إن سرديات العقل وجدلية الروح والمادة تنضح بالمفاهيم والأفكار غير المتناسقة والتي تتصاعد بوتيرة المتتالية الهندسية , لتشكل وجهات ونظرات متباعدة متناقضة بالأس والأساس , والتي تتفاقم بشكل يؤدي
إلى انسداد الطرق الأولى للحلحلة حتى تصل إلى نفق مسدود فيبقى أمامها طريقان أما تمييع المفاهيم أو وضعية انفجارية يطفو زبدها إلى سطح المعرفة ليشكل بدوره تلقائيا مجموعة سوداوية عشوائية للكيف المعرفي اللاعقلاني .
ولامراء أن العقل يكاد يكون أسير الاستبداد الذي يملي عليه

ما يريد عبر إيحاءات ضمن دورة الملقي والمتلقي , ما لم تحكمه ظروف وملابسات الواقع مضافا لظروف ذاتية تتعلق بالكاتب ورؤيته العقدية الكونية والايدولوجيا التي يسير في إطارها , كما أن متعلقات الزمكان ذات مدخلية مؤثرة في شخصية الكاتب بما هو إنسان وعلى نتاجه بما هو نتاج بشري خاضع للميول والأهواء ومتعرض للنقص والمحدودية .ولا ينتهي الحديث عند عتبة فاجعة الواقع المخلوط قسريا والممتزج امتزاجا مكرورا بل يتعداه إلى فضاء أوسع مما هو متصور في ذهنية المخاطب والمخاطب , مرورا بمجالات التفكير , وتستمر زوبعة الكلام ملتفة مع شرارات الحكمة في صراطاتها المستقيمة !!..

لاتنفك ظاهرة التعميم في اغلب المجتمعات البدائية الثقافة , بشكل يتراءى للواعي أن هذه الظاهرة هي خلاصة جبرية للواقع المأساوي الذي تلبس الواقع المفروض ..

إن أية محاولة لإلغاء أو تقليص لهكذا مشكلة ستواجه عقبات ومشاكل عويصة , خصوصا فيما يتعلق بالبنية الثقافية لأفراد المجتمع , والذي هو في حقيقته نتاجا للعملية التربوية كفرد وكمجتمع وكدولة , وكذلك يسري الأمر على البنية التكوينية للعقل الجمعي المشفوع بالسلوك الجمعي – نظرية وتطبيقا - .
وفيما يخص الخطاب التعويمي فانه مبني على أساس توجيه

الخطاب على نحو تكون مفرداته ومبانيه هشة المعاني ترتكز بالأساس على جعل الخطاب مصطنع الألفاظ

اعتباطي غير مقصود بالأساس إلا على جهة إغفال التأثير باتجاه الحقيقة وإبقاء الوضع على نفس الوتيرة , إن لم تكن أسوء منها ..