الحنين الى الوطن/ يوسف حمود
Thu, 4 Jul 2013 الساعة : 10:12

ذهبت مع رفيق درب لي في زيارة لأحد الارحام لعيادة امرأة كبيرة بعد اجراء عملية لعينيها حيث تم سحب الماء الاسود كما وصف الاطباء هذه العملية وبعد تقديم الاعتذار مني لها لتأخري عن عيادتها. بدأت العجوز بسرد ماجرى عليها من لحظة خروجها من بيت ولدها ابو حيدر حتى دخولها صالة العمليات مرورا بالمواقف الطريفة التي قام بها ولدها لتسلية الوالدة الحنونة وأبعاد شبح الخوف عنها ليستقر وضعها النفسي ويتمكن الطبيب من اجراء العملية وبعد ان اصبح لدي تصور كامل عن كل ماجرى عليها ولانشراحها بزيارتي كوني ذكرتها بذكريات جميلة تذكرت من خلالها ايام شبابها وبدأت تسترسل بالكلام ولكن هذه المرة ليس عن المرض او العملية والالم انما عن الحنين الى الوطن والى الايام الخوالي ايام قرية (حسين علوان )وكيف كان واقع قريتها التي كانت تسكنها وكيف كان الجو العام مفعما بالمودة والجوار الطيب وتنفست الصعداء وبعد تنهد سمعت منه الشيء القليل قالت لولدها الكبير الذي كان دمث الاخلاق أتمنى ان اذهب الى القرية وارى بيوتها حمدا لله لإرجاع بصري لأتمكن من رؤية بيتنا القديم واستذكار بيتنا القديم وأيامي الجميلة وبينما العجوز تتحدث مرت بذهني خاطرة سريعة وهي ان ماتشعربه هذه العجوز هو شعور فطري يشترك به الانسان والحيوان على حد سواء فمن خلال متابعتي لقناة ناشونال جوغرافيك ابوظبي ذكرت القناة ان السلاحف عند ولادتها على ساحل الشاطيء ترجع الى مكان ولادتها بعد مايقارب عشرون سنة وان الشيء نفسه يحصل للأسماك وبعد هذا كله استذكرت وبتعجب لانرى نفس الهواجس والاحاسيس تنطبق على البعض ممن تطورت امورهم وتبدلت احوالهم وتنا سوا القرى التي ولدوا فيها فأيقنت ان هذا الحنين لايشمل الاموات وانما يشمل الاحياء فقط ومنهم هذه العجوزصاحبة القلب الطيب الممتلأ حنانا ورقة وبساطة.