حدود 67 وحدود 2013/طاهر مسلم البكاء

Mon, 1 Jul 2013 الساعة : 0:37

اذا أعتبرنا ان ما حدث منذ وعد بلفور ولغاية 1967 م هو معروف للعرب فأن إعادة الحديث عنه يصبح كلام مكرر ،فقد تمكن الصهاينة بالسياسة والحرب من ابتلاع فلسطين واصبح العرب بين ليلة وضحاها لايجيدون سوى الفلسفة السفسطائية والتي لاتؤدي الى اية نتيجة سوى ما وصل اليه حالهم اليوم من التردي وسوء الحال .
لقد هزم جيش الصهاينة الجيوش العربية التي كانت تخلو من التنظيم والوحدة القتالية ،ولايمكن ان نقول ان الجندي العربي كانت تعوزه الأرادة ،فقد كان مستبسلا ً ومستعدا ًللشهادة ،غير أن زعماء العرب هم من كانت تنقصهم الأرادة والوطنية وكان كل ما يملؤهم هو حب البقاء في السلطة ،وكان كل منهم على أستعداد أن يبيع ليس فلسطين فقط بل وأجزاء من أرضه مقابل أن يبقى مكانه حاكما ً وكما فعلها بعضهم بالفعل !
أصبحت بين ليله وضحاها حدود 1967 م حدودا ًجديدة للصهاينة وشرعوا بتحصينها وفق أحدث التحصينات المعروفة وهم يبنون للثبات عليها ردحا ً ثم الأنطلاق منها الى اراض ٍ جديدة من اراضي العرب ،وهذا ما حصل لاحقا ً ، حيث لم يكن في ذلك التاريخ أو قبله عندما كان العرب يواجهون الصهاينة في فلسطين وقد أستشعروا ،رغم أميتهم وجهلهم ،أن عدوا ً طامعا ً قد حل في ساحتهم ، لم يكن أحد يتصور أن يأتي على العرب يوما ً ينسون فيه عدوهم الحقيقي المتربص للنيل منهم والتقدم لأبتلاع المزيد من أراضيهم وأستغلال ثرواتهم وينشغلون بالتقاتل فيما بينهم وفق مسميات وطوائف فرقت البلاد الواحدة فكيف ببلاد العرب ،وهم اليوم في حمى المرض الجديد الذي كان يحلم به الصهاينة كحلم من أحلام اليقظة ،ولكن اليوم هو حقيقة واقعة يرزح تحت نيرها العرب ،أنه مرض أفتراس بعضهم البعض ،لقد تحولوا الى وحوش بأسهم في بعضهم بقليل من الطعم ، أخذوا يأكل بعضهم البعض الآخر تحت تنظيرات ومسميات عديدة لم تظهر أو تبرز بهذا الشكل الغابي المتوحش الا ّ لديهم فقط ويظهر أن الفايروس قد بث في أصقاع أرضهم الممتدة من المحيط الى الخليج الذي كان الشاعر بالأمس يتغنى بها ( بلاد العرب أوطاني ) .
اذا حصل وأن عاشوا الأنتباه يوما ً وبدى لهم ما عملوه في أنفسهم بوضوح سيجدون أن حدود 1967 التي لم يرتضوها في حينها والتي فرضها الصهاينة عليهم بقوة السلاح ، قد أصبحت قديمة وانها أصبحت بالنسبة للصهاينة حدود داخلية ،حيث بدى علم الصهاينة يرفرف بحرية على شواطئ حدود العرب القصوى ( المحيط الأطلسي والخليج العربي ) وفي أكبر عواصمهم وحواضرهم ،ولولا بسالة الجيش السوري والمتغيرات الدولية الأخيرة لقضمت سوريا بالكامل فيما يتصارع العرب على الفتوى واحقية الطوائف والمذاهب بالصدارة ، أنهم يتجهون الى التفكك والفئوية بمحض أرادتهم وبكل اميتهم وجهلهم بينما يتجه العالم الى الكتل الكبيرة .

Share |