سنودن يكشف حقوق الأنسان الأمريكية /طاهر مسلم البكاء

Thu, 4 Jul 2013 الساعة : 10:07

أحدث ما أنتجته حقوق الأنسان الأمريكية اليوم هو ما كشفه العميل الأمريكي الجديد الذي هو، كمنشق أمريكي يتحدث الى العالم ، ليس أول السلسة ولا آخرها ،لقد أظهر سنودن للعالم بجلاء ومن داخل البيت الأمريكي زيف الأدعاء الأمريكي بالدفاع عن حقوق الأنسان وهذه المرة مع من ؟ مع حلفاء أمريكا ،أنها تتجسس عليهم بخلاف ما كانت تدعيه من وحدة الصف الغربية لقد أعلن الأوربيون ،تقودهم امريكا ، بعد الحرب العالمية الثاني أن لاتصارع ولاأقتتال بين بعضهم البعض وأن عليهم الأستفادة من خيرات الأخرين مستغلين ضغائن وغباء الأخرين ،ولابأس ان يبقى هؤلاء الأخرين بغباءهم وبمشاكلهم الى ما لانهاية مادام الطرف الأخريستفيد من ذلك ، فهذه كوندليزا رايس تقول في صحيفة اللوموند الفرنسية :

( احدى خاصيات العولمة تتمثل في حقيقة أنه لاتوجد امة ،ولو كانت دولة عظمى قادرة بمفردها على تحقيق الأهداف الكبيرة ، .. لتحقيق نجاحات كبيرة في العالم يلزمنا شركاء كبار شركاء أقوياء ،نعلم أن الولايات المتحدة وأوربا عندما توحدان قوتيهما وذكائيهما ،تكونان أفضل الشركاء ،التاريخ يشهد على ذلك )، وقد أثبتوا حسن تطبيق وتنفيذ نادر لهذه الشراكة من أجل نهب ثرواتنا وتدمير بلداننا خدمة لمصالحهم ، ولكن ما الذي جرى الأن هل أصبحت أمريكا تشعر أنها ليست بحاجة للآخرين ،حتى شركائها وان عليها معاملتهم كما تعامل الآخرين .
لو عدنا قليلا ً الى الوراء نستعرض حقوق الأنسان الأمريكية سنجد أن مساندة امريكا للمام الصهاينة الذين جمعوا من أصقاع الأرض ومدهم بكل أسباب القوة لطرد سكان فلسطين الأصليين وبناء المستوطنات السرطانية مكانهم لسكن الصهاينة هو دفاع أمريكي عن حقوق الأنسان .
والمساعدة في جلب الآف المرتزقة من مختلف الدول وتسليحهم ودعمهم سياسيا ً ضد الدولة الشرعية في سوريا مما أدى الى قتل الآف الأرواح البريئة وتهجير الملايين من السوريين وتدمير بلادهم ، كل هذا ضمن الدفاع الأمريكي عن حقوق الأنسان .
وعند خوض حربين مدمرتين في العراق قتل فيها الآلاف من المدنيين والعسكريين العراقيين والأمريكان ودمر العراق بالكامل وزرع الأرهاب في ثناياه ،فكل ذلك لأجل حقوق الأنسان الأمريكية .
وعندما وعندما ،قد نعجز أن نعد منجزات الأمبراطورية الحالية في عالمنا في مجال حقوق الأنسان ولكن كنا نتكلم دون أن يصدقنا أحد،لابل دون أن يستمع الينا أحد ،ولكن اليوم حلفاء أمريكا هم الذين يحتجون ويطالبون بالأيضاحات على التجاوزات الأمريكية على حقوق الأنسان ، وكأننا نستذكر قول روني برومان رئيس جمعية أطباء بلا حدود الفرنسية :
(يكفي أن نوسع قليلا ً دائرة رؤيتنا للعالم لكي نفهم الى أي درجة يبدو الخطاب الغربي فيما يخص قداسة الحياة وحقوق الأنسان نفاقا ً خالصا ً )
وهذا يعني أن كل ما يمس مصالحهم يمكن تفسيره عمل بالضد من حقوق الأنسان ولكن ما يمس الأخرين لايعدو عن كونه تسليه على حد قول أحد الطيارين الأمريكان الذي يقول كنا نتسلى بقتل العراقيين إبان المعارك التي تلت أحتلال صدام للكويت ! وهو يوضح بجلاء ما وفرته له التكنلوجيا الحديثة التي يملكها من تسلية دموية وبالمقابل عظم الجريمة التي أقترفها نظام صدام بتقديمه العراقيين لقمة سائغة بدون توفير غطاء جوي كفوء .

Share |