماده على الثقاة : قال الإمام علي (ع) "شر وزرائــك من كان للأشرار قبلك وزيرا ومن شاركهم في الآثام فلا يكون لك بطانة فإنهم أعوان ألأمه وإخوان ألظلمه .
5- معرفة مؤامرات الأعداء وإحباطها , يجب على المدير المؤمن ان يعرف زمانه وأهل زمانه ويعرف أعدائه وأساليبهم العدائية ويسعى في إحباط مؤامراتهم .
6- ستر عيوب الآخرين فمن يستر عيوب الآخرين يستر الله عيوبه من الناس .
7- الابتعاد من مواضع التهم .
8- معرفة مشاكل الناس والسعي في حلها , لايخفى دور هذا الأصل في نجاح المدير بمعرفة مشاكل الناس والسعي في حلها .
9- الإنصاف له دور بارز في دوام الحكم وسلطة المدير .
10- مراعاة أصول المديرية

أصول المديرية كثيرة ولكننا نذكر مانراه مهم مع مراعاة الاختصار
أ - النشاط الدائم وبسط الوجه ليخلق جواً طيبا في محيط العمل ويمنع من الضجر والكسل .
ب - إكرام الآخرين .
ج- المراقبة المستمرة وعدم الغفلة
فلا يجوز للمدير ان يكون غافلا عما يحدث في حوزة مديريته ولكنه قد يحتاج الى التغافل (اي: التظاهر بالغفلة) بأن لايقول كل ما يعلم من الآخرين يقول الإمام علي (ع) "الغفلة والغرور اشد سكراً من الخمور"
د - التوقع بقدر الاستطاعة لايــجوز للمدير أن يــتـوقــع من كل شخص في دائرة عمله أكثر من حد استطاعته وقدرته ولا يجوز إعطاء كل شخص مسؤولية اكبر مما يليق بيه .
ولمديرية التربية أصول سياسية كثيرة نذكر الأهم منها باختصار:
1) معرفة الناس فالناس معادن كمعادن الذهب والفضة"
لان كل إنسان يملك استعدادات مفيدة , وهي كامنة في نفسه وإذا استطاع المدير ان يكشف عن تلك الاستعدادات سيتمكن من أن يجعله عنصرا مفيدا للمجتمع ومؤثرا في نظام المديرية .
وان تلك الاستعدادات الكامنة في نفس كل إنسان هي مختفية فيها وغائبة عن الأبصار شــأنها شــأن المعادن والمناجم ألمستترة تحت الأرض ولا تصبح ظاهره إلا ببذل الجهود الكبيرة لاستخراجها والكشف عنها وهكذا يحتاج المدير الى بذل الجهود لدراسة النفوس والكشف عن تلك الطاقات البشرية .وفق الية معينة.
2) يجب أن يحب الناس الذين تحت أمره حتى يحبونه ويمتثلون أوامره ويسعون للوصول إلى الأهداف المنشودة للنظام الذي يعملون لأجله .
3) أن يكون المدير حليما و صبورا وأهلا للمداراة في التعامل مع الآخرين .
4) على المدير أن يكون محتاطاً في دراسة أفكار عامة الناس وان يرعى القوانين المطلوبة للحفاظ على مراقبة أرائهم وكسب رضاهم وعدم الوقوع في المغبات الخطرة والاحتراز من حدوث أزمات اجتماعيه وإداريه مهلكه .
والله الموفق
أربــعـة فــصــول تــتــبـع