نظرية التطور ( Theory of Evolution ) عند دارون في كتابه ( أصل الإنسان )/الحسن علي الرفاعي

Mon, 15 Jul 2013 الساعة : 2:11

لقد أثارت أبحاث دارون مشاكل عدة أهمها مشكلة البيئة التي يحيا فيها الكائن الحي ، وأثر هذه البيئة في تعدل سلوكه ، وأثر هذا التعدل في صراع البقاء ، وبذلك أصبح التكييف للبيئة عاملاً أساسياً (2) . يقول الدكتور قيس النوري : (( الداورينية اعتبرت فروع الإنسان المختلفة تجسيداً لاختلافات الظروف الطبيعية ومافرضته من ضرورات التكيف من أجل البقاء ، وهذا مايرتضيه أصحاب وجهة النظر التي تؤكد وحدة الأصل الإنساني )) (3) . والنظرية التي تقول بأن الكائن الحي يتلائم مع بيئته التي يعيش فيها . وهذا يعني ان للبيئة تأثير على تكييف النشاط البشري ، حيث ان الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة وغيرها تؤدي دوراً مؤثراً في تعديل الصفات ، إضافة الى نوعية الغذاء . يقول الدكتور ( سعدي فيضي عبد الرزاق ) أستاذ علم الإنسان بقسم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة بغداد سنة ( 1989 ) مؤلف كتاب ( المدخل الى علم الإنسان ) مانصه عن تلك النظرية :

(( وبما ان ظروف البيئة على الأخص المناخ والغذاء لهما نفس التأثير على الحيوان والبنات فلابد أذن من ان يكون هناك انعكاس مشابه يؤثر في الإنسان ، حيث ان طول القامة أو قصرها أو لون البشرة الذي يتميز بها جنس بشري معين عن جنس بشري أخر تقدم مفهوماً خاصاً لما يسمى بالسلالة التي هي من الناحية النظرية نتيجة التأثيرات البيئية التي أدت دوراً كبيراً في تكوين الإنسان )) (4) .

ثم يعقب في كتابه خلال كلامه عن أسس تصنيف السلالات البشرية فيقول : (( واذا استبعدنا الخصائص التي لاتورث بايولوجيا فيتضح ان عوامل المناخ والبيئة قد أدت دوراً كبيراً في توجيه تطور الجنس البشري ولذلك درس العلماء الارتباط القائم بين المناخ من جهة وبين شكل الأنف ووزن الجسم ولون البشرة ، فظهر لهم بأن صفات الوجه المغولي تكيفت بشكل خاص لعملية الصيد التي تجري تحت ظروف البرد الشديد بينما الأطراف الطويلة من صفة المجموعات البشرية التي تستوطن مناطق شديدة الحرارة ، وان الأطراف القصيرة هي من صفة المجموعات البشرية التي تستوطن مناطق يتميز مناخها بالبرودة الشديدة )) (5) .

ملخص نظرية دارون ان التطور يحدث نتيجة عمليات تتكيف فيها الإحياء مع البيئات التي تحيط بها ويرى ان جميع الإحياء ذات أصل واحد نشأ في زمن قديم جداً ثم انتاب هذا الأصل تغيير نتيجة التكييف مع التغيير الذي حدث في البيئة الطبيعية ، وانتقل هذا التغيير بالوراثة من السلف الى الخلف فظهر فرع متغيير من الأصل ، ومالبث هذا الفرع بعد مرور فترة طويلة من الزمن ان اختلف عن الأصل واصبح أصلاً لذاته وتفرعت منه فروع أخرى ، أي ان الفرع لايلبث بعد مرور عدة أجيال حتى يختلف عن أصله ، ويكون أصلاً جديداً لفروع أخرى تتفرع عنه . فكان لظهور نظرية دارون في النشوء والارتقاء أثر بالغ في الاهتمام بتتبع مراحل النمو التي يتطور فيها الطفل من وليد رضيع الى راشد بالغ ، وفي الاهتمام بتتبع العمليات العقلية والمظاهر المختلفة للسلوك في تطورها من الحيوان الى الطفل الى الإنسان البالغ (6) .

اختلفت عبارات العلماء والمفكرين قديماً وحديثاً في تفسير معنى نظرية النشوء والتطور عند دارون أحببت في هذا المقام ان أبين مافهمته من خلال النظرية وتضارب التأويلات بين المؤلفين . المتعارف عليه ان المقصود من هذه النظرية : أن أصل الإنسان واحد ، وأنه ينحدر من سلالة القرود ، وان الإنسان عبارة عن قرد ، قد تطور بمرور الأحوال والبيئة ، وتغير تركيبه كتكيف مع الطبيعة ، وهو ما يعرف بقانون الاختيار الطبيعي حسب نظرية فرويد .

أقول والله من وراء القصد : لقد بسط علماء النفس والتأريخ والمختصين ذلك من خلال شرحهم لكيفية تطور معاني الكلمات ، وطرق الكتابة ، والزراعة ، والتجارة ، والطبابة ، والمأكل ، والمشرب ، والملبس من مراحل التأريخ السابق . أذ بين ومثل لنا علماء الجيولوجيا في بحوثهم القيمة المكتوبة والمرئية كيف كان يعيش الإنسان منذ بدأ الخليقة حتى يومنا هذا . مستدلين على ذلك بما وقعوا عليه من الآثار والدلائل من الهياكل العظمية والأدوات الصناعية المستخدمة في الصيد والزراعة ، والتي تدل على بساطة عيشة الإنسان في تلك العصور . من الصحيح ان تقول ان بساطة عيشته ترجع الى عدم وصوله بعد الى التطور المطلوب أو المتوفر في العصور البدائية ، فيرسم صورة خيالية عن الإنسان في بداية مشواره العمراني يصدق القول عليها أن الإنسان في تلك الفترة كان شبيه بحيوان القرد في تصرفاته الفعلية والقولية كائن لا يستطيع ان يثبت دون حراك ، تتمثل تصرفاته بالقفز والجري والصراخ غير المدرك . لا يستطيع الكلام كما هو اليوم ، فهو لم يدرك مفهوم الألفاظ والمعاني التي تطبق على الأشياء ، كلامه عبارة عن إشارات غير متناسقة ، قد تتعرف عليها مجموعة دون أخرى . يعيش في مجموعات تربطهم أواصر القرابة بالدم تحكمهم شريعة الغاب ، القوي يسود الضعيف ، لا قانون مسنون ولا حرمة تصان . بصورة أبسط الإنسان في فترة من فترات التأريخ كان يعيش حياة الحيوان ، يسعى جاهداً لنيل رزقه ، والذي يعد الصيد أولى هذه الوسائل لكسب قوته اليومي . الإنسان في هذه الفترة يصطاد الحيوانات ليتغذى عليها ، ويستفاد من جلودها ووبرها وشعرها في حماية نفسه من برد الشتاء وحر الصيف ، ولم يكتفي بذلك بل أخذ عظامها وصنع منها أدوات هي الأخرى ، كسلاح حربي وأداة للصيد يستطيع غرزه في أجسادها . لم يتعلم الإنسان في هذه الفترةكيفية صنع الطعام أو شيه على النار ، والتي لم يكتشفها بعد ، واكتفى بمضغ اللحوم الحيوانية نية بدمها دون فهم . كانت حياة الإنسان في ذلك العهد شبية بالحياة الحيوانية ؛ لأنه أعتمد على غريزته الشهوانية دون تفكير أو تمييز فيما يفعل . بصورة أبسط الإنسان يعيش على ما يصطاده ، ويعيش في الكهوف ، يتكاثر دونما تزاوج شرعي ، فكان يتزوج الرجل أمه أو أخته ؛ لإنعدام الغيرة الإنسانية آنذاك ، واكتفى بالحقد لنيل حريته والتي تنحصر بكيفية بقائه حي في شريعة ينعدم فيها القانون ، ثم بعد ذلك تطور في تصرفاته في إيجاد آلية لكسب رزقه ، وحماية عائلته ، وابتكار طريقة للتفاهم مع أبناء جنسه من خلال سن مصطلحات لغوية للتخاطب فيما بينهم كل تلك مؤشرات على ان الإنسان كان لايدرك ولايعي .

لقد جرى الفهم على نظرية التطور عند دارون أنه قصد بأن الإنسان اليوم يرجع الى سلالة حيوانية وتتمثل بصنف القردة ، وبمرور الزمن تطور القرد نظراً للبيئة المحيطة به الى إنسان كامل مدرك ، يعي الألفاظ والمعاني . لست بصدد الدفاع عن دارون ، ولكن تقتضي الأمانة العلمية والأخلاقية أن أبين الحقائق المكتشفة من قبل علماء البيولوجيا والأنثروبولوجيا . فأقول ومن الله السداد فأن أصبت فمن الله الصواب وأن أخطأت فمن نفسي القاصرة عن إدراك العلوم والله العالم بما لانعلم . أن دحض قول دارون حسبما رواه وفسره العلماء في نظرية النشوء والتطور يسير جداً . بما استخلص من العلوم الحديثة والمكتشفات الحجرية فلقد ألمت الكتب السماوية الى نشأة الإنسان وتطور حياة الجنين ، وكان أوسعها شمولاً وأدقها روعة هو القرآن الكريم . ويكفي لدحض النظرية بالكامل وبشكل قطعي لايقبل الشك ما جاء في كتاب رب العالمين ( القرآم الكريم ) ، فهو الدستور الوافي والكافي . فنقول : أن أصل الإنسان قرد وتطور بناء على حاجات الزمن لما تقتضيه تطورات وتكيفات البيئة ، أمر مردود على القائل به ، والدليل على ذلك :

أن الإنسان كائن حي من الثدييات الرئيسة يمشي على قدمين ، ينتمي الإنسان العاقل الى جنس البشر وهو العاقل الوحيد الذي يمتلك خلافا لبقية الحيوانات على الأرض دماغا عالي التطور . وأن القرد حيوان ينحدر من سلالة حيوانية مستقلة لها استقلالها الخاص ، بناء على تركيب القرد فهو يختلف عن تركيب الإنسان ، صحيح ان هنالك وجه شبه من ناحية التركيب الهيكلي والمظهر الخارجي ، ولكن من ناحية التركيب العضوي الداخلي ، فظاهر الاختلاف لايقبل النقاش . فهناك اختلاف بين في خريطة القلب والدماغ والاختلاف واضح ، ومن مواصفاته ان دماغ القرد يمتاز بصغر حجمه وبمحدودية تفكيره ، حتى شاع بين العلماء مقولة : أن نوع الشمبازي ، وهو من فصائل القرود التي تمتاز بالذكاء ، مهما كانت ذكية لاتصل الى ذكاء الإنسان . حيث ان أذكى شمبازي لايصل مستوى ذكائه فكر طفل لايتجاوز السنة الرابعة من العمر . فقال العلماء : (( وقد أثبتت التجارب أن أقصى مايمكن للشمبازي البالغ أن يتعلمه لايتعدى مستوى طفل بشري عمره أربع سنوات ، بما يدل على أن القدرة الذهنية عند القردة العليا هي قدرة محدودة جداً وعاجزة عن الانطلاق ، ولكن تلك الإمكانيات العقلية المبتورة تعتبر متقدمة جداً عند باقي الثدييات .... ولو كان تصنيف الحيوانات بناء على القدرات الذهنية فقط لكان الإنسان نسيجاً وحده ... ولكان في رتبة خاصة يتميز بها ولايشاركه فيها أحد )) (7) .

أذن من المستحيل ان يتطور مستوى ذكاء القرد وان يصل الى حدود تفكير الإنسان . كذلك لايمكن ان يتطور تركيب جسم القرد ، وان يصل الى مستوى استقامة جسم الإنسان ، حيث أنه يمتاز بإنحاء الهيكل الفقري . ومن المعروف استقامة الهيكل العظمي للإنسان ، ناهيك عن تركيب الإنسان وشكل الجمجمة . وهنا يقول الدكتور عبد الرحمن الرفاعي : (( ولكن التصنيف السائد حالياً معياره التشابه في الصفات التشريحية والفسيولوجية شاملاً مكونات سوائل الجسم ، ولهذا وضع الإنسان مع القردة العليا في رتبة واحدة ، وهو تصنيف تفضيلي اشتقاقي )) (8) .

نقول ان نظرية دارون صحيحة من حيث المفهوم كيف ؟

أن المراد بنظرية دارون هو الأتي : المقصود من مفهوم التطور ليس المراد منه ، ان القرد تطور نظراً لظروف البيئة فأصبح إنسان بمرور الزمن ، وإنما الإنسان تطور عقلياً بفكره ، فتغيير من تفكير حيواني الى تفكير إنسان سوي ، تبعاً لتغيير الزمان والمكان . وهنا يصدق إطلاق تسمية التطور على النظرية . والأمر الأخر بما ان القرد صنف مستقل له استقلاله التام ، لماذا لم يتطور القرد الموجود بيننا اليوم ؟ . ولماذا لم ينقرض حتى الساعة ؟ فالقردة لاتزال هي القردة ، ولن ترقى في يوم من الأيام ؛ لأن تكون إنساناً ، ولايمكن ان تكون إلا ان يشاء الله سبحانه وتعالى ؛ لأنه القادر الوحيد على تغيير السنن والقوانين . وميز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر المخلوقات بعقل وعلم وفهم منذ اليوم الأول لخلقه .

يضرب لنا القران الكريم أمثال عديدة عن أقوام تم نسخ خلقتهم من خلال قصصه الرائعة ، فالله سبحانه وتعالى قادر على ان ينزل العاصي المتمرد المنحرف عن الحق من مرتبة الإنسانية الى الأجناس التي دونه . ومنها قصة بني إسرائيل المسماة قصة أصحاب السبت ، وهم قوم من اليهود غضب الله تعالى عليهم فمسخهم الى قرود يقول سبحانه وتعالى : } وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ { (9) . ويقول سبحانه وتعالى : }اسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ { (10) .

الجميل في الأية حينما نرى أقوال علماء التفسير يتحدثون عنهم ، فيقول الإمام القرطبي _ رحمه الله _ في كتابه ( جامع الأحكام ) عن قصة أصحاب السبت : ( روى أشهب عن مالك قال : زعم أبن رومان أنهم كانوا يأخذ الرجل منهم خيطاً ويضع فيه وهقه وألقاها في نب الحوت ، وفي الطرف الآخر من الخيط وتد وتركه كذلك الى الأحد ثم تطرق الناس حين رأوا من صنع لايبتلى ، حتى كثر صيد الحوت ومشي به في الأسواق ، وأعلن الفسقة بصيده . فقامت فرقة فنهت وجاهرت النهي واعتزلت . ويقال : إن الناهين قالوا : لا نساكنكم فقسموا القرية بجدار . فأصبح الناهون ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد فقالوا : إن للناس لشأناً ، فعلوا على الجدار فنظروا فإذا هم قردة ، ففتحوا الباب ودخلوا عليهم ، فعرفت القردة أنسابها من الإنس ، ولايعرف الإنس أنسابهم من القردة ، فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي . فيقول ألم ننهكم ، فتقول برأسها نعم _ تهزه _ . قال قتادة : صار الشبان قردة ، والشيوخ خنازير ، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم ) (11) ، يقول سبحانه وتعالى : } قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ { (12) . وهذا مصداق لكلامي السابق . كما وقد أختلف علماء المسلمين في الخلق الممسوخ هل نسل أم لا على قولين :

أ _ قال الزجاج _ رحمه الله _ :
قال قوم يجوز أن تكون هذه القردة منهم . واختار هذا القول القاضي أبو بكر بن العربي ( رحمه الله ) .
ب _ قال جمهور علماء المسلمين _ رحمهم الله أجمعين _ :
الممسوخ لا ينسل ، وان القردة والخنازير وغيرهما كانت قبل المسخ موجودة أصلاً . والذين مسخهم الله سبحانه قد هلكوا ولم يبق لهم نسل ؛ لأنه قد أصابهم السخط الإلهي والعذاب الدنيوي قبل الأخروي ، فلم يكن لهم قرار في الدنيا بعد ثلاثة أيام _ حسب الروايات _ .

قال أبن عباس ( رضي الله عنه ) : ( لم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام ، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل ) . وقال أبن عطية ( رحمه الله ) : ( روي عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وثبت أن الممسوخ لاينسل ولايأكل ولايشرب ولايعيش أكثر من ثلاثة أيام ) . وقول الجمهور هو الصواب لثبوت الدليل على صحة الأقوال والله أعلم .

علماً ان أي كائن تطور أو تكيف لينسجم مع بيئته لايمكنه ان يتكاثر ، وان تكاثر لابد من ان يشذ من خلال أجياله المتعاقبة ، فلم يحدث هذا للقرد ولن يحدث . أن ما عثر عليه علماء الحفريات من بقايا الفئة المنحرفة المنقرضة ليسوا قردة في الأصل ، ولكنهم بشر نزلت درجتهم البشرية ولايمثلون حلقة في تطور الجنس الإنساني الراقي ، ولكنهم خلق منتكس عن إنسانية ومنقرض وغير متناسل . وهنا يقول الدكتور عبدالرحمن الرفاعي : (( إذن فقرد جاوة وقرد الصين والقرد الجنوبي المشبوهة لايعدو _ عند القائل _ أن يكونوا هم البقايا العظمية لهؤلاء الممسوخين _ والله تعالى أعلم بالحقيقة والصواب والحمد لله رب العالمين _ )) (13) .

أراد دارون بقوله ان الإنسان القديم كان يفكر ويعمل بشكل بدائي أشبه بالطفل ، وشبه أفعاله بحيوان واختار القرد لتقريب الصورة ، لوجود شبه متقارب في التركيب المظهري بين الإنسان والقرد ، ولم يقصد النوع . ولحل النزاع من أساسه نقول : نحن كمسلمين نؤمن إيمان مطلق بدليل مابين أيدينا من نصوص صريحة جاءت في القران الكريم ، تحدثت عن كيفية خلق أول إنسان في الكون ، وهو آدم أبو البشرية كلها ( عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام ) ، ولم يقتصر الأمر على ذلك فأتم الروعة العلمية بالكلام عن كيفية خلق أول امرأة في الكون وهي حواء أم البشرية كلها ( سلام الله عليها ) أذن لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان من خلاصة الأرض ؛ ليستطيع العيش في أي بقعة منها ، وإليها يعود بعد الموت ، ومنها يخرج للبعث . وإذا قيل خلق الإنسان من طين أو من تراب أو من صلصال فهو سيدنا آدم أبو البشرية _ عليه السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام _ . أما بقية البشر فجاؤا من التزاوج ، ماعدا سيدتنا حواء أم البشرية زوجة سيدنا آدم _ عليهما السلام _ فقد خلقت من ضلع آدم ، فقد بين الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله : } يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا { (14) . ومن المعلوم ان سيدنا عيسى _ عليه السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام _ ولد من سيدتنا مريم العذراء _ عليها السلام _ من دون أب (15) . فقال سبحانه وتعالى في خلق سيدنا عيسى _ عليه السلام _ : } إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ { (16) .

ان الله سبحانه وتعالى بين في القران الكريم أطوار خلق سيدنا آدم أبو البشرية :
هذه هي الأطوار التي مرت على خلق آدم من جهة القران الكريم . ثم تطور التراب ليصبح طينناً لازباً فأمكن تشكيله بصورة ما ليكون جسماً مادياً .
وعن هذا يقول الله سبحانه وتعالى : } وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ { (17) . ويقول تعالى : } فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا ۚ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ { (18) . ويقول تعالى : } وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ { (19) . ثم يبس الطين اللازب فصار صلصال كالفخار فيقول تعالى : } خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ { (20) . فصوره الله سبحانه وتعالى على الصورة التي أرادها وبعدها نفخها فيها الروح . فيقول تعالى : } وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ {(21) . أما الأطوار التي مرت على خلق ذرية آدم فقال الله تعالى : } وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ { (22) .

خلق الإنسان من خليط ماء الرجل وبويضة الأنثى ، فتدب الحياة فيها بأذن الخالق العظيم . وقد حدد سبحانه وتعالى تلك العملية بمراحل أو كما أسماها الأطوار السبعة التي يتطور فيها الإنسان في بطن أمه يقول سبحانه وتعالى : } وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا { (23) . وأوضحها في قوله تعالى : } وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ { (24) . ثم يأتي بعد ذلك طوران آخران هما ( الموت والبعث ) . يقول تعالى في الموت : } كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ { (25) . }يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ { (26) .

أذن فالعيب ليس في نظرية دارون ، بل العيب فيمن لم يفهمها ، ولم يعي مدلولات معانيها ، ولعدم فهم مغزى هذه النظرية ، نجد ان جل ما أبنى عليه المفسرون كان خاطئاً ، فما بني على خطأ كان مستقره خطاً فنقول : إن الإنسان منذ القدم لم يكن قرداً وتطور بسبب الظروف البيئية ليصبح كما هو اليوم . أذ أن أصل الجنس البشري رجل وامرأة ، لاقرد وقردة تطور أحفادهما تبعاً لتطور البيئة كما يصرح ممن لم يعي ويفهم نظرية التطور ؛ ونستدل على أمرين هما :
الأمر الأول : الاختلاف الحاصل في تسوية قواها المدبرة للجسد من سمع وبصر وفكر وعقل وما الى ذلك
الأمر الثاني : الاختلاف الحاصل في تسوية قوامها وأجسادها ، من حيث تعديل أعضاء كل جسد بما يخصها كما ينهض على ذلك علم التشريح .

ومن هنا ندرك أن الاختلافات التي وجدوها لاتشير في حقيقتها الى ما ظنوه رقياً وتطوراً حصل للإنسان وإنما هو يعود الى أنواع الجنس الحيواني بعمومه (27) . علماً ان أي كائن تطور أو تكيف لينسجم مع بيئته لايمكنه ان يتكاثر ، وان تكاثر لابد من ان يشذ من خلال أجياله المتعاقبة ، فلم يحدث هذا ولن يحدث . أن ما عثر عليه علماء الحفريات من بقايا الفئة المنحرفة المنقرضة ليسوا قردة في الأصل ولكنهم بشر نزلت درجتهم البشرية ، ولايمثلون حلقة في تطور الجنس الإنساني الراقي ، ولكنهم خلق منتكس عن إنسانية ومنقرض وغير متناسل (28) . الإنسان البدائي واجه أخطار البيئة بوسائل وحشية تتمثل في قوة أسنانه ويديه وعضلاته ، ولم يكن العقل يعمل إلا قليلاً . الإنسان تطور فكره بلا شك ، فالإنسان الذي عاش العصر الحجري ليس ذات الإنسان الذي عاش عصر الثقافة الفكرية وعصر الثورة التكنولوجية من حيث التفكير والتصرفات . الإنسان يتطور بتطور البيئة ثقافياً وعلمياً وأدبياً . كان الإنسان القديم يقتات على ما كان يصطاده من الحيوانات في بيئته آنذاك . اليوم الإنسان يأكل مايطبخ على النار التي كان لايعرفها في زمنه ، كان الإنسان قديماً يسكن الكهوف والمغارات خوفاً على نفسه من ان تنهشه السباع ؛ إذ ليس عنده من وسائل العلاج والأدوية ما يمكنه من تخفيف آلامه ، أو لتقيه تلك الأماكن برودة الشتاء القارص أو حر الصيف اللاهب ، واليوم الإنسان يسكن البيوت والقصور الفخمة (29) . الحفريات تزودنا بمعلومات عن تطور الإنسان ، فالإنسان في العصر الحجري يختلف عن الإنسان مابعد اكتشاف النار ، فلما أكتشف الإنسان النار وطهى الطعام وسعد بذلك ، كان هناك تغيير في أسنانه فضعفت عما كانت ، وفي قبضته الحديدية التي كان يقتل بها الحيوان ، وأصبح يستخدم عقله أكثر . والآخر يختلف عن الإنسان في عصر البخار وعن الإنسان في عصر الكهرباء ، وعن الإنسان في عصر الفضاء . وكل مرحلة انتقل إليها الإنسان أحدثت تغييرات في جسمه وشكله وتفكيره والوسائل التي كان يستخدمها (30) .

أذن التطور الذي قصده دارون ليس التطور المظهري في الشكل الهيكلي الخارجي ، وإنما التطور العقلي في السلوك والتصرفات من أسلوب حيواني الى أسلوب إنساني متحضر في المأكل والمشرب والملبس والتعامل مع بني جنسه وغيرهم من الكائنات _ الحيوانية والنباتية _ .

ملاحظات عامة تهم نظرية النشوء والارتقاء :

1_ الإنسان مناط التكريم والتكليف والمسؤولية .
2_ الإنسان محور الكون والكائنات كلها في خدمته .
3_ رتبة الإنسان لايشاركه فيها أحد من المخلوقات الأخرى .
4_ الشمبازي : هو رئيس جنسه ، ولكن الأدنى من الإنسان .
5_ أن أصحاب نظرية التطور بمفهومها الخاطئ يجهلون حقائق الأديان .
6_ إن قوة الحفظ والخيال والتذكر والوهم في الإنسان أقوى منها في الحيوان .
7_ القدرات العقلية للشمبازي مقتصرة ومحدودة عنها عن الإنسان ، مهما رقت وتطورت .
8_ الإنسان لديه يدان والشمبازي لديه يدان ، ولكنهما غير متساوتين في المهمات ، فاليدان في الإنسان وسيلة المخ الذي لايمكن ان يتساوى مع مخ الشمبازي وغيره في قدرة الإبداع والعمل والتفكير وصنع مالا يستطيع هذا الحيوان صنعه أو التفكير فيه . كذلك الأمر في بقية أعضائه وأجزاء بدنه .

أهم كتب داروين

1_ كتاب ( أصل الأنواع بطرق الاختيار الطبيعي )
( The Origins of Species by Means of Natural Selection ) وقد نشر في عام ( 1859 ) .
2_ كتاب ( أصل الإنسان ) ( The Descent of Wan ) وقد نشر في عام ( 1871 ) .

ان كتاب ( أصل الأنواع بطرق الاختيار الطبيعي ) المنشور في 1859 المؤلف من قبل دارون لم يذكر فيه شيئاً عن الإنسان . وجاء كتاب دارون ( أصل الأنواع ) لطرح تفسيراً مادياً بايولوجيا لأصل الفصائل الحيوانية جميعاً . حتى أنه اضعف سلطة زعامة الكنيسة في كافة إنحاء قارة أوربا خصوصاً في مجال تفسير العلوم الحيوية حينما نشر (31) . ولكن تعمق في البحث عن تطور الإنسان في كتابه ( أصل الإنسان ) وقد نشر هذا الكتاب في عام ( 1871 ) . وتكلم فيه عن أصل الإنسان وبأنه قد انحدر من أحد الرئيسيات في زمن سابق .

في واقع الحال ان نظرية دارون لم يصرح فيها ان أصل الإنسان قرد ، ولم يقل ان الإنسان تطور من مخلوق يشبه أي قرد من القرود المعاصرة ، بل أقترح وجود سلف مشترك في الماضي البعيد لكافة الرئيسيات ومنها الإنسان العاقل . ولايعني هذا القول ان احداً من القردة الرئيسية الأربعة وعديدة من القردة الأخرى التي تعيش في الوقت الحاضر كان أساساً سلفياً للإنسان .

علماً ان دارون لم يعرف شيئاً عن علمين هما : ( علم الوراثة ، وعلم المتحجرات ) علم الوراثة ولا عن علم المتحجرات ، ولم يسترشد بتجارب مندل ، ولم يستخدم دليلاً من علم المتحجرات البشرية مع العلم ان فيهما أدلة كافية لدعم نظرية التطور ، ومع ذلك فأن دراساته والدراسات الحديثة التي أجريت بعده قد أيدت التطور واستمراره (32) .

بقلم : الحسن علي عبد الرحمن الرفاعي
2013/7/7
7 / رمضان / 1434
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شارلز ويطلق عليه البعض ( جارلس ) واسم والده ( دارون ) أو ( داروين ) ( Charles Darwin ) :_ وهو رجل انكليزي من أنكلترا لايجيد المناظرة والجدل ، وكان خجولاً ومريضاً ومتديناً بالديانة المسيحية . كان يشغل منصب اجتماعي ، وما ساعده في ذلك ثراءه . المعروف عن دارون انه لم يكن رجل اختصاص جامعي ، بل ان ذهنه كان متفتحاً ومستعداً لبحث كل شيء يعرض أمامه ، وقادراً على الغوص في تعقيدات واقع العالم الكبير المحيط به .
أهتم بتطور الإحياء . وأهتم بآثار من سبقه بهذا العلم خصوصاً العالم الفرنسي ( جين لامارك ) . نشر دارون نظرية التطور عام 1859 بعد تردد دام أكثر من ( 20 ) عام . ويعود الفضل في نشر نظريته لأصدقائه الذين شجعوه على نشر أراءه تلك . علماً ان نظريته تلك لاقت مالاقت من الاعتراض والسخرية والاستهزاء من عدد غير قليل من العلماء والباحثين في ذلك المجال ( مصدره : علم الإنسان الطبيعي ، تأليف : د. تقي الدباغ ، و د. قيس نعمة النوري ، ص: 40 _ 41 ) . أما عرض دارون للانتخاب الطبيعي كقوة مركزية في التطور كان من أهم الأركان النظرية التي أوجدها في مجال الفكر الانثروبولوجي . وقد تأثر ببحوث العالم مالثوس ( Malthus ) عن السكان ، فالزيادة في سكان المجتمعات هي زيادة تخضع الى مبدأ المتوالية الهندسية ( Geometrical Ratlo ) : المدخل الى علم الإنسان : ص: 62
(2) ينظر: الأسس النفسية للنمو ، ص: 9 _ 10
(3) مدارس الانثروبولوجيا ، تأليف : د. قيس النوري ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، جامعة بغداد 1411هـ _ 1991م ، مطابع دار الحكمة للطباعة والنشر ، ص 78
(4) المدخل الى علم الإنسان ، د. سعدي فيضي ، ص: 48
(5) المدخل الى علم الإنسان ، د. سعدي فيضي ، ص: 49
(6) ينظر: علم الإنسان الطبيعي ، ص: 43
(7) آدم والاستنساخ ، ص: 289 _ 290
(8) آدم والاستنساخ ، ص: 290
(9) سورة البقرة : الآية 65
(10) سورة الأعراف : الآية 163
(11) آدم والاستنساخ ، ص: 287 ، عن جامع الأحكام للقرطبي ، ص: 1/440
(12) سورة المائدة : الآية 60
(13) آدم والاستنساخ ( هل هو ضد المشيئة الإلهية ؟ ) ، تأليف : عبد المعز خطاب ، الناشر : الدار الذهبية _ القاهرة ، دون ذكر سنة الطبع ، ص: 287 _ 288
(14) سورة النساء : الآية 1
(15) الاستنساخ البشري ، ص: 7
(16) سورة ال عمران : الآية 59
(17) سورة المؤمنون : الآية 12
(18) سورة الصافات : الآية 11
(19) سورة الحجر: الآية 26
(20) سورة الرحمن : الآية 14
(21) سورة الحجر : الآيتين 28 ، 29
(22) سورة المؤمنون : الآيات 12 ، 13 ، 14
(23) سورة نوح : الآية 14
(24) سورة المؤمنون : الآية 12 _ 14
(25) سورة العنكبوت : الاية 57
(26) سورة الحج : الآية 5
(27) ينظر: أدم والاستنساخ ، ص: 285
(28) ينظر: المصدر السابق : آدم والاستنساخ ، ص: 287
(29) ينظر: الاستنساخ البشري ، ص: 11
(30) ينظر: المصدر السابق : الاستنساخ البشري ، ص: 12
(31) ينظر: مدارس الانثروبولوجيا ، ص: 96
(32) ينظر: علم الإنسان الطبيعي ، ص: 51 _ 52

Share |