الفهود مرسى بلا مرسى/جواد كاظم اسماعيل

Fri, 5 Jul 2013 الساعة : 23:57

كانت مدينة الفهود في سالف ايامها تمثل محط اعجاب السواح والقاصدين اليها للعمل او للزيارة وذلك لما تتمتع به هذه المدينة الجنوبية من جمال الطبيعة بوجود الاهوار المحيطة بها من كل جوانبها , فهي تمثل الركن الاول لتشكيل هور الحمّار , ومن هنا تأتي اهميتها.. حيث وفر هذا الموقع جذب السواح اليها ومن كل اصقاع الكرة الارضية لاسيما في العقد السبعيني من القرن الماضي,, حيث كانت تتمتع بالطبيعة الخضراء ووفرة الطيور وتنوعها أضافة الى تنوع الصيد فيها لوفرة المياه التي ازادتها جمالا يجلل محياها السومري ,حتى اني اتذكر السواح الاجانب كانوا لاينقطعون يوما عنها وهم يحملون كاميراتهم لألتقاط الصور وقضاء اوقات ممتعة في افياء بساتين نخيلها وفي ...مسارب ..انهارها.. هي ذاتها التى جذبت المطرب رضا الخياط ليصور اغنيته المشهور( والله ياطير الحمام) في اهوارها وكانت الاغنية من اروع ما غناه المطرب رضا الخياط بعد ان كانت اجواء مدينة الفهود الساحرة قد اضافت لها مسحة جمالية على اخراجها ...ومهما تحدثت عن تلكم الايام فأني اكون قاصرا في نقل مشهد جمالي واحد من جماليات ازمنتها الزاهية لذلك كانت تلك الايام تمثل المرسى الجمالي الطبيعي الذي ترجم حب عشاق الجمال بأن يقصدوها بكل حب ... هذه المدينة السومرية السمراء قد تعرضت الى اشكال الظلم والتهميش والعذاب من قبل سلطة بن العوجة لكنها مع شدة القسوة التي رافقتها طيلة هذا الزمن الاسود من تاريخ العراق ظلت عصية على الاستسلام وظلت صامدة بحبها وهي تواجة ألة اعتى نظام قمعي اراد طمسها وأبادة اهلها وتاريخها الا ان اشاء الله وزال ذلك الكابوس المرعب عنها... وظلت هذه المدينة الصابرة تنتظر اليد الكريمة التي تنتشلها من عذاباتها المزمنة لكن مع الاسف لم يتحقق من حلمها المشروع شيء سوى مشاريع ترقيعية هنا وهناك وان اغلب هذه المشاريع قد غابت عنها الرؤية الدقيقة لما تحتاجه المدينة من مشاريع مهمة وغاب عنها التخطيط السليم ومن اهم ما تم انشاؤه في هذه المدينة وضمن ميزانية انعاش الاهوار هو المرسى الواقع بالقرب من مدخلها الرئيس , هذا المرسى الذي صرفت له الدولة مليارات الدنانير وكانت المدينة تحلم بأن يكون هذا المرسى بمستوى حلمها الا انه لم يكن كذلك ... والحقيقة كانت لي زيارات متعددة برفقة زملاء من الصحفيين واخرى برفقة اصدقاء من المدينة حيث سجلت اكثر من ملاحظة سلبية على عمل الشركة المنفذة لهذا المشروع او على اداء المقاول المنفذ له اذكر منها :

1_ ان اغلب الممرات في هذا المرسى هي ممرات متخسفة وان اجزاء واسعة من ( الاشتايكر الارضي) قد وجدت له حفرة كبيرة هنا وهناك.
2_ رغم ان المرسى لم يستثمر بعد الا انه تم استلامه من قبل السلطة المحلية حسب ما سمعت من مقربين ..فكيف يتم الاستلام وواقع المرسى بهذا الحال .. لاادري؟
3_ كهربائيات المرسى عبارة عن اسلاك متهرئة وقسم منها متقطع الاوصال وقد تم معالجة القطوعات في الاسلاك بطريقة( الترهيم) اما السخان فهو قد ضرب عليه الصدأ وصار اشد من لون السواد قبحا.
4_ وضع المرسى بجوار الشارع العام دون أخذ النظر بضرورة انشاء الممر الثاني على هذا الشارع وهناك معلومات تشير ان المرسى سيتم ازالته لو حصلت موافقة الجهات المعنية بأنشاء الممر الثاتي للطريق الرابط بين الجبايش والفهود.
5_ المرسى تحيط به جواميس وبيوت من قصب وهذا المنظر حتما انه يشوه منظر المرسة كما انه يشوه منظر مدخل المدينة دون ان تكون هناك مباردات الى ازالة هذا التجاوز وتحويل المنطقة المحيطة به الى منطقة خضراء جاذبة .
6_ المرسى قد اكتملت اعماله لكنه بهذه الطريقة التي ذكرنها بالاضافة الى عدم توفر الماء الذي وجد المرسى لأجل ذلك.

من هنا نقول ان مدينة الفهود الواقعة بحدود65 كم جنوب شرق الناصرية هي مرسى بلا مرسى.

Share |