كان الازدحام شديدا فوق جسر السريع وكنت احد ضحاياه ومن حسن الحظ اني كنت فوق سنام الجسر ومكنني ذلك من التطلع بحرية تامة لمدينة الناصرية الممتدة حتى الافق المغبر شمالا . وكانت متعتي اني تنفست الصعداء من هول المنظر وتدافعت الافكار السود من مخيلتي المتعبة .
وتساءلت عن حجم المبالغ الطائلة التي انفقت على مشاريع كثيرة بدون تخطيط او كفاءة . بل لم يقع بصري على معلم يستحق الاشادة والفخر.
وانا اقلب طرفي هنا وهناك لم اخرج بنتيجة الا واحدة . اننا هالكون مادمنا نصنع للفساد مجدا ونركض وراء حاجاتنا الانانية . وان مانشيد من قصور بمال الفساد والسحت والحرام الا وقود جهنم . وامتلا قلبي قنوطا من رحمة الله كلما رايت الفاسدين المتسيدين على الخلق والمتوارين خلف الدين او العشيرة بينما عامة الشعب عراة وجائعين او متعففين يطلبون حقوقهم من الدولة .
واشد مايؤلمني ان اسمع عن سقوط زعماء او رؤساء او وجهاء في مكان ما لزلة ابدوها هي عندنا تمر مرور السحاب . بينما يجد لصوصنا من وزراء ووجهاء ورجال دين وارهابيين غطاء ا شرعيا وقانونيا بل حتى فتاوى تحلل ماحرم الله والقانون بل تزيدهم عتوا وشراسة على النهب والطغيان وكأن الارض بما حازت لم تكن الا ضيعة يتمتع بها شواذ الخلق .