عبد الزهرة فارس أحلام ذي قار//منى عبد الغني البدري
Tue, 25 Jun 2013 الساعة : 11:43

قصة روتينية كثيرا ما كنا نسمع عنها حين تحلم كل فتاة في عمر الربيع بفتى أحلامها الذي يمتطي حصانه الأبيض ليأتي وينتشلها من مكانها الذي تعيش به فيطير بها إلى قصره الملكي وجنة الأحلام لتعيش معه في قمة السعادة الأبدية ....... هذه القصة ذكرني بها الشيخ ذو الرداء الأبيض وقائد التظاهرات الأخيرة في الناصرية ...... فكلنا يعرف أن ذي قار تفوقت في سوء خدماتها وجاءت في مقدمة المحافظات التي صنفت تحت خط الفقر ...... على الرغم أنها محافظة تملك من الخيرات ما يجعلها الأولى في الخدمات والاستثمار بل والثراء ليس على مستوى العراق فقط ولكن على مستوى العالم أيضا ....فهي تملك الذهب الأسود والأراضي الزراعية وكونها من المحافظات التي تعتبر ذات حضارة تمتد لأكثر من 5000 آلاف عام متمثلة بآثارها ومعالمها المهملة أشد اهمال للأسف الشديد بالإضافة إلى تمتعها بأرضية جيدة لاستقطاب الاستثمار على مختلف أنواعه .....لكن مع كل هذا فهي نجدها تتفوق بالفقر والحرمان وأبناؤها يعانون ما يعانون من العوز والبطالة والفقر وغياب أبسط حقوق الإنسان من خدمات على مختلف الأصعدة خصوصا الكهرباء ....وعام بعد عام لا نجد من المسؤولين إلا الوصفة التي اعتدنا عليها كشعب عراقي عموما وذي قار خصوصا وهي التخدير بالوعود لتكون مجرد مسكنات لا تجدي نفعا ولا تقدما في حال المحافظة المؤلم ....والصدمة الكبرى حين يتحدث المسؤولون بموضوعة الديمقراطية وتنفيذها بفلم الانتخابات الذي أصبح كفلم قديم ممل بالأبيض والأسود حفظنا قصته لنعلم بأحداثه وماهي نهايته .... فنصدم بعد الانتخابات بعراك الكتل السياسية على العروش والمناصب فتمر الأيام والأسابيع ومسلسل الانشقاقات والنزاعات السياسية والمحاصصة هذه لك وهذه لي وأنا أنسحب وانت انسحب ولغة التسقيط فيما بينهم بما لا يليق بالسياسيين كلها أزمات لا تنتهي الخاسر الوحيد في فاتورتها هي المواطن.... فنجد ذي قار تنزف حزنا وألما على حالها وأصوات ابنائها التي ذهبت سدى .... فهم يتنازعون وثرى نزاعهم لا يتضرر به إلا ذي قار وحدها .... ليظهر فارس يرتدي رداءه الأبيض يسير على أقدام نحلتها الأيام وملامح قوة واصرار على وجهه الذي تحيط به لحيته البيضاء المصبوغة بخضاب الزمن الصعب .... عبدالزهرة الشيخ الكبير العجوز المسن اختار ان يكون هو الفارس الذي يطالب بحقوق ذي قار .... قد لا يملك مؤهلا علميا يؤهله أن يكون كهؤلاء المتنازعين .... لكنه يملك مؤهلات لا يملكونها هم مثل ...الضمير .... الوطنية ....القوة.... الزهد ....ربما من يقرأ مقالي هذا سيقول أن عبدالزهرة رجل لا حول له ولا قوة إلا قيادة مظاهرات ليس لها أهمية عند المسؤولين خصوصا وزارة الكهرباء التي لا يهمها حال المواطن ومعاناته .... لكن الشيخ عبد الزهرة جدد الامل في قلوب ذي قار الأمل الذي مات خنقا بأياد الحكومتين المركزية والمحلية .... فنراه بجرأة مؤدبة يضغط الزر الأول لثورة أبناء المحافظة من اجل المطالبة بحقوقهم ومعالجة الخرس الذي أصابهم بسبب التخديرات السياسية والوعود المزيفة .... فهنيئا لذي قار على فارسها الشجاع الشيخ عبدالزهرة .... وهنيئا لنا نحن أبناء ذي قار لأن بيننا شرفاء مثل هذا الشخص .