الرئيسية>مقالات>

صناعة القرار/عصام الطائي

Tue, 25 Jun 2013 الساعة : 0:14

يكمن اهمية أي قرار بكونه يحدث اثر في الواقع السياسي والاجتماعي فيؤدي الى الاضرار او الفوائد حسب نوعية القرارلذلك كلما كان القرار اكثر نضجا سوف يؤدي الى الفوائد على الصعيد الاجتماعي والسياسي وكلما كان اقل نضجا كان هناك الاضرار وابسط مثال على صناعة القرار على مستوى الفرد الاعتيادي هو في قيامه باي مشروع اقتصادي فاذا كان مدروسا سوف يحقق الفوائد المالية واما لو لم يكن مدروسا ولم تكن له الخبرة سوف تذهب الاموال هدرا بدون عائد مالي أي سوف يسبب الخسارة المالية بالاضافة الى خسارة جهده وتعبه وسوف تكون الخسارة اكبر في القضايا التي تتعلق بقرارات الحكومة او قوانين الدولة فقد يتصور البعض ان القرار او القانون لا يحتاج الى ذلك العناء ولكن الذي يملك النضج السياسي يحاول ان يعتمد على اصحاب الخبرة والكفاءة وبذلك سوف تكون قراراته بمستوى الطموح.

وفي الامور الاقتصادية لو كان انتاج مادة ما 25 بالمئة من المنتج المحلي سنويا لذلك يحتاج 75 بالمئة من الاستيراد لتغطية الاحتياج فعلى صاحب القرار الذي يصدر قرار السماح او المنع ان يصدر القرار بصورة تعمل على الحفاظ على الناتج المحلي ويسمح بكمية معينة من الاستيراد بصورة يضمن عدم ارتفاع الاسعار وبهذا سوف يضمن الحفاظ على المنتج المحلي ويمنع ارتفاع الاسعار وبذلك يكون القرار بمستوى النضوج اما مجرد منع الاستيراد او السماح بصورة فوضوية فكلاهما سوف يسبب الخسارة .

وهكذا على مستوى القرارات السياسية فالاخوان المسلمين بالرغم من احقيقتهم في الانتخابات الا ان الواقع السياسي يفرض وجوده لذلك بامكان الاخوان ان يكون لهم رؤية عميقة وايثار في المناصب العامة ولا تتدخل كثيرا في تعيين المحافظين من الاخوان بل الاقتصار على المهنيين واصحاب الخبرة والكفاءة وقد سبب تعيين مجموعة من الاتجاه الاخواني المشاكل والازمات والصراع في الواقع السياسي وهكذا بالنسبة الى اصدار القرارات على مستوى قطع العلاقات مع الدول فقد وجهت انتقادات شديدة لمحمد مرسي جراء قطع العلاقات بهذه الصورة مع سوريا والذي قد جمع الانصار من الاخوان وغيرهم بصورة مثيرة فهل من المعقول ان 70 سنة او اكثر من تاسيس الاخوان ولا تكن لهم التجربة الكافية لئلا يقعوا في مثل هكذا فخ ؟ لان مثل هكذا قرارات الغير مدروسة والمتاثرة بالاجندة المذهبية والحزبية سوف يتسبب في اسقاطتهم سياسيا فكان الاجدر الاعتماد على الطاقات المصرية المهنية واصحاب الخبرة والكفاءة.

وان صاحب القرار لا بد ان يكون منفتحا لا منغلقا على جماعته لان هذا الانغلاق يجعل ضعف في القرار وان ما نشاهده من مشاكل وازمات كما في تركيا ومصر وليبيا واليمن وتونس بسبب ضعف في النضج السياسي والانغلاق الفكري والتعصب المذهبي والحزبي والخضوع للقوى الاقليمية والدولية لذلك تصدر قرارات لا تستوعب الجميع وقد تعالج جوانب وتهمل جوانب اخرى وفي الغرب نجد القرارات التي تصدر تكون مدروسة دراسة وافية وبذلك تكون القرارات ناجحة وتؤدي الشيء الذي يريدون تحقيقه.

وهناك في التراث الاسلامي كثير من الوصايا حيث يلخص فحوى تلك الاقوال ( انه ما خاب من استشار ) وتأكد على ان يكون طلب الاستشارة هي من قبل العقلاء من الناس ولكن قد لا يكفي مجرد كونه من العقلاء بل قد يتطلب أي يكون المستشار من اصحاب الخبرة والكفاءة والتخصص واهم من كل هؤلاء ان يكون المستشار مخلصا وفي زماننا هذا نجد معرفة اراء واقتراحات الناس في قضية ما تفيد كثيرا وقد لا تقل اهميتها عن اهمية اصحاب الخبرة والكفاءة والاختصاص وهناك مشكلة قد يحمل البعض عناوين كبيرة الا ان الواقع يثبت ضعف خبرته وكفاءته فان مجرد وصول الشخص الى موقع معين ليس دليلا على كفاءته وخبرته.

والذي يلاحظ الواقع الحالي يجد ان هناك نسبة كبيرة من الجهلاء هم من يستلمون كثيرا من المسؤوليات ويتصور هؤلاء ان مجرد لبس ملابس انيقة هي التي تجبر الناس على احترامهم الا ان الواقع ان علم وخبرة وتخصص وكفاءة واخلاص وما ينجزه من خدمات للمواطنين هو السبب المهم في احترام الناس له وفي الغرب هناك نسبة كبيرة من يحمل مسؤوليات فنجد التواضع في الملبس والتصرف هي سمة واضحة وليس التكلف في الملبس والكماليات الزائفة كما نلاحظه واضحا لدى الكثير ممن يستلم المسؤوليات يقول الامام علي ع وهو يصف المتقين ( وملبسهم الاقتصاد) أي ملابسهم ليس بالرثة التي قد تهين الشخص ولا بالملابس الفاخرة التي قد تجعل الشخص يتطغى ويتمرد وينحرف من حيث يشعر او لا يشعر.
عصام الطائي
 

Share |