سكت دهرا ً .. ونطق كفرا ً !!!/جمال الطائي

Mon, 1 Jul 2013 الساعة : 0:35

وألمقصود بهذا المثل حتما ً وزير الشباب والرياضة العراقي / جاسم محمد جعفرالذي رمته المحاصصة الحزبية على أكتاف الرياضة العراقية ،ولا أظن ان السيد الوزير مارس في حياته أي نوع من انواع الرياضة، اللهم ربما( ألدعبـُل ) في صباه المبكر ،بل ولم أرى السيد الوزير في أي مباراة رياضية لفريق من فرق بغداد أو المحافظات في كرة السلة او الطائرة أو في تصفيات العاب القوىوالاكثر اننا لم نرى السيد الوزير يوما ً في ملابس رياضية في احد النوادي يشجع رياضيينا أو يلعب معهم ولم نراه يحاكي الشباب في بساطتهم كأن يلبس بنطلون وتي شيرت ويخرج للشباب في نواديهم أو مراكز الشباب او الساحات الشعبية ليسمع منهم ويحاورهم؟
وزير شبابنا لا يشجــّع منتخباتنا الا في سفراتها خارج العراق ، ولا أعلم حقا ً هل كانت رحلته الى تركيا مع منتخب الشباب على نفقة وزارته أم ( دعوة خاصة ) على حساب ( الشيخ ) ناجح حمود ( صاحب ) الاتحاد العراقي لكرة القدم ...
وزيرنا لم نراه طوال سنوات كثيرة في كل المصائب التي حلـّت بالرياضة العراقية وما أكثرها ، ولكننا رأيناه ( يحتفل ) بمنتخبنا الوطني بعد فوزه بالمركز الثاني لبطولة الخليج الكروية التي لامحل لها في البطولات القارية والدولية وكأن فريقنا فاز بكأس القارات مثلا ً ، وزيرنا يتصرف في عمله كسياسي وليس كمسئول عن أهم شريحة في المجتمع وهي شريحة الشباب والرياضة ، فهو ( يستقتل ) من أجل استضافة خليجي 22 في البصرة ، لا حبا ً بالرياضة ولا من أجل دعمها ولكن ليسجـّل له كانجاز سياسي حققه أيام استيزاره سيطرحه في برنامجه الانتخابي القادم !!!،
شخصيا ً أعرف مدراء عامين ورؤساء اندية ومسئولين صغار استعانوا بمستشارين يستفيدون منهم في معرفة الامور التي تمس عملهم كي لا يسيئون التصريح في أي موضوع عام، فهل ياترى لايوجد عند وزير الشباب والرياضة مستشارين رياضيين ؟؟ تلك والله مصيبة .. واذا كان عنده مستشارين ومع ذلك صرّح بما صرّح به فالمصيبة أجلّ وأعظم ُ ...
في منتجعه الصيفي في انطاليا سأله احد الصحفيين عن رأيه بردة فعل الشارع الرياضي بعد خسارة منتخبنا الوطني المذلـّة وخروجه من كأس العالم ، صرّح وزيرنا وبكل برود : والله أنا لا أجد سببا ً واحدا ً لغضب الشارع العراقي على خسارة الفريق العراقي لثلاثة مباريات ( يقصد مباراة عمان واليابان واستراليا ) ، يعني البرازيل التي تعتبر احسن فرق العالم خسرت كأس العالم فهل لازم شعب البرازيل يزعل ويكلب الدنيه ؟؟، ( هكذا قال السيد الوزير ) ، وزير شبابنا يرى ن سبب زعل الشارع العراقي هو الخسارات الثلاثة الاخيرة ونسي أو لم يخبروه ان سبب زعلنا هو ما حصل ويحصل للرياضة العراقية منذ استلمت عصابة ( حسين – ناجح - مسعود ) مقاليد الكرة العراقية ، لم يخبر احد وزيرنا اننا زعلنا لخروجنا ألمهين من التصفيات الاولمبية وخسارتنا في تصفيات غربي اسيا وتلاعب منتخبات الخليج بنا في بطولات الخليج وخروجنا ألمذل من تصفيات كأس العالم ، واننا زعلنا من كمّ المؤامرات التي تحاك لفرقنا الكروية وتنفذ بايدي مسئولي الاتحاد ، لم يخبر احد الوزير ان دورينا الكروي الذي كان يوما ً أفضل وأقوى دوري في المنطقة صار أطول وأتعس دوري بفعل هذا الاتحاد ، لم يخبر احد السيد الوزير ان ملاعب الكرة العراقية صارت( بسبب تهاون الاتحاد وتواجد قياداته خارج العراق دوما ً) ساحة تدريب لقوات الشرطة وصار اللاعبين والمدربين أهداف رمي لهم ،أنا أكيد ان اصغر مشجع لاي فريق عراقي لكرة القدم حتى لو كان أحد الفرق الشعبية يعرف عن الكرة العراقية ولا عبيها ومشاكلها ومشاكل اتحادها أكثر بكثير مما يعرفه وزير الشباب والرياضة/ جاسم محمد جعفر !!
قبل أيام قليلة ومع التفجيرات الدموية التي ضربت منطقة ( طوز خورماتو ) قطع السياسي العراقي / جاسم محمد جعفر زيارته الى تركيا وعاد للعراق ، ثم رأيناه في مؤتمر صحفي مع نائب رئيس الوزراء / حسين الشهرستاني حول موضوع الطوز ايضا ً ، وتابعناه بعد ذلك بعدد من البرامج التلفزيونية في عدد من الفضائيات العراقية وهو يطرح مشاكل تركمان ( طوز خورماتو ) وما حل بهم بسبب التفجيرات الارهابية ؟
ورغم اننا ضد الارهاب ، ومع كل قطرة دم عراقية تسفح جورا ً في اي شبر من أرض العراق ، الا اننا نسجـّل هنا ان السيد / جاسم محمد جعفر تصرّف كسياسي يمثل طيفا ً اجتماعيا ً معينا ً وليس كوزير يمثل العراقيين كافة ، للتركمان مثل غيرهم من العراقيين من يمثلوهم في مجلس النواب وفي الحكومات المحلية وهؤلاء الممثلين هم المسئولين عن متابعة أمور من يمثلونهم أمام السلطات التشريعية والتنفيذية ، أمــّا ( الوزراء ) فحال استيزارهم يصبحون ممثلين للشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته وليس لطائفة أو قومية معيـّنة ، قمة اللامسئولية واللامهنية كانت في تصرّف السيد / جايم محمدجعفر مع ( مأساة ) مدرب كربلاء لكرة القدم الشهيد (محمد عباس ) والتي حدثت بالتزامن مع احداث ( طوز خورماتو ) لم نرى أو نسمع أو نلمس أي تحرك أو تصريح أو حضور للوزير / جاسم محمد جعفر لان ( السياسي) / جاسم محمد جعفر كان منهمكا ً في تقديم نفسه لناخبيه متناسياً واجبه الوطني والانساني الاهم ، ألم يكن الاجدر بالوزير أن يظهر في مؤتمر صحفي ليعلن استقالته احتجاجا ً على قتل مدرب كربلاء على ايدي قوات الداخلية ، أم ان السيد الوزير يرى أيضا ً ان حياة رياضي عراقي لا تساوي شيئا ً ( ما دام راسه وراس ناجح حمود سالمين ؟ )
أحد الصحفيين سأل السيد الوزير ما رأيه بالمظاهرات الجماهيرية التي خرجت ضد اتحاد الكرة ، ألسيد الوزير وبحركة من يديه حاول أن يقلل من اهمية هذه المظاهرات فقال : لا هو بس حوالي 200 شخص طلعوا بالمظاهرة ، يعني مو كل الجماهير الرياضية !!
يبدوا ان الوزير لا يفهم المظاهرة الا اذا خرج بها الالاف وقـُطعت الطرق ونصبت الخيم وتم ترويع الامنين والاعتداء على الاملاك والاعراض عند ذلك فقط ستكون مظاهرة مؤثرة يجب الاصغاء لها !!! ،
أخيرا ً حادثة صغيرة أرويها لوزير الشباب العراقي حدثت في بلجيكا قبل سنوات قليلة ،
في ضاحية من ضواحي احدى المدن البلجيكية يمر ّ خط لاحدى باصات النقل العام ، بعد دراسة اقتصادية لشركة النقل وجدت ان هذا الخط غير مربح والحركة عليه قليلة وبالتالي وجدت الشركة ان من الافضل الغاء هذا الخط خاصة وان هناك خط اخر يمر قريبا ً من نفس المنطقة فلا يحتاج المواطن الا للسير بضعة دقائق لاستخدام الخط الاخر ، وفعلا ً تم الغاء هذا الخط ،الا ان هناك بعض الاشخاص وجدوا انهم لا يستطيعون السير للخط الجديد فمنهم كبار السن ومنهم مرضى فقرروا الاعتصام أمام مقر البلدية في تلك المدينة ، وفعلا ً تجمـّع 10 أشخاص ( أكرر عشرة اشخاص فقط ) من المتقاعدين أمام مقر البلدية ، الامر الذي لم يجلب انتباه أي جهة لهم سوى احدى الصحف المحلية التي صورّت المعتصمين وكتبت سطرا ًواحدا ّ فقط قالت فيه ( الى وزير النقل للاطلاع ) ، في تلك الليلة ( وهي الثالثة للاعتصام ) جاء وزير النقل من العاصمة و( اعتصم ) مع المعتصمين حتى جاء مدير شركة النقل وبدأ التفاوض مع المعتصمين وتمت التسوية باعادة الخط للعمل في ساعات معينة فقط من اليوم ..
سيدي الوزير ، هكذا يكون المسئولين ، هكذا يعاملون مواطنيهم بالقيمة الفعلية للانسان وليس بالعدد ، سيدي الوزير ، الوزير البلجيكي ليس ( اسلاميا ً ) ولكنه نفذ ّ تعاليم الاسلام باحترام الانسان الذي رفعه الله على كافة المخلوقات ، فهل بين اسلاميينا من وزراء أو مسئولين من يفعل ذلك ؟؟؟؟

ألمهندس / جمال الطائي

Share |