من نحن ؟
وما نحن الا اذان صاغية لاصوات تاتي من اوراق صفراء متآكله , خطت حروفها بمداد الدم بعد ان ارتوت من سواقي الغل من مداد اقلام كتاب السلاطين , من دهاليز تلك النفوس الشريره التي عبدت الذهب والفضة , من تلك السنين والاعوام التي عانها بها الناس الذل والتشرد والفقر والقتل تحت سياط اولئك الطغاة .
وها نحن نرتمي باحضان تلك السطور لتنسل الدورة الدموية للحقد من جديد فتدب باعماقنا لتصبح حقيقه نركض اليها ولا نرى سواها وتصبح حناجرنا خناجر قبلية بدائية نعلن بها صيحات التهديد للاخرين ,
هاي هي تعود من جديد مع غراب اصحاب اللحى الطويلة لتنصب لك الفخاخ في ربوع غابات حروفهم المسمومة لتروي لك القصص عن شخصيات قدسوها وجعلوا منهم لوحة فنية خالدة لا يمسها الا المطهرون,
وظلوا يقرعون طبولهم الرنانه ليمجدوا اولئك الذين وجدوا السلاطين لهم مفتاحا للولوج الى السلطة على رقاب الشعب الفقير, فمدوهم بالمال وسخروا لهم الوسائل كي يخدموا غاياتهم في الحكم تحت مظلة الدين.
اليوم نجني ما زرعناه , اليوم ندفع الحساب لما ارتكبناه , كيف ؟ ونحن هم الذين صنعوا اولئك الذين يتحكمون في رقاب الناس , من خلال الاستماع اليهم والى افكارهم المسمومه ,و لقد سمحنا لهم ان يصنعوا من انفسنا طفلا ارتضع الحقد والكراهية للاخرين .
فاليوم يقتل حسن شحاته تحت ايقاع الطبول المجنونه , تحت ايقاع حناجر الرعاع الذين تسممت اجسادهم بافكار اصحاب اللحى الطويلة وتحت مظلة الدولة التي ترعى اولئك الوعاظ , فغدا يقتل غير حسن شحاته , فالامر اكبر من ذلك فغدا ستصبح المجازر من عند السنة والشيعة في اي مكان وفي اي وقت.
ترى من الذي يقتل هل هم اصحاب الافكار الخبيثة اولئك الجبناء الذين يتربعون على عروشهم العاجية ام نحن الذين نستمع لهم ؟
طبعا هذا لا يعني انهم غير مذنبين فنحن متشابهان كلانا يبحث عن لغة العنف كلانا اختلطت الحروب في عروقة , فنحن لا نستغرب حين نسمع ان اجدادنا فتحوا كذا دولة وقتلوا واسروا من غير المسلمين ولا نستحي حين نتحدث عن المغانم من تلك الدول الفقيره والتي تغلب عليها صفة الجهل ولا نستحي حين نجلب الجواري من تلك البلدان فهذا ديدنا نحن الاعراب التي عاشت على السلب والنهب من القبائل الاخرى وتعودنا ان نكون دوما نحن الغالبين ودوما نحن المنتصرين ....
والحقيقه نحن نستمتع حين نسمع اولئك الوعاظ حين يرون تلك القصص عن الفتوحات والسبي والمغانم ونتمنى ان تعود كي نقتح الامم الكافره كي نتمتع بنسائها ولنعود بزمن الجواري , لكن هيهات ,فالعالم قد تغير واصبحت تلك الامم حره مثقفة صاحبة فكر وقوية لا تسمح لكل من يبث افكار الحقد والكراهية في اوطانها اما نحن فسنبقى هكذا نأكل بعضنا البعض الى مابقي الدهر.