مراجعة الذات/أبراهيم الزاهي
Wed, 10 Jul 2013 الساعة : 17:47

لا يختلف شهر رمضان الفضيل عن غيره من أشهر السنة الهجرية ألا بمقدار الثواب الجزيل والقدسية العظيمة التي تمثلت بأنزال القران الكريم في ليلة القدر المباركة ، ومدى التفاعل الحاصل ما بين ذات ألأنسان وطبيعته ، يمضي كل عام رمضان نودعه بالبهجة والسرور ، نتأمل العطاء الرباني في الحط من الذنوب وقبول ألأعمال ، قد يتبادر الى النزر اليسير منا حقيقة راسخة تمثل فيما تمثل فكرة الوجود والمبتغى في أصلاح الذات البشرية عبر قنوات المراجعة . أننا في ألأعم ألأغلب ننظر الى المراجعة كبدهية ، دونما تفكر وتدبر بماهية العود الى النقاء البشري عبر أزالة الأدران العالقة والتي تلتصق بألأنسان بفعل عوامل كثيرة من أهمها طبيعته،وميله ، وحبه للحياة، وتمسكه بألرأي لا سيما نسياننا الموت . أن هذا الحديث يفتح ويغوص بين ألألأف من ألأسئلة التي تحتاج الى أجابات ، فالتعاليم السماوية أتت لتنظم علاقة ألأنسان بربه وعلاقته مع ألأخرين غير متناسية لعلاقته مع ذاته ، فذات ألانسان هي المنطلق الحقيقي لجوهره ومدى صدقه ومدى أخلاصه . أن المستويات البشرية متفاوتة في تحمل المسؤولية رغم أتحاد الفكرة فعامل البلدية عليه مسؤولية النظافة ومراجعته لذاته تتمحور في مدى تحمله لها ورب المنزل كذلك أما الذي بيده زمام مسؤولية البلاد والعباد فعليه حمل عظيم يتطلب منه مراجعة الذات وألأعتبار بعدها . هو ليس كغيره ممن يتصدى لخدمة الناس ولو ظاهرا عليه أن يراجع أعماله التي قام بها بين رمضان الفائت ورمضاننا اليوم ،صحيح أن المغريات كثيرة وأن التنظير في مثل هذه ألأمور فيه شيء من المبالغة ألأ أن الحقيقة لا يمكن أن تحجب فنفس ألأنسان فيها من العجب الكثير ولا أريد الخوض فيها بل أكتفي ببيت للجواهري : النفس كالفرس الجموح وعقلها مثل اللجام
ألعقل يميز الصالح من الطالح ، الغث من السمين لصاحبه نفسه، كما يقف غربالا للأخرين دون أهواء أو ميول يعري المفسد والمتكاسل والخائن ، يفضح الساكت عن الحق ، تذكر كتب التاريخ بل تعج بسير الماضين وكيف كان التعامل مع الرعية وكيف كان علي ألأنسان ينظر الى أقتطاع ألأراضي والبساتين من جملة المال المنهوب ، وكيف أرخ فترة ظلم الرعية في حكم عثمان ـــ بعد أن تحكم ألأمويون بمقدرات ألأمة ـــ قائلا: كانوا يخضمون مال الله خضمة ألأبل نبتة الربيع. أيها ألأشتراكي ألأول في التاريخ أنظر الى المتشدقين بالسير على نهجك كذبا وزورا , اقول لك يا سيدي هم يخضمون ويدعون ، يوعدون ويخلفون ، فلو بعثت يا سيدي من جديد ستكون عرضة لطعناتهم وهم فعلا طعنوك .