ارواح ثوار العشرين شاهد على العصر .. بمناسبة ذكرى الثوره /حسن علي خلف
Sat, 29 Jun 2013 الساعة : 22:03

عجبي ان السياسي لا يتعض من غضبة الجماهير ، حتى ولو كان نابعا من بين اوساطها .. او احيانا من الطبقات المسحوقة فيها ، ولكن ما ان تتيسر له سبل التسلق للوصول الى دست الحكم او القيادات العليا فسرعان ما ينسى من هو وكيف هو ومتى هو لذلك يبتلعه الكرسي وفي التاريخ دروس وعبر تثبت ذلك ... فبريطانيا ( في حينها ) الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس سيطرت على العراق وكانت كل دول العالم العملاقة ( الان ) ، اما تسير في ركابها مثل ( اميركا ) او تهادنها ، مثل روسيا وفرنسا والمانيا . فسيطرت تلك الدولة على العراق وانتزعت قرارات من عصبة الامم انها دولة قد امتلكت العراق . وجماهير العراق كما هو معروف عبر التاريخ سرعان ما تتوحد عندما يداهمها الخطب وعندما يتعلق الامر بالوطن والكرامة . فكان الانكليزي بما عرف عنه من لؤم وغطرسة وتعالي يحيط العراقيين بنظرة دونية ويعتبر نفسه المنتصر ونحن شعوب ضالة تحتاج الى خبرته وعونه وانجازاته وعلومه وحضارته .. مما زاد في غطرسته ، متوهما ان بعض ضعاف النفوس الذين هادنوه او اشتراهم او جعل منهم جيش ( الليفي ) هم نموذجا للعراقيين متناسيا ان العراق باطيافه وبنسيجه الرائع لايمثله اؤلائك المتخاذلون او الذين ارتبطوا به تحت ضغط الحاجة او انه اشترى ذممهم او غرر بهم .. فتعامله مع السكان بفوقية وكبرياء , في الحقيقة جرحت كبرياء الانسان العراقي ، مهما كان انتمائه او عرقه او دينه او طائفته .. فكانت بوادر التمرد والرفض لهذا المحتل الغاشم بدأت من السليمانية سنة 1918 ومن ثم تلعفر وتوجتها ثورات النجف وكربلاء ، بل وقتل الحكام الانكليز في تلك المناطق الى ان كانت الصرخة الاولى من الرميثة في 22 حزيران 1920عندما انتخى شعلان ابو الجون لنصرة سكان جسر السوير الذي نسفه العراقيون واقتلعوا قضبان سكك الحديد وقطعوا اللاسلكي ، واخلت تلك القرية مساكنها خشية من انتقام الانكليز فزارهم ذلك العراقي الابي بعد ان استنجدت به احدى النساء ليطمأنهم مشبها منطقة السوير بالفتاة الجميلة او انه خاطب تلك المرأة حيث قال : ( خل كلبج يامن يا رعيعة ) ونتيجة لهذا الفعل وغيره واحتقان الامر في النجف وكربلاء والاستعدادات التي اتخذتها المرجعيات الدينية والتوثب والاستنفار الذي حصل في الفرات الاوسط ارسل القائد الانكليزي في الرميثة يطلب شعلان ابو الجون ليعاقبه على افعاله .في 30 /6 / 1920 ، وامتثل ذلك الشجاع الى المجيء غير هياب بما يفعله به ذلك المتعجرف ترافقه كوكبة من صحبه اتفقوا على كلمة سر ينفذون فيها مآربهم وفعلا لما اودع الشيخ شعلان ابو الجون في سجن الرميثة اطلق كلمة السر ونفذ اعوانه واهله الاتفاق واخرجوه من السجن وكانت الشرارة التي قدحت زناد كل الاحتقان في العراق والحقد المقدس على الانكليزي المحتل ووعوده الكاذبة وتصرفاته المتعجرفة وما الحقه بالعراقيين من دمار وخراب وتضخم في النقد وانهيار في الاقتصاد وتدني في المعاشات وشحة الزروع وانهيار الاسواق وتوقف التجارة ، وفوق هذا وذاك الوعود الكاذبة للعرب بما فيها ثورة الشريف حسين واخلالهم بالمواعيد والالتزامات التي قطعها الانكليز على انفسهم لتنفيذ الثورة العربية الكبرى بعد ان وقف العرب الى جانبهم ضد الدولة العثمانية .. فضلا عن التاثير الخارجي على الوعي المتنامي للعراقيين من جراء الثورات التي حصلت في فلسطين ومصر واليمن والافكار التحررية الوافدة من العالم وخاصة ما يحدث في تركيا من المد القومي الذي اوجده ( اتاتورك ) فضلا عن الثورة البلشفية في روسا وبروز الاتحاد السوفياتي الذي كان يعد الدول وشعوب الارض بالتحرر والانعتاق . الى جانب عوامل ذاتية اخرى ذات تفاصيل دقيقة . فتوحد العراقيون ووقفوا بوجه بريطانيا العظمى ذات التسليح الحديث والتكنلوجيا المتطورة ، والعراقيون لا يمتلكون من الاسلحة سوى البنادق العتيقة والسيوف والرماح والخناجر والفالة والعصي ( المكوار ) . ولكن القوة كانت تكمن في التصميم والتوحد والارادة الحديدية والقيادة الرشيدة للمرجعيات الدينية بشتى صنوفها ( بأستثناء المتخاذلين الذين وضعوا ايديهم بيد الانكليز ) فهؤلاء استثناء .. يطرحهم التاريخ الى المزابل .. وإلا اين أدلاء الخيانة من أمثال أبي رغال واضرابه .. فلقد كان التوحد ايها العراقيون وكان التكاتف والتزاحم بالمناكب لدرء الخطر عن العراق وكان الانتصار وتلقين بريطانيا درسا في الوطنيه مما حدى ببرلمانها ان يطالب باخلاء العراق وكذلك صحفها وسياسيوها . بل اصبح العراق بتضحياته نموذجا في التعامل للدول الواقعه تحت الانتداب وفتح لها بابا للجهاد والوقوف في وجه المحتل واضحت بريطانيا تحسب للشعوب حسابا دقيقا حذرا . والان من عجب العجاب ان يرى الساسي شعب هذا دأبه وهذا اصراره وهذه شجاعته ولا يأبه به ولا يحسب له حساب وامثلة الامس القريب لم تزل طريه .. ومن عجب العجاب ان يكذب الحاكم على شعبه صاحب ثورة العشرين وانتفاضة 1935 ، واسقاط معاهدة بورت سموث ، وثورة 1954 ، وانتفاضة 1956 المجيدة ابان العدوان الثلاثي على مصر والثورة العظمى في 1958 ، وشعب قتل جلاده الصلف في 2003 ، هوشعب حي سرعان ما يتوحد عندما يستجد خطر ، فكيف يحق للمسؤول ان يكذب على هذا الشعب ويقول لهم اننا في سنة 2013 سنصدر الكهرباء .. ولا انقطاع بعد اليوم وانتم يا ثوار العشرين ومجاهدي الرانجية وجسر السوير .. أيرضيكم ان يسرق مال الشعب العراقي علنا ولا احد يأبه بالسراق ..؟ مع كثرة المحاكم والدوائر الرقابية وتصادر الحصه التموينيه والمستلم منها نوع غاية في الرداءه... أيرضيكم ان يهدر المال العام لملذاتهم الخاصة ورواتبهم الخيالية ..؟ كم مكيف هواء في قصورهم يا شعلان ابو الجون ...؟ كم تلفزيون بلازما يا ثوار الرارنجية ...؟ وكم خط نت ..؟ أيرضيك ايها الشيخ الشيرازي يامن خططت لثورة العشرين ونفذتها ان يتم السكوت عن مزوري الشهادات ...؟ ايرضيك يا شيخ الشريعة هذه البطالة وهذا البؤس ... وراتب المتقاعد 200 الف دينار ، وابن المسؤول لا يرضى بمصروف يومي اقل من مليون وهومرفه يدرس في الخارج ينفقه في موائد القمار والبغاء وعلى الحسناوات والغانيات وقد اوجدوا له عملا في السفارات ..؟ ايرضيكم ايها الشهداء ان يتسلل فاسد ليتسلط على اعناق العراقيين وتسكت عنه الحكومة ..؟ ايرضيكم ايها العراقيون عن اداء البرلمان .... ؟ ماذا صنع البرلمانيون للعراقيين . نعم انا اعترف انه متى سمعوا بوجيه او بشيخ قبيلة لديه فرح او حزن يتهافتون عليه محملين بالرز والسمن والسكر لتقديمها هدايا ولا احد منهم سأل عن البائس الفقير العامل الكاسب الجندي .. الشرطي .. الفلاح .. الطبقة الوسطى التي تكاد تنعدم من فرط الاهمال والتي تعتبرها الدول في الحسابات الاقتصادية هي عماد الاقتصاد وحجر الزاوية في البناء والتقدم والمهماز نحو الرقي والتفوق . سيقول لك المسؤول اني اتت بي صناديق الاقتراع ... فأنت عندما تتكلم لست اكثر من حسود .. وانا اقول له انك لولا الحزبية الضيقة لما تسلقت ... ولولا الطريقة الانتخابية التي فصلتها على مقاسك لما وصلت . والا فدع القوائم مفتوحة وغير قوانين الانتخابات مثلما يجري في العالم واطرح نفسك في قريتك او في حارتك او في عشيرتك .... فأذا لم تكن نافعا لهم فلن تفلح ابدا وستجد نفسك لاتساوي شيئا... فاتقوا الله في الشعب العراقي ... وتذكروا العتيدان وان سجلهما لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ..وحاسبوا المفسدين واسترجعوا اموال الشعب من المزورين الذين اخذوها بدون وجه حق – واضربوا بيد من حديد على رؤوس السراق – وكفى هدرا للمال العام , واحترموا شعبكم واصدقوا معه . وان الصوت في صناديق الاقتراع هو واحد سواء كان للعاطل او البائس او المتنعم او البروفسور , رغم ان بعض الضحلين من السياسيين يعتبرونه الصوت الصعب , ابدا بل صوت واحد شانه شاني واي فقير لله اخر. ومن المحزن حقا ان حقوق الشعب العراقي لا تظهر الا بعد ان اختلفتم ... ودونكم ما يجري من مهازل على فضائية البغدادية في برنامجها ( استوديو الساعة التاسعة ) وتحسبون انفسكم مجاهدين وشركاء في النظال والجهاد والعقيده وانتم واحد يشهر بالاخر دونما رعاية لذمة واصبحتم على كل لسان والشعب العراقي لايثق بكم حيث اهتزت تلك الثقه . فمطلوب بل ينبغي وقفة مراجعه اصعب من مراجعة الخروج من البند السابع ومراجعة الذات واستبعاد اصحاب المشوره الشريره والفرقه وذوي النزعات الضيقه من الاعوان والمستشارين ( قل خيرا او اصمت) والمصالحه مع الذات اولا ومن ثم مع الشركاء وبعدها مع الشعب العراقي البطل الذي لاينكر بطولاته احد . امضيتم عشر سنوات من الحكم والتجربه فلا احد يعذركم ولا توجد شماعه عاريه تعلقون عليها اخفاقاتكم , وغنى التجربه يفترض ان يكون حافزا للخير ودريئة للشر , ولكن رغم ان الموضوع محزن فهو باب ربما ( حوب ) الشعب العراقي اوصلتكم الى هذه الحالة وانتم تعرفون حقا لمن هذه القناة ومن يديرها .. ومن هو المذيع ... ويقولون ان الليل يكون اشد حلكة قبيل الفجر ... ! اقول قولي هذا واستغفر الله .. والحمد لله رب العالمين .