اريد وطناً سالماً منعماً/انعام الدراجي

Thu, 27 Jun 2013 الساعة : 22:46

استوقفتني امرأه طاعنه في السن في احدى الاستبيانات عن الانتخابات عندما سألتها عن كلمه توجهيها للمرشح الفائز........
فقالت وبلهجه عراقيه :
"خاله اتمنى يستغل كل يوم من الاربع سنوات الجايه باللخف ويشتري بيوت وسيارات وارصده بالمصارف لان تره السنوات تروح منا وتجي منا"
تفاجئت بكلامها وعلت الدهشه ملامح وجهي ولانني ولاول مره اسمع مثل هكذا امنيات بعيده عن توفير الخدمات والامن وتعيين الخريجين من المعاهد والكليات ولاسيما من امرأه كبيره في السن وسرعان ما تبدد هذا الاستغراب عندما همست ابنتها الشابه الواقفه بجانبها وقد سندت بيدها امها العجوز
قائله بصوت هادئ يعلوه الخجل :
كل دوره انتخابيه نتسارع الى صناديق الاقتراع بهدف التغيير ويفوز اناس قد قطعوا علينا الوعود بما يريحنا نحن شريحه المتعبين والمحرومين وفي نهايه المطاف يتخرج العضو بأنجازات عظيمه من بيوت وسيارات وحتى ارصده في البنوك العالميه وبراتب تقاعدي يفوق راتب الموظف المتقاعد صاحب الخمس والثلاثين عاما
وقد مللنا من الاستجداء منهم والدعوات لأنصافنا في بلد معطاء يزهو بمختلف الخيرات..
عندها تاهت مني الكلمات وعجزت عن توجيه سؤال اخر لها خصوصا بعد الدموع التي انهالت على خديها ...فتركتني وسارت في دربها وكلها رجاء ان يتكلل اللون البنفسجي بأنصافها هي وامها العجوز.
والسؤال الذي يحير الجميع :ماذا فعلوا مجالس المحافظات ليتسارع المواطنون لانتخابهم مره تلو الاخرى
اهو نوع من الجهل وعدم الادراك ؟؟؟؟ام هو تشبث بفسحه الامل التي لامجال للعيش بدونها
فكل ما يطلبه هؤلاء البسطاء......وطنا سالما منعما ......وغانما مكرما......
 

Share |