سلطان مدينة مشهد/قاسم خلف جبر
Wed, 3 Jul 2013 الساعة : 0:29

يتجلى مفهوم السلطان في هذا المكان من العالم بالمعنى الإيماني الذي يمثله الامام الثامن من اهل البيت علي بن موسى الرضا عليه السلام لانه سلطان النفوس و المشاعر التي تقطع المسافات الطويلة و تستغرق الساعات المملة فيما إذا كانت براً و السويعات القلقة المرتجفة فيما إذا كانت جواً و ما إن يستقر بك النوى حتى ينتابك الإطمئنان و تزداد ارتياحاً كلما تقربت من الحرم الشريف الذي اتسع ليضم في اعماقه اكبر عدد من الالاف القاصدة من شتى بقاع العالم للتبرك و قضاء الساعات الايمانية من صلاة و استغفار و تتسبيح و دعاء و قراءة القرأن و المشاركة في صلاة الجماعة التي تقام في كل فريضة و بأعداد غفيرة في الصحون الواسعة المكشوفة و في الحضرة و اروقتها و في الطابق الارضي .
هذه الاجواء الروحانية هي السائدةفي هذه البقعة الطاهرة التي انطلق سيدها من المدينة المنورة ليحط الرحال بعيداً عن موطن العترة ليكون مركزاً للإشعاع الايماني في الشرق و ربما تجد الصعوبة البالغة في مسك شباكه و لكنك تستطيع الاقتراب منه على بعد ثلاثة امتار أو اكثر قليلاً للتسليم و قراءة الفاتحة و الدعاء بما يحلو لك و تكون هذه و تكون هذه الحالة اشد و اكثر صعوبة في جانب النساء من حيث كثافة العدد و المجازفة في الوصول الى شباك الحرم .
هذه السلطنة الحقيقية التي تلوذ الناس بحمايتها و ياخذ الجميع من عبق ايمانها و يرجع المخطئ الى ذاته ليُصحح مسار حياته فيكف الأذى عن الاخرين و يزداد يقيناً بان الملك لله تعالى و السلطان لأوليائه الصالحين .
و من اصدق من ولاءً من علي بن موسى الرضا الذي رفض خلافة الحكم و أُرغن على ولاية العهد من اجل ان يتم إغتياله .
قال الامام الرضا عليه السلام في صفة النبي صلى الله عليه و آله و سلم ( لا يتكلم في غير حاجة و يُكرم كريم كل قوم , يُحسن الحسن و يُقبح القبيح , صار لهم اباً رحيماً و صاروا عنده في الحق سواء , مجلسه حلم و حياء و صدق و امانة و لا ترفع فيه الاصوات ولا تؤذى فيه الحرم )