تسئليني علام الابتسام ... رحم الله قاسم/محمد علي مزهر شعبان

Mon, 15 Jul 2013 الساعة : 2:14

تمر ثورة تموز .. ويمر في ذاكرتي مقطع من وريقات ، كتبتها ونحن نفر من جحيم المدفع النمساوي وصواريخ الارض ارض ، حين جعل صدام عالي النجف سافلها بالانتفاضة الشعبانية . كانت جهتنا خلاص الاطفال والنسوة وصراخهم الذي كان اشد علينا من شظايا القنابل .. جهتنا ليس خارطة ودرب انما المجهول الذي يحف بمخاطر ربما اقل مما حدث لنا .. لعله من النار الى الرمضاء .. وانا اعبر اطراف المدينة ، قرأت لافتة تقول : " الجمهورية العراقية الإسلامية "
ابتسمت ، واي نوع من الابتسام من وجه ترب ، وشفاه اختلط فيها الدخان والعطش ، لوجه اتضحت معالم النكوص في كل تفصيلاته . سئلتني ام العيال علام تبتسم ؟ يا سيدتي لمفردة جمهورية .
هذا الشعار الذي يطالب به الناس وهم يقتلون من اجله منذ عشرات السنين الجمهورية سواء إسلاميه،, شيوعية، ليبرالية . من كل هذه التسميات، حيث أنبثقت ثورة تموز 1958 لتحقق هذا المبتغى، وبدأت بتكوين ملامحه، وحين إحتست الناس كأس الجمهورية، ذات النكهة العراقية التي خلصتهم من تبعية السيدة بريطانيا، سرعان ما قتل مؤسس هذه الجمهورية وسمي دكتاتوراً، رغم أن الرجل لا يفقه من معنياتها وسلوكها إلا معنى واحد أنه غير دكتاتور, عمل بعواطفه ، إنه ليس طفولياً ، إنما رجل سجية خرج من وسط الفقراء، ووازن بين الكرسي وخدمة الشعب . رجل كانت نظرياته أفعاله، أحب العراقيين والغالبية منهم أحبوه، محبوب الجياع والمناضلين والمحرومين والآملين في حياة جديدة، حتى الصعاليك كان هو أميرهم, لم يرغب به الارستقراطيون والقومجية والعروبيون، ولا الغرب ، فقط ساندته ودعمه أصحاب النضال الوطني والتضحيات والفقراء ، مشكلتنا كعراقيين لا نتذوق الحب إلا بعد شواء الحبيب وتمزيق جسده , العراقيون يتمتعون جداً بنكهة الاحتراق المنبثقة من جسد محبوبهم .
سألتيني علام الابتسام وكأني كفرت بالقديسين حين ابتسمت، جمهورية هه جمهورية، أبدلت بأخرى يرأسها خائن رفقه وصحبه، وطائفي حد النخاع، يتوسل القومية والوحدة "من آخر مثله يسمى " أبو العروبة حين لم يبق لها امل في أن تثق بنفسها ، بخطاباته الرنانة، أمام دويلة، كان يدعي أنه سيقذفها في البحر، فقذفوه في مختلف الآراء فيه ، ومات الرجل مسموماً أو مكلوماً "
جاء عبد السلام بصحبة فتية لا يضبطهم أي ضابط من أخلاق، سلوك جهنمي، وطيش فتيان، وعملوا القتل بالآخرين، كأنه هوى في رؤوس أوباش وعصابات, أنتهكوا الحرمات، واغتصبوا البواكر بحجة الأنتماء إلى الحركات الإسلامية أو الشيوعية . إنهم الحرس القومي ، أي حرس وأي قوم هؤلاء يمثلون ؟ وتوالت الجمهوريات، الثالثة والرابعة، وأخيرها عروس الدكتاتوريات، حكومة الطاغية. الإخوة يطالبون بجمهورية إسلامية، عجبي، قبالتنا صدام، وجنبنا السعودية، ويجاورنا المتهم الدائم إيران، وفوقنا أمريكا .
ان قطرة آدمي اطهر من فكر غير منتظم لا يحسب الأمور ولا يزنها بميزان ان قتل الإنسان الخسارة الجسيمة، أوحساب الربح في انجاز سيادة انسانيته وحريته على أمل تحقيقها عند تضحيته . ان ثوراتنا روبسبيرية السلوك ، قاعدتها الاساسيه الاباده . قتل قاسم وهو صائم ، مواطنا ورئيسا ثابت القوائم نزيها كريما مسامحا. قتل ولم يعرف ياسيدتي علام قتل ؟ 

Share |