يحيى الناصري ... كما عرفته/الباحث القانوني جبار الشويلي

Mon, 24 Jun 2013 الساعة : 23:19

تعرفت على السيد يحيى الناصري ..ابو زكريا .. بعد سقوط النظام البائد مباشرة من الجلسات التي كانت تعقد في جمعية التضامن في العراق حيث بادر سماحة الشيخ الناصري الكبير الى أعادة الروح مرة أخرى الى الجمعية بعد توقف اعمالها فترة طويلة من الزمن بسبب الظلم والاستبداد الذي مارسه النظام البائد والملاحقات الامنية والحزبية التي مارسها ذلك النظام ضد كوادر الجمعية في الناصرية ..
نعم تم الايعاز بأجراء انتخاب الاعضاء الجدد لهذه الجمعية وبوركت بالمباشرة بتولي اعمالها الخيرية المتعددة تجاه ابناء المحافظة من الفقراء والمحتاجين وكان للسيد ..يحيى الناصري .. ادوار متعددة في هذه الجمعية ولعل اهم هذه الادوار هو الاعلام بانواعه حيث ان أيصال المعلومة أم هام جدآ الى الفقراء والمحتاجين من جهة ومن جهة اخرى فهو ايعاز الى المساهمين من اهل الخير في رفد اعمال هذه الجمعية ماديآ ومعنويآ.
ثم توالت اللقاءات مع الاستاذ الناصري في محافل عديدة منها السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية وغيرها من خلال المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تعقد هنا أو هناك من اطراف محافظتنا العزيزة .. وقد كان له الحضور الفاعل في جوانب الحديث واطرافه عندما يكون الدور له في أبداء الرأي والنقاش في المواضيع التي تدور حولها هذه اللقاءات
..وكان كثير الحرص والاهتمام بالمسائل التي تهم المدينة ( الناصرية ) مهما كانت هذه المسائل ويحاول قدر الامكان أن يحقق شيئآ لها كونها من وجهة نظره غايته ومناه ...فهو يهتم بصغائر الامور والمسائل التي تؤثر سلبآ أو أيجابآ على المدينة وأهلها الطيبين وكان يتمنى ان يكون له دور في بناء هذه المدينة وتعزيز دورها في العراق على كافة المستويات كما كان ذلك الدور لجده وأبيه وأخيه من قبل وكان له ما أراد من خلال وجوده في مجلس محافظة ذي قار الاول وتولى المسؤولية بحرص كبير من خلال المهام التي أنيطت به وكان دائم الحركة والنشاط ولايتقيد بمكتب او دائرة حيث يتواصل مع الناس على قدر المسؤولية التي تحملها في ذلك المجلس من طرف ومن طرف آخر القيود والعراقيل التي كانت سائدة آنذاك ( سلطة الائتلاف والقوات المتعددة الجنسيات )
وبقي على هذا الحال ردحآ من الزمن ثم تحول عمله الى العاصمة بغداد بعد ان تم تشكيل الحكومة العراقية الانتقالية وكان له دور في الامانة العامة لمجلس الوزراء من خلال اللجان المنبثقةعنها فعمل أولآ في لجنة الكيانات المنحلة لفترة طويلة وبعد نهاية أعمالها بنجاح أنتقل للعمل في مكتب رئيس الوزراء ثم كلف مع مجموعة من زملائه بأدارة ملف لجنة أخرى مهمة وهي لجنة دمج المليشيات ونزع الاسلحة والصحوات وهي تابعة لمكتب رئيس الوزراء وأخذ دورآ كبيرا فيها حيث تولى مسؤولية متابعة لجان الصحوات في العراق بمعية البعض من زملائه وكان عمله في هذه اللجنة يحتم عليه الانتقال من محافظة لأخرى ومنها المحافظات الساخنه وكان الامر لايخلو من المخاطر أبدآ فتراه في كل زيارة يحمل الاموال الى هذه المحافظة أو تلك بغية تحقيق شئ من المسؤولية في الحفاظ على العراق الجديد من التمزق والتقسيم وتحقيق المصالحة الوطنية بين ابناء الشعب العراقي وبقي في هذا الموقع أكثر من خمس سنوات خبر فيها الادارة والعمل الشديد والمسؤولية والاخلاص في العمل والوفاء للعراق وحده..
..بعد ذلك وبعد أن تم اقرار قانون المحافظات غير المنتظمة بأقليم شاركت جمعية التظامن في النتخابات التي اجريت وفق هذا القانون وكان لها أن حصلت على مقعد أو أثنين مع بعض المنصب التنفيذية في الحكومة المحلية وهنا كان الايثار متواجدآ في ذاته وبأيعاز من الشيخ الناصري الكبير في أن يعقد العزم ويشد الرحال للعودة الى مدينته التي ولد فيها تاركآ العاصمة والرواتب الرئاسية والامتيازات والخقوق الاخرى التي يتمتع بها أقرانه في الرئاسات الثلاثة ليحاول مرة أخرى في أن يقدم شيئآ آخر يختلف هذه المرة عما قدمه في المرة السابقة وبالفعل أستلم منصب المستشارللمحافظ وعلى الرغم من محدودية الصلاحيات التي اعطيت له بدأ يبتكر المهام والاعمال في سبيل تقديم شئ لابناء مدينته وبعد مضي فترة كانت عسيرة جدآ عليه كون المحافظ السابق لم يعطي مهام أو أدوار للهيئة الاستشارية في المحافظة كما نص القانون على ذلك وبعد مشقة طويلة مع المحافظة وكادرها السابق فرض نفسه واعطى له دور في ان يتولى مهام المنسق بين حكومة المحافظة والحكومة الاتحادية فكان دائم الحضور للاجتماعات ذات الشأن بالمحافظات والاقاليم والمؤتمرات واللقاءات التي تهتم بالشأن المحلي العراقي والاقليمي ..
وكنت اتابعه وهو دائم الترحال مابين بغداد وذي قار يحمل معه هموم مدينته ومآسي ابنائها والمشاكل التي تعترضها الحلول الناجعة لها لتكون أمام المسؤولين في بغداد وعلى طاولات الحوار فيها معززه بالاتصالات التي تأتي كل لحظة من الشيخ الكبير أو الشيخ النائب .
أذن فهو لايكتفي بالامور الرسمية فقط بل يتعدى ذلك الى استغلال العلاقات الشخصية مابين بيت الناصري عمومآ والمسؤولين في الدولة من اجل الناصرية وأهلها . فهو من وجهة نظري يختلف كليآ عن باقي المستشاريين الذين لم يؤدوا الدور كما هو لاسباب انا أجهلها بل كان متفقآ تمامآ مع هذا المنصب ان لم يكن اقل شانآ من شخصه .
..وفي هذه الدورة كان له الدور الكبير في ادارة المفاوضات مع الكتل السياسية الاخرى بعد ان حصلت كتلة التظامن على ثلاثة مقاعد وتحالفت مع دولة القانون والوفاء الوطني لتحصل على منصب المحافظ الذي تولاه السيد يحيى الناصري وهو ليس بتشريف له بل العكس صحيح ويكفي أنه من بيت الشيخ الناصري الذي قدم للمحافظة الشئ الكثبر وحسب علمي ان سماحة الشيخ الكبير قد تردد كثيرآ في أن من يتولى المسؤولية الاولى في المحافظة احد ابنائه ليس لعدم الكفائة أو الخوف من الفشل بل من أجل الناصرية التي أفنى عمره من أجلها وهو بذلك يضرب المثل الحي بأن أسمه لايحتاج الى منصب أو جاه أو غير ذلك بل هو الناصري وهذا يكفي ..؟
وكانت أول نصيحة لأبنه المحافظ الجديد ... هي عدم تلبية أية دعوة خاصة وغير رسمية لأية شخصية كانت على مستوى المحافظة او غيرها... وهذه نظرة خبير كبير مارس الادوار وفهم اللعبة جيدآ وخبر الرجال والسياسة فتتلمذ على يده أغلب رجال السياسة في العراق الجديد ..
وهو من جهة أخرى قد مارس دور الرقابة والنزاهة على المحاقظ الجديد وان كان ابنه ليعطي لنا درسآ آخر في اداء المسؤولية والمهام بأحسن صورة ..
أذن علينا ان نقف صفآ واحدآ نحن ابناء الناصرية مع يحيى الناصري محافظآ للمدينه ومحافظآ عليها وهذا لايتم ألا بالنظر الى المصلحة العامة نظرة بعيدة وثاقبة دون الولوج الى التسقيط الذي أعتاد عليه وللاسف الشديد البعض من ابتاء المدينه او من اطرافها ليس لتقويم حالة او امر معين وانما من أجل ان نقف امام هذه الاقاويل والخزعبلات دون ان يكون هناك عمل كبير نحن والمحفظة عمومآ بحاجة اليه..
... ماذكر آنفآ هو ماعرفته عن يحيى الناصري الذي اتهم جزافآ بتهم أقل مايقال عنها انها سخيفة ولاتمت للحقيقة بشئ وما ذكر آنفآ ليس من باب الدفاع عنه وانما هي رحلة صداقة طويلة صادة ومخلصة وجدت فيها .. ابو زكريا .. صاحب الخلق والوفي والملتزم والجرئ وصاحب الصاحب ..
امنياتي ودعائي له ولأهل الناصرية بالخير والعطاء والتطور والازدهار ... والله الموفق

Share |