كما تزعمون/المهندس زيد شحاثة
Thu, 11 Jul 2013 الساعة : 11:50

كان عائدا من حفلة عرس ,بسيارته يقودها ليلا, وهو يمشي الهوينا مبتسما ..سارحا بخياله ,وأحيانا يتجاذب أطراف الحديث, مع أمه التي تجلس جواره,وزوجته, التي يكلمها من خلال مرآة سيارته, وهو يسمع طفليه, يلعبان ويلاعب احدهما الأخر ,ويناكفه.
كان عرسا جميلا ,واستمتع هو وعائلته الصغيرة, وفرحوا حقا وكثير,بالعروسين فهما صغيرا السن,ومن أقاربه,والتقى بالكثير من معارفه, وأهله هناك,فعمله يمنعه من اللقاء بهم, لانشغاله المستمر,وكانت فرصة له ,ليستريح من هموم عمله ,ومسؤولياته,ويعيش حياته العادية,ولو لفترة قصيرة.
كان يقود سيارته,وهو يتخيل نفسه, يستقبل الناس,في عرس أطفاله,وهو في قرارة نفسه, يتخيل انه سيزوجهما في يوم واحد,ولتكون الفرحة بفرحتين,ولأنه يعرف أن الزواج والاحتفال به, متعب ويحتاج إلى جهد ,فقد قرر أن يكون زواجهما في يوم واحد,واختصارا للمال,وتخيل فرحته بهما,هل يمكن أن توصف!
وتخيل زوجته تستقبل نساء أقاربه ,في داخل المنزل,فيما هو يستقبل أقاربه وأبناء عمومته,ومحبيه ,وأصدقاء أولاده,الذين يتغامزون مع العريسين,عن الليلة الكبيرة,وما يجب أن ينجز,وهل هما أهل لذلك,وتنطلق القهقهات هنا وهناك بصوت عالي.
فكر أنه كضابط شرطة, هل يكفي راتبه,لو قام بالضغط على نفسه وعائلته, وتجميع مايمكن من مبالغ, استعداد لهذا اليوم,وهل يجب أن يقوم ببناء غرف لهم في منزله ,في الطابق الثاني, منذ الآن, أم يكتفي بجمع المال!!
وهل يقوم بالاستدانة,أن احتاج!! وممن سيستدين!!
بقي يفكر, ويفكر..وهو يسمع أطراف الحديث ,بين أمه وزوجته,من دون تركيز,فهو مشغول بأفكاره وحساباته!!
فجأة سمع صوتا حادا,مزمجرا,قبيحا ,تلاه أخر,وأخر,,,وخفتت الأصوات بأذنيه...
أحس بشيء ساخن تلاه أخر..اخترق جسده..ولم يعد يحس بشيء..
وطنين قوي بدء يصم أذنيه..ولكنه لم يمنعه من أن يسمع صوت أمه...آخ...وتلاه صوت اضعف لزوجته...آخ...
ولم يعد يسمع أو يحس شيئا....
الخبر يقول..مقتل ضابط شرطة وأمه وزوجته وطفليه...
هل من حقي أنا...أن اسأل,من أي دين انتم!!
ربما تبررون أن الرجل ضابط شرطة,وانتم معارضون للدولة ورجالها,فما ذنب النساء!ومتى كان العرب يقتلون النساء!
وأين الرجولة والبطولة في قتل أطفال!!
ويحكم أطفال ونساء!! أي خسة وانحدار!!
حينما اقتربت ساعة الشهادة,خاطب الحسين عليه السلام..قاتليه قائلا..
ويلكم يا ....., إن لم يكن لكم دين, وكنتم لا تخافون يوم المعاد, فكونوا أحراراً في دنياكم .. وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون!!
ولا أظنكم عربا....
لا...ولستم بشرا حتى.