ضاقت ولما استحكمت حلقاتها/محمد علي مزهر شعبان
Sun, 30 Jun 2013 الساعة : 18:26

جهود أنزفت الصبر ، ومشاق جعلت ساعتنا شهرا ، ويومنا دهرا ، نتلفت نتحين اي بادرة ايجابيه ، اي ايماءة تستحسن من هذا الطرف او ذاك لصالح هذا البلد . وعود يتلوها شروط ، وأمال يتبعها نكث ، وبين هذا وذاك نحاور نتجمل ، نصابر نتحمل . بصيص أمل في نفق ، طال خرطومه ، ونأت نهايته ، وبقى الامل بين بشيك ووشيك . زيارة لمقدمة التفاهم ، وازالة التفاقم ، واخرى على مستوى عال تتبادل فيها القبلات ، وتختفي ورائها الغايات ، تحدوها بعض الاحيان مساومات ، يندفع طرف بعفوية بسيل من التقولات تشنجات تبادل اتهامات ، وتسعى الحكومة لتطفئة الازمات . منذ السقوط والملف تتناوله الايادي في اروقة الامم وبين الدولتين . استطاع المحاور العراقي ان يمد عنقه ، ويفعل عقله . لانه ادرك مثل هكذا ازمات لا تحلها العنتريات ولا الاهوج من التصريحات ، لغة العقل والمثابرة ، وفن الاقناع .
بعد اثنين وعشرين عام ، كشف الغطاء عن بند البلاء ، وتقدمنا خطوة نحو الامم ، لنطل على الوجود ، دون قيود . رحلنا من السابع الى السادس ، من فروض الطاعة الى طاولة التفاهم المشترك . خرجنا من طائلة العقوبه وفرض الالتزامات بموجب القرار الذي ادمى الشعب جوعا وحصار ، طحيننا خلطة من عرانيص الذرة والطين والفئران ، " ونوى التمر " ودوائنا من " اكسبايرات " الادوية الاردنيه التي اكتشفت بعد عشر سنوات انها مورثه كل انواع السرطانات ، معاش موظفنا لا ياتي ب " طبقة بيض " استجدينا كل شيء الا الحياء ، وحتى الحياء ثلمت جوهرته ، بموجب القرار الدموي 661 ومن جراء مهاترات ونزوع أرعن ، اذ تأسس بناءا على هذا القرار ، وقف الصلات الاقتصادية وطرق المواصلات البحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية مع العالم . وفوق كل هذا اجاز القرار في حالة أن التدابير المنصوص عليها في أعلاه لا تفي بالغرض، جاز له أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه ، وطحنت طائراتهم الوطن ، ودكت صواريخهم ، ما بين قلاع صدام ، وما خلفته لنا من الوف القتلى من الانام .
ضاقت ولما استحمت حلقاتها ..... فرجت وكنت اظنها لا تفرج
فرجت وكنا نتوقع انها بادرة الخير ، وخيمة الايواء التي تستر تشتتنا ، وتلم شملنا ، وتوحد تفرقنا ، وتحل ازمتنا ، وتنهي نائرتنا ، وبوابة اطلالتنا على اخوتنا ، من عرب عاربه ومستعربه ، وهي بمثابة الفرج لمحنة وطن ومواطن . فلا القلوب مالت الى الوفاق حيث فك أسر وطن ، ولا ارعوى فينا اهل الفتن والاحن . ولا سرر احد من اشقائنا ، خلاصنا .... العجب كل العجب من مئات الفضائيات لم تعلن الخبر الا فضائيتين عربيتين
والعجب أن في وطننا ، غردت أصوات ، واحد يقول لولا ابي لما خرجنا من طائلة الفصل السابع ، ومما اثار الدهشة والتسائل : ياسيدي هل كان ابوك مجلس الامن ؟ وسيد أخر يقول : أن لا يكون إخراج العراق من ذلك الفصل كان مقابل بيع أراض عراقية وتنازلات عن أمور ليست من صلاحيات الحكومة الحالية وبدون الرجوع إلى ممثلي الشعب . احدهم يصفه تنازلات ، والاخر مساومات . والسؤال متى نكون في صف البني ادميين اللذين يومؤا الى الحسنة دون العشرة من ثوابها ؟
ولنرى العالم بكل تضاداته كيف رحب بهذا الانجاز وبحسب الواشطن بوست فان "البنك الدولي يتوقع نمواً في اقتصاد العراق يتجاوز نسبة 9 في المائة هذا العام، مقارنة مع ما يزيد قليلا عن 2 في المائة بالنسبة للاقتصاد العالمي ككل".
لنبارك يا ابناء الحصار والدمار والانهيار بخروج العراق من العقوبات الدولية واستعادة كامل سيادته والتحكم بثرواته واقتصاده ولم يكن هذا النصر الفريد الا بوحدة وعزيمة وصبر الشعب العراقي والالتفاف مع حكومته الوطنية التي خاضت مفاوضات مضنية وشاقة مع الامم المتحدة ودول العالم لاسيما مع الجارة الكويت بسياسة اتسمت بالحكمة . اتعضوا .. ولا تنسوا .