احتدام الصراع الطائفي في المنطقة الذي خططت له ونفذته القوى الغربية وعملائها/عبد الامير محسن ال مغير
Thu, 27 Jun 2013 الساعة : 14:24

اتسمت فترة بعد ما سمي بربيع الثورات ببروز عصابات ارهابية في هذه المنطقة وسلكت تلك العصابات باتباع ممارسة يندى لها الجبين في تصرفاتها اليومية وابعد ما تكون عن عادات اهل هذه المنطقة والمحرك لكل تلك الاحداث هو التمحور الطائفي الذي يترأسه التيار الوهابي حيث اخذ ذلك التيار دور الريادة بارتفاع وتيرة ارتكاب اشد جرائم القتل وحشية وتهديد امن واستقرار بلدان منطقة الشرق الاوسط وتصاعد الموجه الوهابية والتي كانت تتستر خلف غلالة من النفاق الإخواني بعد احداث تونس مباشرة ثم استفحلت وبشكل ظاهر بمباركة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بعد احداث ليبيا وتفاقمت عدوانيتها عندما ظهرت كشريك اساسي في السلطة الرسمية في مصر ممثلة بنظام محمد مرسي وكانت اخر جرائمها وحشية قتل الداعية الشيعي الشيخ حسن شحاتة هو وافراد اسرته لا لذنب جناه سو انه يتبنى فكرا دينيا يعتبره الوهابيون مختلفا عن دعواتهم وهكذا ظهر تلامذة القرضاوي والظواهري والعرعور يمتلكون حق انزال الموت بمن لم يستجب لدعواتهم التي نشأة وترعرعت في احضان المستعمرين البريطانيين والامريكان ويربط اغلب المحللين بان حادث الشيخ حسن شحاته جاء وبشكل مباشر كنتيجة لدعوات محمد مرسي بدفع المصريين للقتال في سوريا وعلى اثر ذلك التوجه وبنتيجته ارتكب اولئك الجناة جريمتهم البشعة تلك وبذلك وفي ظرف كهذا تستهدف فيه جبهة المقاومة ظهر اولئك العملاء مصطفين الى جانب الغرب والصهاينة كأعداء اللداء بوجه من يتبنون مصلحة وضمان مستقبل الامتين العربية والاسلامية حيث انقسم مناضلي غزة انفسهم اخيرا الى فريقين احدهما يقوده خالد مشعل بعد ان اصبح من رواد فنادق السبعة نجوم في اوربا واسطنبول والدوحة والفريق الثاني هم المناضلين الحقيقيين وبالتالي فان خالد مشعل انحاز وبشكل كامل للجانب الذي يسعى لتسليم ارض فلسطين والقدس لليهود والممثل لمحمد مرسي وال سعود وقد عادت اخيرا اسرائيل لتقوم بقصف قطاع غزة وتمشيا مع دعوات مرسي قام الارهابي احمد الاسير في لبنان للتصدي للجيش اللبناني وقد استشهد جراء ذلك (16) جندي من ذلك الجيش مما دفع الجيش العربي اللبناني لتصفية زمرة احمد الاسير الوهابية واصبح الجيش اللبناني بمواجهة حقيقية مع الارهابيين في لبنان بسبب الاستكانة التي اتبعها الساسة اللبنانيين فيما مضى بحجة ما سمي بالنأي بالنفس مما جعل لبنان ان يصبح وكرا وممرا لنقل العتاد والمرتزقة باتجاه سوريا ومكن الارهابيين ان يعشعشوا في الاراضي اللبنانية مكونين مرتكزات خطرة ظهرت نتائجها اخيرا بتمرد اولئك الاوغاد في كل من حركة الاسير في صيدا والزمر الوهابية في طرابلس وقد تجمع الكثير من الاشخاص ذوي السمة الارهابية الخطرة في الاراضي اللبناني وهم من جنسيات اجنبية وقد صرحت قيادة الجيش اللبناني بانها ستستمر بتصفية تلك الجيوب لحين انهاء المظاهر العسكرية في كل من طرابلس وصيدا ومن الاحداث الهامة في هذا الاسبوع اعلان امير قطر تخليه عن السلطة لنجلة ولي العهد وربط بعض المحللين ذلك بمضايقة ولي العهد ووالدته الاميرة موزة لوالدة لتسلمه تلك السلطة الا ان محللين اخرين يذهبون الى القول بان ذلك التحول يعتبر جزء لما يسود منطقة الشرق الاوسط الان حيث وجدت الاسرة الحاكمة في قطر لا بل وقيادات غربية واقليمية بان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري مدعوما من الامير السابق قد اقحم الامارة بأمور اكبر من حجمها بالمشاركة في الاحداث التي حولت الشرق الاوسط الى اتون نار ملتهبة من الصراع ارضاءا لإسرائيل وامريكا وكان اكثر ما يثير غيض بعض الساسة العرب صحبة رئيس الوزراء المستقيل مع نبيل اللاعربي امين عام الجامعة العربية بالذهاب الى نيويورك ليعلن التنازل عن القدس ضمن ما سمي بتبادل الارض مما ولد نقمة لدى الطبقة المثقفة في الخليج وفي مقدمتهم فئة الشباب كالشعراء والكتاب والذين عبروا عن عدم رضاهم في هذه السياسة الهوجاء التي لا تختلف رعونة عن تصريحات محمد مرسي الاخيرة وقد شعر الغرب اخيرا بخطر سياسته مما دفع الولايات المتحدة ان تنقل ملف المسألة السورية الى ال سعود بدلا من امارة قطر وقد تضمن خطاب التنازل من قبل الامير السابق الى ولي عهدة فحوى من هذا النوع حيث ذكر بان تنازله يتيح ان يتولى فئة الشباب السلطة ومعلوم ان العداء بين ال سعود وقطر تقليدي وقديم ويعود الى بداية القرن الماضي الا انهما تقاربا عند بدء ما سمي بربيع الثورات العربية امتثالا لأوامر الولايات المتحدة ليتسابقا بإرضاء اسرائيل وامريكا وكان لتصريح سعود الفيصل وزير خارجية السعودية يوم 23/6/2013 بحضور جون كيري وقد عكس ذلك التصريح ليس انحطاطا في الخلق وتهورا وحنقا فحسب وانما ابتعادا كليا عن مضامين القوانين الدولية فالسعودية منذ نشأتها وحتى الان لم تخرج عن ارادة الغرب وتعتبر بنظر اغلب المؤرخين بانها عبارة عن محمية غربية وبنظر سعود الفيصل سوريا الان تعتبر ارض محتلة فسوريا ذات النهج المستقل والذي عرفت منذ استقلالها ولحد الان في مواجهة مع اسرائيل وملجئ للمناضلين العرب والبلد العربي الوحيد الذي لم يعقد اتفاقية مع اسرائيل من الدول العربية المجاورة لها واذا كان ممثلها في ما سمي بالجامعة العربية قد خرج من تلك الجامعة بنتيجة نفوذ الدولار السعودي والاؤامر الامريكية فان ذلك يعتبر شرفا لسورية وليس انتقاصا لها لان تلك الجامعة لم تكن عربية وانما عبارة عن (جوقة) تقودها الولايات المتحدة الان ولا نلوم سعود الفيصل فان حنقه بنتيجة انتصارات الجيش العربي السوري في القصير دفعه الى ذلك التصريح وقد افصح (جون برينكز) في كتابه القاتل الاقتصادي بان ال سعود وقعوا اتفاقية مع امريكا بضمان حماية عرشهم لقاء استمرار تدفق النفط طبقا لمتطلبات المصالح الامريكية وطبعا ان تلك الاتفاقية قد عقدت خشية الشعب في السعودية وصدق الشاعر المتنبي عندما قال :-
اذا اتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي باني كامل
فالعرب لا ينتظرون من سعود الفيصل خيرا لدعم قضاياهم فهو واوردكان من اشعلوا نار الفتنة في هذه المنطقة ومن الطبيعي جدا وهم كعملاء للغرب ان يستهدفوا جبهة المقاومة الممثلة بالجيش العربي السوري وقوة المقاومة في لبنان المتمثلة بحزب الله ويغيض سعود الفيصل صمود الجيش العربي السوري وهو يرى ان الارض اصبحت تهتز الان تحت اقدام حلفائه محمد مرسي واوردكان .
اما الاحداث الهامة في العراق هذا الاسبوع فقد تلخصت بتعديل قانون ادارة المحافظات باتجاه توسيع صلاحية الادارات اللا مركزية ومع اننا نعتبر تلك الادارات تؤم مع الديمقراطية اذا ما اجيد استعمالها بصدق واستقامة ولم يدخل المجلس ومن تفكيره مدى قدرة استيعاب تلك الادارات الممنوحه لها فقد ارتكبت بعض الحكومات المحلية في تلك المحافظات بعد انتخابات 7/3/2010 ولحد الان اعمال ابعد ما تكون عن الوطنية والاستقامة والشرف وقامت بتبديد المال العام اضافة الى ما لاحظه العراقيون من تشبثات لدى بعض المحافظين والتي تجسدت تحديدا في تصرفات اثيل النجيفي وتعمده بالتوجه لما يؤدي الى انفراط عقد وحدة هذا الوطن ومن الاحداث الهامة هذا الاسبوع اعلان السيد قصي السهيل النائب الاول لرئيس مجلس النواب عن استقالته وعلى اثر ذلك صرح حيدر الملا مبتهجا ومتشفيا بقولة (ان قصي السهيل قد اقيل ولم يستقيل وكانت اقالته ليس فقط من كونه نائبا لرئيس مجلس النواب وانما من عضوية المجلس وتعتبر استقالته نصرا للعراق ولمجلس النواب) على حد قول حيدر الملا فهل سمعتم بصلف ووقاحه اكثر من ذلك فمسالة استقالة السهيل من منصب نائب رئيس المجلس تعود له وتصويت مجلس النواب اما بالقبول على تلك الاستقالة او رفضها وبهذا فان السيد حيدر الملا يفضح نفسه امام العراقيين لأنه هو وخمسة عشر نائب من المجلس سبق ان صدرت بحقهم اؤامر قبض اما وفق المادة اربعة ارهاب او للاختلاس لأموال عراقية وقد صرح قبل مدة عام تقريبا النائب السراي بان حيدر الملا والنائبين الشهيلي والاعرجي اتهما بتحويل 200 مليار دولار كغسيل اموال بواسطة مصارف وهمية ولا وجود لها في بغداد عندما كان سنان الشبيبي يشغل وظيفة محافظ البنك المركزي العراقي وعلى اثر ذلك التصريح ظهر حيدر الملا في تصريح له مرتبكا وطالبا عدم التحقيق مع سنان الشبيبي وزاعما بان ذلك يؤدي الى ايذاء سمعة العراق المالية وقد اعترف سنان الشبيبي في قناة الشرقية بذلك عندما لجئ الى تركيا واضاف النائب السراي في حينه بان هذا الملف سلمه رئيس مجلس النواب الى قصي السهيل وقد توصل السيد السهيل الى حقائق مذهلة فتم سحب الملف منه واحيل الى رئيس لجنة النزاهة السيد الاعرجي ومنذ ذلك الحين لم يسمع شيئا عن ذلك وتذكرنا استقالة السيد السهيل بما قدم علية النائب جعفر محمد باقر الصدر وهو نجل العالم الديني والمفكر الكبير الصدر الاول عندما قدم استقالته من مجلس النواب عند اول التئام المجلس بعد انتخابات 7/3/2010 وقد ربط المحللون والمتتبعون للأحداث استقالة جعفر الصدر تلك بما ساد اعمال هذه الدورة ومنذ البد من اساليب الاحتيال واستهداف المنافع الشخصية والاثراء على حساب مصالح الشعب من قبل اعضاء المجلس النيابي كل تلك الاجواء لا تلائم شخصا ذو شمم واستقامة ونرى وكغيرنا من المثقفين العراقيين ان مصلحة العراق تتطلب ان يبقى السهيل الى نهاية الدورة حيث يحاط العراق وحكومته الان بمتاعب لا حصر لها تختلق حيث نجد البعض اصطفافهم الى جانب العلواني واللافي وهم من يدافعون عن الوهابيين التكفيريين وتزهق ارواح العراقيين يوميا وفي وقت يصرح فيه السيد العضاض رئيس مجلس محافظة بغداد بان من اول اولوياته الجانب الامني ولكن ما واجهته بغداد يوم 24/6/2013 بانتشار تفجير المفخخات ما يؤلم النفس الابية واضحت حاليا الائتلافات والتكتلات ذات غايات مكشوفة ويحمل بعضها طموحات غير مشروعة ممثلة بالوصول الى منصب رئيس الحكومة والذي يعتبر هدفا معلنا من قبل احمد العلواني وسعيد اللافي ومنذ خروج الامريكان من البلد ولحد الان وهو احد اسباب تجييش القنوات الفضائية العميلة باستمرار الاعتصام دون ان يدرك هؤلاء بان رئاسة الحكومة يتولاها زعيم الاغلبية والمؤلم حقا وكما ذكرنا ان نواب تصدر اؤامر قبض بحقهم لم تنفذ وبالتالي يجدون امكانية التطاول على نواب ذو استقامة في المجلس ومما يؤلم ما حصل هذا الاسبوع ايضا مجزرة قضاء الطوز حيث استهدفت مظاهرات ذلك القضاء بقنابل الهاون مع ان اعتصامات وبمختلف مدن عراقية اخرى ومضى لها اكثر من ثلاثة اشهر لم يحصل لها مثل هذا الاستهداف وهذا يعطي مؤشر لسبب تلك المجزرة والظرف الشاذ الذي يواجهه ذلك القضاء حيث وجود اللواء 16 المتمرد بعدم التزامة باؤامر الحكومة وعلى مقربة منه مقرات البيشمركة وتواطئ الشرطة المحلية مع بعض القضاة في صلاح الدين باللقاء القبض على الفاعلين في جرائم الارهاب ويطلق سراحهم بنفس اليوم كما ان القوة التي ارسلت من مركز محافظة صلاح الدين الى قضاء الطوز كان احد افراد الشرطة فيها حاملا حزاما ناسفا وهو الذي فجر نفسه في وسط المتظاهرين وهذا ما نقله اهالي القضاء انفسهم وقد كتبنا بذلك ولمرات عدة وذكرنا بان اهمية المناطق المتاخمة للاقليم تفوق اي منطقة اخرى حيث العناصر الارهابية في جميع الاحوال تحمي ظهرها باللجوء الى مناطق الاقليم عندما تقوم بمهاجمة مدن كطوز خرماتو وتازة وكركوك وبعقوبة والمقدادية ولا بد ان ننوه هنا بان ما يتعرض له العراق الان ومن فئات تتستر خلف غلالة من النفاق يعتبر من اخطر المراحل التي مر بها البلد والملفت للانتباه ايضا ان في هذا الاسبوع نفذ امر قبض بحق الشيخ المفرجي في كركوك على اثر تحريضه لبعض المتظاهرين بحمل لافتات تشهر بالسيد وزير التربية وقد نقلت قناة الحرة تصريحا لمحافظ كركوك يعتبر امر القبض على المفرجي من قبيل الخطف على حد قولة واعتبر المراقبون ان مثل هذا التصريح هو من قبيل التصيد في الماء العكر فبدلا من ان يكون السيد المحافظ عونا للقضاء وللسطلة التنفيذية يتحول الى محرض عليهما وخلاصة القول فقد استطاعت القوى الغربية واسرائيل ووفق خطة محكمة تقسيم منطقة الشرق الاوسط الى محورين يستهدف كل منهما الاخر ويسقط المئات من الشهداء يوميا بفعل المؤامرة الكبرى الذي خطط لها ونفذها الامريكان والصهاينة فمحور ايران والعراق وسوريا ولبنان يقابله من الجانب الثاني اوردكان والسعودية والاردن ومحمد مرسي وهو ما كانت تسعى له امريكا واسرائيل منذ امد بعيد فهذه المواجهة تؤدي الى امتصاص الطاقات والقضاء على الخطط التنموية واضعاف القدرات العسكرية حيث استطاعت الولايات المتحدة ان تقضي على الجيش العراقي وقد حجمت الجيش المصري وها هي الان تسعى لانهاك الجيش العربي السوري والاداة الاساسية لهذه الفتنة هي الحركة الوهابية وجناحها العسكري المتمثل بالقاعدة وجبهة النصرة ولم تجد سوزان رايس ممثلة الولايات المتحدة من حرج في تصريحها يوم 26/6/2013 في مجلس الامن وهي تنحو باللائمة على مجلس الامن بقولها (ان عدم قدرة مجلس الامن على اتخاذ قرار حول المسالة السورية سيعرضه الى مسائلة تاريخية تمس بالجانب الاخلاقي لسمعته وتتحامل على كل من الصين وروسيا) ولا يسع المرء سيما من هو يسكن في منطقة الشرق الاوسط الا ان يقف مبهوتا امام تصريح من هذا النوع فسوء الخلق المترجم بالكذب والنكول بالوعود ودعم الارهاب ونهب ثروات الشعوب واستعمال اشد الاساليب قهرا وعتوا وطمسا للحريات العامة هو ما يصدر عن حكومة سوزان رايس نفسها فتلك الحكومة هي التي دفعت بالإرهابيين والمال والسلاح الى داخل سوريا واشعال نار الفتنة فيها متوقعة انتهاء المعركة خلال اسابيع كما اوهموها بذلك ال سعود واوردكان وهي التي كانت ومنذ البدء تصدر الاؤامر بارسال المال والسلاح الى داخل الاراضي السورية والتي لا زالت تمد لاولئك العملاء والمرتزقة بسبل القوة باستمرار تدميرهم للمجتمع السوري في حين روسيا والصين قد تبنيتا ومنذ البدء ايقاف اطلاق النار حماية للشعب السوري وللمنجازات التي حققها ذلك الشعب عبر عقود من الزمن والعرب والمسلمين في الشرق الاوسط يعرفون من هو عديم اللاخلاق والذي اصبح سماته مكشوفة وهو الذي يتحالف مع بعض الساسة ويتخلى عنهم عندما يرى مصلحته تتطلب ذلك كما فعل مسؤولي رايز في البيت الابيض مع الرئيس الافغاني كرزاي الذين تركوا المفاوضات معه وتوجهوا بمفاوضات مع طالبان وهذا ديدنهم وسنراهم يتخلون عن محمد مرسي واوردكان وال سعود قريبا عندما يرون بان الشعوب بدأت تنفر منهم .