إليه!....في ذكرى ثورته العظيمة الخالدة!/الدكتور خلف كامل الشطري

Fri, 12 Jul 2013 الساعة : 0:18

بعد ثلاثة أيام ستمر ذكرى عزيزة على قلوب جميع العراقيين الشرفاء ومحبي الخير وتقدم الشعوب في كل أنحاء العالم.إنها ذكرى ثورة 14 تموز عام 58 من القرن الماضي والتي فجرها أشرف وأنبل قائد عرفه تأريخ العراق الحديث،الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم،ورفاقه البررة(من شاركه نفس التطلعات والمفاهيم لتقدم العراق ورفاهية أهله!).كان ذلك اليوم قائظا جدا وكان عمري وقتها 11 سنة.في الصباح كانت الشوارع الرئيسية في مدينة الشطرة(وخاصة مايسمى اليوم بشارع النهر في القسم الشرقي من المدينة !)مكتظة بالمتظاهرين.كانت الهتافات تسمع على بعد مئات الأمتار من حناجر المناضلين الذين إنتظروا ذلك اليوم بفارغ الصبر.أحد هذه الهتافات والتي لن أنساها أبدا هو("هذا اليوم الجنه إريده،فيصل وخاله منريده!).كان يتقدم المتظاهرات شاعر رشيق ،أطلق سراحه لتوه من سجن نقرة السلمان الرهيب.إنه الشاعر المناضل المرحوم خالد الشطري!.أتذكر ماقاله هذا ا(الثوري!)الذي أفنى عمره من أجل تقدم شعبه !،قال(وكأنه يعلم مسبقا أن النفوس الضعيفة والطائفية التي "إشتركت"؟في إشعال الثورة ستكشف لاحقا عن أنيابها السامة لأجهاض ماكانت تريده الثورة ومفجرها الشهيد الخالد!):"لاتقتل الأفعى وتترك رأسها...إن كنت شهما فإلحق رأسها الذنبا!".ومرت الأيام! وقام الشهيد الحي في الفترة القصيرة الذي قاد بها البلد بأعمال عظيمة على المستوى الداخلي والخارجي لخير العراق وشعبه لم ولن يصدق المرء إنجازها في هذه الفترة القصيرة بعد الثورة المباركة وبالرغم من الخلافات الفكرية والمؤامرات والأضطرابات والتدخل الخارجي من العربان الأنجاس والأجانب.لقد حاول إبن العراق الفذ أن يحل جميع المشاكل بالطرق السلمية مع خصومه السياسيين والغير سياسيين.كان يعتقد(وأعتقد أنه الخطا الوحيد الذي إرتكبه؟)أن جميع الناس تقريبا يحملون قلبه الطيب المتسامح الذي يكره الشر وإراقة الدماء والذي يفكر دائما في الخير أولا عند الأنسان‘ناسيا(وللأسف!)أن من جبل على عمل الشر و(الدونية!)لاتنفع معه الكلمات الطيبة وطيبة القلب والتسامح.المجرم الطائفي عبد السلام محمد عارف كان أحد هؤلاء الأنذال والذي إشترك أيضا في إزاحة الملكية ليس لغرض خير الشعب العراقي بكل طوائفه بل كان هدفه سيطرة طائفة صغيرة على الأكثرية وتبين فيما بعد أن "إخلاصه"؟ للعربان فقط وليس لشعب العراق البطل.أراد هذا المجرم إغتيال الشهيد الخالد!،وبدلا أن ينال جزاءه العادل عفا عنه مفجر الثورة وقام أيضا بإكرامه.إستغل أعداء الشعب العراقي وتقدمه من بعثيين فاشيين و"نكرات"من العراقيين الذين ضربت الثورة مصالحهم الغير مشروعة وعربان أنجاس يكرهون العراق وشعبه(كما هو الحال اليوم!)ودول أجنبية وجهت حكومة الثورة العظيمة ومفجرها ضربة مميتة لمصالحها(وخاصة النفطية منها!)وقاموا بإنقلابهم الدموي الفاشي عام63 وأستشهد من أذهل العالم بنزاهته مع رفاقه البررة مثل الشهيد فاضل عباس المهداوي والشهيد وصفي طاهر وكثير غيرهم!.عندما جاء البعث الفاشي إلى السلطة بعد مأساة 63 فتشوا عن أرصدة؟؟؟ الزعيم الخالد في البنوك!ولكنهم!ولكنهم أصيبوا بالذهول عنما وجدوا دينارا واحدا في البنك هو كل ماكان ذلك الشريف الطاهر قد تركه بعد إستشهاده!.الآن أود أن أقول و "الشيء بالشيء يذكر"،أين نحن من سلوك وأخلاق وإخلاص ونزاهة وطيبة قلب الخالد العظيم الشهيد عبد الكريم قاسم وما يقوم به من يدعي الديمقراطية ومن يتظاهر بالعمل لخير العراق وسعادة شعبه من اللصوص والمرتزقة والعملاء و(الدونيين!)والذين يسمون أنفسهم بالبرلمانيين الذين إنتخبتهم الجماهير لتحقيق مصالحها والذين جاءوا بعد سقوط الطاغية وعصابته الفاشية؟.أجل!العراق اليوم بحاجة إلى ثورة بيضاء كثورة 14 تموز الخالدة.مهزلة وصول النواب عن طريق" انتخابات ديموقراطية؟؟؟" إلى البرلمان(والتي يتشدق بها من يجلس هناك!) قد "أصبحت من الماضي".لقد أثبت الشعب المصري البطل (بثورته؟)قبل عدة أيام أن إرادة الشعب هي الأساس وإن من وصل عن" طريق ديموقراطي؟"إلى سدة الحكم ليس عنده" صك الغفران!" للأستمرار بإستهتاره وظلمه وتخلفه ونهبه للمال العام حتى إنتخابات جديدة بعد أربعة أو خمسة أعوام يستطيع فيها في هذه الفترة من تغيير كل شيء لصالحه!.إن ماقام به الشعب المصري العظيم الآن هو والله قمة الديموقراطية الحقيقية!.هل أن الشعب العراقي كالشعب المصري من هذه الناحية؟أشك في هذا!.الزحف الجماهيري السلمي لأحتلال المنطقة الخضراء وإعتقال جمع اللصوص،أعداء الشعب العراقي اللدودين والقيام بإنتخابات( صحيحة؟) بعيدة جدا جدا عن التخندق الطائفي والعنصري هو الحل.في الختام!تحية عطرة إلى ثورة 14 تموز الخالدة في ذكراها الخامسة والخمسين وإلى الشهيد الحي الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم.وإلى روحه الطاهرة هذا البيت:
ذكراك تبقى إلى المالانهاياة.......وذكرى غيرك تبقى لساعات

Share |