احفادٌ على خطى الاجداد-عقيل الموسوي ـ المانيا
Sat, 23 Jul 2011 الساعة : 12:39

لم يتأثر بدمعات حفيده , كما لم يؤثر عليه ما قاله ذلك الحفيد الصغير وهو يستنجد بجدّه من اجل تفنيد ما يردده زملاؤه الاطفال الصغار في المدرسة ببرائتهم المعتادة ... هل صحيح ان جدّك كان قواداً وجمع امواله من هكذا عملٍ مشين ؟؟؟ , فتبسم الجدُّ من قول حفيده ضاحكاً وراح يخفف الوطء على نفس صغيره بأعطائه درساً ربما تناقله اعضاء البرلمان والحكومة للاستفادة منه ... لا تقلق ياصغيري وهلم اليّ بقلمٍ وورقةٍ بعد ان تغسل يديك ووجهك من اثار الدموع التي لا اريد ان اراها ثانيةً على خديك , لأنها لا تأتي الّا من قلبٍ مكسور , ومن يترك المجال لقلبه للأنكسار فلا فرصة له للصعود عاليا , ولا مجال له للعيش في القمم ... اكتب ياولدي , أكتب كلمة ( قوّوااااااد ) على كامل الصفحةِ , هكذا خاطب الجد حفيده بعد ان امتثل الاخير للطلب بأحضار القلم والورقةِ , وكتب تلك الكلمة بكل ما أُوتي من من مهارةٍ اراد منها ان يملأ الصفحة كاملة كما هي رغبة الجد العزيز , حينها أخرج الجدّ ( صفطات من أمهات العشرة ) وأخذ يرصّها الواحدة جنب الاخرى فوق الورقة سائلاً حفيده : هل ترى ال ( قوّاد ) ياولدي ؟ لا .. قال الصغير ولكنه موجود خلف الاموال التي وضعتها انت , فأجاب الجد : نعم هو كذلك ولكن لا عليك فأن الاموال تستر اشياءً كثيرة خلفها والناس لا تشاهد ما وراء الاموال بقدر مشاهدتها الاشياء التي أمامها.
لا أدري اذا ما كان هناك ثمة احفاد لهذا الجد او اولاد لذلك الحفيد انتهجوا نفس النهج وساروا على نفس الخطى , لكني على يقين تام بوجود الكثيرمن المريدين والمناصرين لهما في القول والفعل , وهاهم يُخفون انفسهم بكل وضوح خلف ملياراتهم التي سرقوها على مرآى ومسمع من الشعب المغلوب على امره , وليسوا بحاجة الى ان يخجلوا من هكذا عيب فكلهم عيوب , فلا زالوا يطلّون على الناس بألسنةٍ حدادٍ وهم يعلمون اننا نعلم انهم مزوّرون وسارقون , ولا زالوا يسيرون فوق فضائحهم في التزوير والنهب والابتزاز والرشاوى , وهم في مأمن من الحساب او العقاب لأن رب البيت في الدف ناقرُ , فتلك هي وزارة العدل وجمالية اسمها وقد اعلن السيد الوزيرعن اغلاق باب التقديم للمنافسة على 60 درجة وظيفيه بعد ان وصل عدد المتقدمين الى 9000 شخص وهذا ما اعتُبر ضمن انجازات الوزارة ضمن مدة الماْئة يوم , نعم ... أُغلق باب التقديم ولا ندري اذا ما فُتحت ابواب اخرى للواسطة والرشوة والمحسوبية والمحاصصة الحزبية وباب الشهادات المزورة والتي يقبع في اروقة الوزارة ومؤسساتها ما يقارب الاربعة الاف منها والتي تنتظر العفو البرلماني الموقر , خصوصاً وأن السادة البرلمانيين عاكفون وربما سيعتكفون في رمضان القادم تحت قبة البرلمان للخروج بعفوٍ خاصٍ او ربما عام ليشمل جميع اصحاب الشهادات المزورة بسبب حجم تلك الشريحة عدديا وأدارياً وليُضاف هذا المشروع كمكسب من مكاسب البرلمان العظيمة وخدمةٍ ما بعدها خدمة , وليثبتوا ان الاحفاد لازالوا يسيرون على خطى اجدادهم في التمويه والاختفاء خلف الدفاتر والشدات والمزوّر من الشهادات هذه المره .