رسالة إلى علماء الأزهر/ صباح محسن كاظم

Sat, 29 Jun 2013 الساعة : 22:42

علمنا القرآن الكريم لغة التخاطب ،ولغة الحوار،وفن المناظرة ،وخصوصاً بين المسلمين وبين الأخوة وبين من تشهد الشهادتين ..بسم الله الرحمن الرحيم
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(النحل:125)
لاريب إن مايجري من قتل وعنف وإراقة للدماء بعيداً عن الدعوة الإسلامية والقرآن الكريم ورسالة الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- ،وخرقاً لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والنواميس والأعراف الكونية ،وكل ذلك يجري تحت مسمى –الإسلام- والدين منه براء،فأعظم ثروة وأسمى ماوجد في الأرض هو –الإنسان- فيما يجري قتله بدم بارد من قبل من يدعي الالتزام بشرع الله وسننه ومتبعا لرسوله وهداه ،وهذا المنهج التكفيري –الوهابي- الذي غرسه الغرب بجسد الأمة لفرقتها ،ولايخفى على الأزهر وغيره مذكرات "مستر همفر" وكيف زرع محمد عبد الوهاب لتعطيل رسالة الأمة وتقسيمها ونشر الفتنة بين جناحي الإسلام ،وهذا الدعم الذي تتبناه المملكة السعودية لهذا المنهج التكفيري وعن طريق المال بدأ يزحف على الفكر الصحيح في الأزهر والإعتدال الأزهري،مامن عربي إلا وقرأ للشيخ محمد عبده،في نهج البلاغة،أو عباس محمود العقاد في عبقرية علي،وطه حسين علي وبنوه وعبد الفتاح عبد المقصود بموسوعته عن الإمام علي بن ابي طالب –ع- والعلايلي والشرقاوي وعشرات آخرين كانوا قبلة للتنوير الإسلامي ورموزاً للوحدة الإسلامية،لكن المال الوهابي السعودي-القطري دفع
بالشيخ القرضاوي وغيره من رجال الأزهر إلى الافتراء على مذهب أهل البيت،وتجاوزه على نصف المسلمين،وتأجيجه الفتنة الطائفية ،غير كل قناعاتنا به،و المرتجى هو التقريب بين المذاهب،المرتجى هو وحدة المسلمين، الموقف الواحد من الصهيونيه،المرتجى القضاء على الامية،والتخلف،وإحقاق الحقوق الانسانية،المرتجى تحصين الامة من الاختراقات الثقافية،ورياح العولمة الهابة ،المرتجى حلول للبطالة وتوزيع الثروة بشكل عادل...ماهذا الافتراء من الشيخ القرضاوي -المعتدل- كيف؟ولماذا؟إشعال الفتنة بين جناحي الاسلام،ماذنب الشيعة لأتباعهم القرآن الكريم((( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ))الشورى23 وإتباعهم السنة النبوية الشريفة والحديث الصحيح المتفق عليه حتى أن العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني الذي قال عنه الشيخ ابن باز إنه: ناصر الحديث ومجدد السنة قد صحح حديث الثقلين الذي أخرجه الترمذي وغيره، فعن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: «يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» سنن الترمذي 5 / 622 كتاب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذكر في مشكاة المصابيح 3 / 1735، سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 / 356 وقال الألباني: الحديث صحيح.وأخرج الترمذي أيضا عن زيد بن أرقم وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» سنن الترمذي 5 / 663. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وذكر في مشكاة المصابيح 3 / 1735، صحيح الجامع الصغير 1 / 482 حديث 2458 وصححه الألباني أيضا، إن ماورد بفضائل ومناقب الامام علي واهل بيته في الصحاح السته يعد متواترا ،ومتفق عليه،ومنقح علم الرجال لرواة الاحاديث الشريفة باتباع اهل البيت وشيعتهم،، فأقضاكم علي،أعدلكم علي،أشجعكم علي ،علي مني بمنزلة هارون من مسوسى الا انه لانبي من بعدي ، سنن الترمذي: ج 2 ص 319 روى بسنده عن عبد الله بن الزبير، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها. فاطمة روحي التي بين جنبي،فاطمة جلدة في عيني،فاطمة ام ابيها ..والشيعة تواليها ..فما ذنبنا احببناها لحب ابيها؟؟!!.... إ وكذلك اقوال النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم) في الامام الحسين(عليه السلام) حسين مني وانا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا، كلنا سفن النجاة وسفينة ولدي الحسين اسرع . خصائص النسائي ، سعد بن أبي وقّاص قال أمر معاوية سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله (ص) فلن أسبّه لئن يكون لي واحدة أحبّ إلي من حمر النعم . سمعت رسول الله (ص)يقول له وخلّفه في بعض مغازيه ، فقال له عليّ : يا رسول الله (ص)أتخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي . وسمعته يقول يوم خيبر : لاُعطينّ الراية غداً رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله فتطاولنا اليها فقال : ادعوا لي عليّاً فأُتيَ به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ، ولمّا نزلت : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرِّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)دعا رسول الله (ص) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : «اللّهمّ هؤلاءِ أهل بيتي» .اما ماقيل بحق الامام علي بن الحسين(عليه السلام) كان عبد الله بن عباس على تقدّمه في السن يجل الإمام (عليه السلام) وينحني خضوعاً له وتكريماً، فإذا رآه قام تعظيماً ورفع صوته قائلاً: مرحباً بالحبيب ابن الحبيب وقال الزهري ، وهو من معاصريه : « ما رأيت قرشياً أفضل منه » ، وقال سعيد بن المسيّب وهو من معاصريه أيضاً : « ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين » ، وقال الإمام مالك : « سمي زين العابدين لكثرة عبادته » ، وقال سفيان بن عيينة « ما رأيت هاشمياً أفضل من زبن العابدين ولا أفقه منه » ، وعدّه الشافعي : « أفقه أهل المدينة » . روي عن الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري أنّه قال: كنت جالساً عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال(صلى الله عليه وآله): «يا جابر، يولد له مولود اسمه عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم (سيّد العابدين ) فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أنت أدركته يا جابر فاقرأه منّي السلام» ( رواه ابن كثير في البداية و النهاية جزء 9) اما مناقب الامام محمد الباقر فقد غصت بها كتب التأريخ،والمرويات عن علمه،مواهبه،فهمه للقرآن الكريم ،ومواقفه كما ذكرها الطبري أنَّ ملك الروم في عهد الدولة الأموية هدّد عبد الملك بن مروان بعدما أراد هذا الأخير تبديل العملة، وكانت العملة المتداولة آنذاك هي الرومية، فأرسل إليه ملك الروم أنَّك إذا بدّلتها فسأصدر عملةً أذكر فيها سبَّ نبيّكم، وأطلق هذا التهديد في وجهه، واحتار عبد الملك، فكيف يمكن له أن يتراجع عن موقفه الذي يُضعف موقف الدولة، وإذا تراجع، فإنَّ عملة سيصدرها ملك الروم سيُنقش فيها سبّ النبيّ(ص)، فأشير عليه أن يرسل إلى الإمام محمد الباقر ليستقدمه إلى الشام، وإعطاء الرأي في الإصرار على إصدار عملة إسلاميّة، وهكذا كان .. فعندما أتاه(ع) بيّن له ما يُكتب فيها، وقال: "تدعو في هذه الساعة بصنّاع، فيضربون بين يديك سِككاً للدراهم والدنانير، وتجعل النقش صورة التوحيد وذِكرَ رسول الله(ص)، أحدهما في وجه الدرهم والآخر في الوجه الثاني، وتجعل في مدا وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكرَ البلد الذي يُضرَب فيه والسنَة التي يُضرَب فيها"، وطلب إليه أن يُلزم المسلمين آنذاك باستعمال هذه العملة، وألا يستعملوا عملة ملك الروم تحت طائلة العقوبة، وعندما أدرك ملك الروم إصرار الدولة على ذلك ألغى قراره، وبذلك أنقذ الإمام الباقر(ع) الواقع الإسلامي من أزمة حقيقيّة. والامام موسى الكاظم (عليه السلام) سجين الحق ،سجين السلطة العباسيه يقول أبو علي الخلال شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي: (ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلا سهّل الله تعالى لي ما أحب) وقال الإمام الشافعي: (قبر موسى الكاظم الترياق المجرّب) أما الامام جعفر الصادق(عليه السلام) ،صادق القول البار الامين فلا تجد كتاب لتفسير القرآن الا ونهل من علمه ،وكل ارباب المذاهب من تلامذته ومدرسته الفكرية ،والروحية،والاخلاقية،والعلمية وصيه الإمام الصادق(ع): (إِني لست أحب ان أرى الشاب منكم إِلا غادياً في حالين: أما عالماً أو متعلما، فإن لم يفعل فرًط، فإن فرَّط ضيّع،فإن ضيّع أثم، فإن اثم سكن النار والذي بعث محمداً بالحق ) ولو اردت كتب ،وصفحات فما غابت عنك ،فهي بين وسع يديك،يكفي هذه المحات من سيرة الأئمة الاطهار وإذا استطردنا بسيرة الهداة المهديين الى الامام الثاني عشر لحتجنا ،لصفحات وصفحات..هو هذا سر ولاء اتباع اهل البيت وشيعتهم،فليس هناك مآرب دنيوية،وسلطوية،بل بالعكس من تاريخ بني أميه والعباس والعثمانيين الى البعثيين والقاعديين فهم منحورون من الوريد الى الوريد،لاتباعهم الحق ،وعدم موالاة الباطل، هذا الذي دفع اكثر من (600) عالما ومفكرا لاتباع اهل البيت من المستبصرين ثقافة الوهم ،ووعاظ السلاطين،وفقهاء الدولار ،واصحاب الفتاوى المودرن هؤلاء وبال على المسلمين،فهم من يؤجج الفتنة النائمة ،الم يكفكم حريق العراق ؟؟هل تريدوها حربا بين الاخوة؟؟عار ثم عار من يشعل الفتنة فالشيعة والسنة هم اخوة في الله وفي الدين وشراكة الاوطان...نحن بأمس الحاجة الى الاخوة بين المسلمين بكل اتجاهاتهم العقائدية فلا وصاية لأ حد على غيره من الناس ،هم احرار فيما يختاروه،طبقا للعقل،والاستنباط وإتباع الحق وليس الهوى فحب الدنيا رأس كل خطيئة.
إن قتل الشيخ حسن شحاته بهذه الطريقة الوحشية البربرية ينم عن الحقد الممنهج المدفوع بالفكر السلفي المتحجر قد أغاض كل الإنسانية ،فالإنسان حر فيما يعتقد ،وكما قال المصطفى –صلى الله عليه وآله- الإنسان بناء الله ملعون من هدمه،ولهدم الكعبة أهون من سفك دم مسلم،ومن قال قِ سجل قاتلا في النار،إن الأزهر عليه المسؤولية الكبرى في التقريب بين المسلمين كما فعلها الشيخ محمود شلتوت قبل أكثر من نصف قرن وسليم البشري والعلامة شرف الدين ،إن دم الشهيد العلامة شحاته سيصرخ إلى السماء على ظلم أتباع آل البيت بمصر ،والعراق ،والبحرين،والسعودية،والباكستان ،إن مايواجهه شعبنا العراقي من إرهاب منظم مدفوعاً بفتاوى التكفير ظلماً صارخاً على حقوق الإنسان .الأمة بحاجة إلى الأخوة وليس للذبح والسحل مالكم كيف تحكمون !!!؟.

Share |