الحاج محمد الخشالي عنوان للصبر العراقي /احمد الاسدي

Tue, 2 Jul 2013 الساعة : 13:02

على ضفاف صفحات الحزن العراقي سمعت اصوات صريخ ألم عبر كلمات سطرها شاهد تجرع حزن الاحباب حتى الثماله ,عاما بعد اخر وهو يتلوى في طابور الحزن الطويل في عالم سادت سمائة الغيوم الرمادية , أنه ذاك الاب العراقي الذي فقد اربعة اولاد وحفيد في عام 2007 في مدينة بغداد انه ذلك الاب الذي فقد حبيبته وانيس روحه زوجتة تلك الام العراقية التي ماتت بعد ان سمعت باستشهاد اولادها وحفيدها بسيارة مفخخه عام 2007 في المقهى الذي يعملون به والاب هو مالك المقهى " مقهى الشابندر في بغداد القديمة الذي تأسس في 1917 " حيث اودى عمق الحزن الى فقدان تلك الام العراقية بعد ايام وبقى الاب وحيدا يسمع صدى اصوات اولاده ينعكس على جدران المقهى المدمر والذي اعيد ترميمه جسدا بلا روح.
وفي عام 2008 رجع الاب بعد افتتاح المقهى ليطالع اشباح صور اولاده الاربعة الذين خطت دمائهم جدران المقهى لتبقى كالكلمات الصامته على لوحة مزقتها رياح الحقد والطائفية كمحطة لقوافل ذكريات الحزن لتذكره بفقدان الاحبة ,
انه الحاج محمد الخشالي صاحب مقهى الشابندر العريق في بغداد أحد خبراء التاريخ العراقي الحديث , الذي اسمى المقهى " الشهداء " حبا وتكريما لفلذات كبده الذين جبروا على صعود حافلة الموت مبكرا.
انه الاب الذي تناثرت اشلاء جثث اولاده بعد ان راقبهم وهم يولدون صغارا وهم يحبون على الارض لا يشيح بالنظر عنهم حبا وحنانا, ويراقبهم يوما بعد يوم يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء , واما الان وهو يراهم جثث مزقتها شضايا الطائفية وحرقتها سموم الحقد .
وما كلماتي لا صدى لها على جدران الحزن العراقي الطويل , لا صورة لها في مرآه فقدان الاحبه , لا وزن لها في ميزان الآلآم عند الاهالي الذين فقدوا اولادهم , وحروفي غبار في صحاري حزنهم .
أختم كلماتي برسالة الحاج التي وجهه الى الى الرئيس الامريكي جوروج بوش عند مقتل اولاده قائلا : قتلت أبنائي الأربعة وحفيدي ولم أتمكن من محاكمتك، لكن سيكون بيننا محاكمة عادلة في السماء " 

Share |